تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سفير دولة الكويت ل (الثورة): العرب دعاة سلام.. وفلسطين قضيتهم المركزية

شؤون سياسية
الأحد 16/3/2008
ناديا دمياطي - عائدة عم علي

القمة العربية الدورة ال20 المزمع عقدها في دمشق في 29/30 آذار الجاري هي بكل المقاييس وفي الظروف الإقليمية والدولية

المحيطة من أهم القمم العربية لأسباب وعوامل عدة ليس أقلها الحاجة لتضامن عربي وتنسيق على مستوى القادة العرب لتحمل مسؤولياتهم ودفع مخاطر ملغومة بضغوطات وتهديدات تستهدف أمن واستقرار المنطقة وبالتالي القضايا العربية المصيرية وأولها القضية الفلسطينية التي ستكون عنواناً لقمة دمشق والتي وإن اختلف العرب على الكثير من قضاياهم إلا أنهم يجمعون على حقيقة دعم ومساندة هذه القضية المصيرية العادلة والجامعة لهم.‏

وبمناسبة قمة دمشق تتابع الثورة لقاءاتها مع السفراء العرب في دمشق حيث التقت سعادة السفير الكويتي فهد أحمد العوضي:‏

س: لطالما تميزت العلاقات بين البلدين الشقيقين سورية والكويت بالأصالة والتعاون في شتى المجالات لخدمة الشعبين وقضايا الأمة العربية وعلى كافة المستويات?!‏

ج: بلا شك إن العلاقات بين الكويت وسورية علاقات مصاهرة وأصالة والحمد لله فإن القائدين الكبيرين الراحلين سيادة الرئيس حافظ الأسد والأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح قد أرسيا علاقات متميزة بين البلدين والآن فإن الخلف يسير على نهج السلف بقيادة الدكتور الرئيس بشار الأسد وأخيه صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الصباح وقد وصلت هذه العلاقات إلى مستوى ممتاز جداً مرضية لقيادة وشعبي البلدين وطموحنا كبير للعمل على تعميق هذه العلاقات وتمتينها في جميع المجالات.‏

وقد شهدت الفترة الأخيرة دفعة قوية جداً لهذه العلاقات نابعة من حرص القيادتين على تأسيس الروابط لما فيه الخير للأمة العربية والإسلامية عموماً.‏

في العام الماضي انعقدت اللجنة العليا المشتركة السورية الكويتية في دمشق وهي لجنة مهمة جداً تعنى بكل أشكال العلاقات بين البلدين وتدرس المعوقات التي تواجه تطوير العلاقات لإزالتها وقد كانت دورة ناجحة جداً واستطاعت خلالها تشخيص مواقع الخلل في العلاقات وعلاجها ونتوقع أن يكون لها مردود كبير وطيب على العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية.‏

س: هل لكم سعادة السفير أن تطلعونا على مجالات الاستثمارات الكويتية الكبيرة في سورية التي تعتبر جاذبة قوية للاستثمارات في شتى المجالات?!‏

ج: سورية بلد جاذب جداً للاستثمارات في القطاعين العام والخاص والكويت تبدي اهتماماً واضحاً في سورية لمكانتها, وما تحظى به من مميزات ومجالات استثمارية وفريدة, فكما تمتنت العلاقات السياسية والثقافية فإن العلاقات الاقتصادية تسير بهذا الاتجاه ومنذ الخمسينيات كان الكويت من أوائل الدول التي استثمرت في سورية وقد دخلت اليوم في كل المجالات, والاستثمارات الكويتية لا تحمل خلفها أجندة سياسية ولا ضغوطات, فالمستثمر ينظر إلى عامل الأمان في البلد وسورية من الدول التي تتمتع بالأمن والأمان على كافة الصعد, كما أنه يسعى إلى الربح والتطور الاقتصادي للبلد الذي يستثمر فيه,وما يوفر له من عوامل للنجاح وفرص عمل وكلها منافع متبادلة بين البلدين.‏

س: سورية الحاضنة للأمة العربية دعمت برأس مالها العلمي وكوادرها العلمية تطوير القطاع التعليمي في الخليج العربي, بما في ذلك الكويت..‏

ج: المواطنون السوريون من أكبر الجاليات في الكويت, وأفضلها وأحسنها سمعة, وقد دعمت هذه الجالية القطاع العام والخاص في الكويت التي تدين لهذه الجالية السورية بالكثير, وما زال التعاون قائماً وما زالت وزارة التربية الكويتية تستعين بالكوادر العلمية والتعليمية من سورية,وكانت هناك لجنة تعاقدت في هذا المجال وهذا مؤشر على أن الكوادر السورية لها مكانة جيدة, ونحن سعيدون لهذا التميز للإخوة السوريين.‏

س: انطلاقاً من متانة العلاقات وتاريخيتها وحرص القيادتين في سورية والكويت على تطويرها, فإن ذلك سيدعم أي موقف يخدم القضايا العربية المشتركة في القمة العربية الدورية السنوية والتي ستعقد للمرة الأولى في دمشق عاصمة الصمود?!‏

ج: أنا سعيد في بلدي سورية في هذا الوقت الذي يكتب فيه تاريخ مفصلي بعقد أول قمة عربية في عاصمة العروبة دمشق, والكل يتمنى كما أعلنت القيادة السورية أن تكون هذه القمة قمة للتضامن العربي بالتركيز على القضايا والتحديات التي تواجه أمتنا وبالتأكيد فإن القيادة السورية عبرت عن حرصها على نجاح هذه القمة من خلال اللقاءات المختلفة مع القيادة السورية,وفي الأشهر القليلة الماضية كان هناك زيارتان للشيخ نواف الأحمد الصباح, وتبعتها زيارة رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر محمد الصباح وزيارات المسؤولين الآخرين على مستوى الوزراء وتم التأكيد على حرص الكويت على نجاح قمة دمشق بكل المقاييس وأنا بحكم عملي في دمشق أعرف أن القيادة السورية مهتمة جداً بإنجاح القمة ومهتمة جداً بإعادة التضامن العربي إلى ما يجب أن يكون عليه.‏

س: ستكون قمة دمشق قمة القضية الفلسطينية بامتياز على وقع هذه الهجمة الإسرائيلية الشرسة على الشعب الفلسطيني, ولطالما كانت الكويت داعماً أساسياً للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه العادلة?!‏

ج: فلسطين قضيتنا المركزية والكويت في كل المناسبات والأوقات كانت داعمة لهذه القضية سياسياً ومادياً ونضالياً, وهذا واجبنا الأساسي وستظل تدعم هذه القضية كما كانت دائماً, فالقضية الفلسطينية التزام مبدئي وأخلاقي, وهي قضيتنا المركزية, ونأمل أن يكون اجتماع القمة ناجحاً بكل المقاييس, ويعالج كل التحديات والقضايا المطروحة.‏

س: هل ستتمكن قمة دمشق من رأب الصدع في الصف العربي, أم هناك تحديات من بعض دول الاعتدال أو ما شابه ذلك?!‏

ج: أعتقد أن الدول العربية في مركب واحد والجميع يعي أن المرحلة دقيقة والتحديات كثيرة وأنه لا سبيل آخر غير التضامن والتعاون العربي لمواجهة تحديات المرحلة.‏

ومن هذا المنطلق أعتقد أن القمة العربية في دمشق ستكون إيجابية, بعيداً عن الخلافات التي تفرضها المرحلة, إلا أنه يجب العمل للحفاظ على مؤسسة الجامعة العربية التي تجمع ولا تفرق بعيداً عن الخلاف أو الاختلاف في المواقف ووجهات النظر لكونها بيت العرب.‏

هذه المؤسسة يجب أن نحافظ عليها بكل طاقتنا ونجاح قمة دمشق سيكون دعماً للجامعة العربية, وسورية معروفة بمواقفها القومية والتزامها وثباتها على عروبتها, ولذلك نأمل نجاح القمة, والكويت بالتأكيد تقوم بواجبها تجاه شقيقاتها من الدول العربية.‏

لا شك أن الكثير من الهم العربي والقضايا المشتركة ستطرح على القادة في قمة دمشق!!‏

س: هل تعتقد أن قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في داكار عاصمة السنغال سيكون لقراراتها تأثير على قمة دمشق?‏

ج: بالتأكيد, فإن العديد من القضايا التي تهم الأمة العربية والإسلامية ستكون حاضرة في القمة الإسلامية, وبالتأكيد سيكون هناك تنسيق يسبق قمة دمشق,ونتمنى أن تكون نتائج قمة داكار إيجابية لدعم القمة العربية, وكلما كانت هناك نتائج إيجابية في قمة داكار الإسلامية ستنعكس بالإيجاب على قمة دمشق.‏

س: سعادة السفير, ما مدى توقعاتك أو تفاؤلك في أن تتمكن القمة العربية من حل القضية اللبنانية ?‏

ج: تفاؤلي نابع من أن القادة العرب مهتمون بالملف اللبناني, وهناك وعي لأن تدهور هذا الملف سيؤدي إلى كارثة على كل الدول العربية في المنطقة, ومن هذا المنطلق فإن القيادات العربية وحكمتها ستعمل على حل هذا الملف بطريقة ترضي الجميع وتدفع المخاطر.‏

س: ماذا عن المبادرة العربية التي التزمت بالسلام مقابل عودة الحقوق المشروعة لأصحابها?‏

ج: المبادرة العربية تعكس أو تؤكد أن العرب ليسوا دعاة حرب, وأنهم اختاروا طريق السلام, وكنا نتمنى على الجانب الآخر أن يبدي تجاوباً مع المبادرة, ولكن هذا مع الأسف لم يحصل, وسمعنا مؤخراً بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب أن هناك تفكيراً في سحب المبادرة, وهذا حق مشروع لكن لم يتم التجاوب معها, لكن بالتأكيد المبادرة العربية أقرت من جميع الدول العربية وهي تشير إلى أن العرب أبدوا رغبتهم في السلام لكن الجانب الآخر لم يتجاوب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية