تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأكثر عداوة

هآرتس -بقلم: جدعون ليفي
ترجمة
الأحد 16/3/2008
ترجمة: أ . أبو هدبة

ليس واضحاً بعد ان كان( المخرب) الذي دخل لمعهد مركز الحاخام الديني في يوم الخميس مساءً وقتل ثمانية طلاب كان يعرف بالضبط طبيعة المكان الذي دخل إليه. ولكن عشرات ألاف السائرين وراء التوابيت بالأمس كانوا يعرفون ويعرفون.

سفينة الراية للصهيونية الدينية كانت العبارة الشائعة قدس الأقداس وحتى تشبيها مفرطاً بالمسجد الأقصى من حيث القداسة.‏

و يجدر ان نتذكر ايضاً في هذه الساعات الصعبة ما الذي تمخضت عنه هذه المدرسة.هذه المدرسة هي سفينة الرايةللمجموعة الأخيرة في المجتمع الإسرائيلي التي ما انفكت تعمل هنا وفقاً للأفكار والايدولوجيا الصهيونية الدينية هي المجموعة الوحيدة اليوم باستثناء الأصوليين التي يوجد لدى أعضائها استعداد لتكريس حياتهم من اجل المجموعة والفلسفة الإيديولوجية. هي مجموعة تستجيب لقادتها بإخلاص وتفانٍ - والتي يوجد لديها قادة وهي تركع أمامهم ساجدة. هي ايضاً مجموعة فكرية متجانسة جداً يعتبر 80 بالمائة من أبنائها أنفسهم يمينيون. ليس لدى العلمانية اللامبالية الفردية اي شيء من هذه المميزات والخصائص. وهكذا حصلنا على مجموعة أقلية (12 , 15 بالمائة من السكان) ذات تأثير بالغ في مجالات محدده وبدرجة تفوق نسبتها بين السكان.‏

لا يمكن لأحد ان يوضح بصورة معمقة قدرة هذه المجموعة على الابتزاز ولا يمكن لأحد أن يتجاهل الضرر الذي الحقته بالدولة.‏

ولربما كان السلام سائداً هنا لولا المشروع الاستيطاني. من دون غوش ايمونيم ودعم الحكومة لم تكن المستوطنات لتظهر ومن دون معهد الحاخام لم تكن غوش ايمونيم لتنمو وتولد. هذا المعهد هو إذا سرير ميلاد المشروع الاستيطاني والقوة الدافعة له. أغلبية التلاميذ الذين قتلوا في العملية كانوا جيلاً ثانيا من المستوطنين. بالأمس الأول قلت في مقابلة إذاعية في سياق ما قلته ان مركز الحاخام هو مؤسسة فاشية. دوائر اليمين بثت عبر الانترنت معلومات مفادها أنني قلت ان الطلاب القتلى كانوا فاشين وهذا ليس بصحيح .‏

مركز الحاخام ولّد الحاخامات الذين قادوا العملية الأكثر بؤسا في تاريخ الصهيونية. أغلبية صناع اليمين الهذياني ودعاة الكراهية للعرب جاؤوا من سفينة الراية هذه.‏

قادة دينيون من أمثال الحاخام موشيه لفنغر وحاييم دروكمان وأبراهام شبيرا ويعقوب ارئيل وتسفاني يدروري وشلومو افنير ودوف ليئور المحبوبون من قبل تلاميذهم, كلهم ترعرعوا في سنوات صباهم وفتوتهم بين هذه الجدارن وتعلموا من هناك النزعة القومية المتطرفة.‏

كيف مثلا تسمع أقوال الحاخام ليئور رئيس لجنة حاخامات يشيع (يهودا والسامرة وغزة) بعد العملية, الذي كان قد أفتى في عام 2004 ان من المسموح للجيش الإسرائيلي قتل الأبرياء? هل يسمح لنا وحدنا ان نفعل ذلك? ليئور قال حينئذ انه لا يتوجب الشعور بالذنب الذي يتصنع الأخلاق عند التعرض للمتنكرين للتوراة(. وأفتى بأن الكنيست لا تستطيع اتخاذ قرار بإخلاء مستوطنات وانه يسمح للجنود رفض الأوامر الموجهة لهم بترحيل المستوطنين, الحاخام دروكمان. أفتى على غراره.‏

خريج المعهد الحاخام افينر دعى في عام 2002 بإعدام الرافضين للتجنيد. حين ذاك كان هؤلاء الرافضون من اليسار طبعا. افنير أفتى أيضا ان ضحايا الحرب ليسوا سبباً للحداد الوطني ودعا لإلغاء ذكرى يوم ضحايا الجيش الإسرائيلي.‏

هذه ابرز الشخصيات التي خرجت من هذه المدرسة المتطرفة وهذه هي تركتهم. من هنا نظّروا وحرضوا من اجل تطبيق قوانين أخلاقية مخالفة للأخلاقيات الشمولية العامة; اجل هناك شيء كهذا بالنسبة لشعب الله المختار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية