|
يديعوت أحرونوت التي جرت في جباليا خمسة أو ستة أضعاف, عدة أضعاف من القوات, عدة أضعاف من الطلعات الجوية وإطلاق النار, وعدة أضعاف من القتلى والجرحى في كلاالجانبين. العملية البرية الكبرى هي عملية واسعة مع أهداف استراتيجية, مثل وقف نار الصواريخ نحو إسرائيل. وما جرى في جباليا هو توغل بحجم لواء, وهذه عملية محدودة ذات أهداف تكتيكية تقضي بضرب البنى التحتية لنار الصواريخ في خلايا ميدانية معينة. توغل كهذا لا يسعه أن يوقف النار تماماً , ولكن يمكنه أن يشوش على النار, أن يحطم البنى التحتية, أن يجعل مطلقي النار يدفعون الثمن, وفي أحسن الأحوال يمكن تخفيض عمليات إطلاق النار من تلك المناطق لفترة معينة. إذا ما تدهورت المواجهة نتيجة مثلاً لإصابة صواريخ جديدة لسكان إسرائيليين, فيمكن للتوغل المحدود أن يشكل خشبة قفز لعملية أكبر نحو عمق الأراضي في غزة. الجيش أعد الخطط لهذه الإمكانية حيث توجد قوات قادرة, في فترة زمنية قصيرة على تنفيذ هذه القفزة. والقرار بتشديد النشاط العسكري حيال القطاع اتخذ ليس فقط نتيجة لتشديد نار القسام وتوسيع الأهداف في إسرائيل بواسطة صواريخ غراد, ولكن في الخطة التي سقط فيها الحاجز السياسي للتخوف من وقف مسيرة المفاوضات حيال الفلسطينيين. وفي اللحظة التي وصلت فيها الحكومة إلى الاستنتاج بأنها مستعدة لأن تدفع هذا الثمن. في الأيام الأخيرة أطلقت حماس أكثر من 160 صاروخاً 41 منها هي صواريخ غراد لمدى 20 كم إضافة إلى صواريخ أخرى ذات مدى 16 كم أطلقت نحو عسقلان. في العملية الأخيرة سيطر لواء جفعاتي, بمساعدة دبابات وهندسة ومساعدة قريبة من سلاح الجو على منطقتين في شمالي قطاع غزة, في منطقة بيت حانون, وفي المجال الذي بين جباليا والشجاعية. وهاتان المنطقتان تعرفان كمجالين لإطلاق الصواريخ نحو سديروت, أما المناطق التي تطلق منها النار نحو عسقلان فلم تعالج بعد. وقد تطلبت هذه الخطوة التي استمرت أكثر من 12 ساعة, قتالاً حيال وحدات للوائيين من حماس (لحماس خمسة ألوية, اثنتان منا في القطاع الشمالي) حيث كان على قوات الجيش الاسرائيلي أن تقتحم شبكات الدفاع لهذه الألوية, والتي تضمنت عبوات ناسفة, كمائن, قناصة وأسلحة مضادة للدروع. وقد قتل أحد الجنود الاسرائيليين في اشتباك قريب, بينما قتل جندي آخر بنار قناص, في حين أن أغلب المواطنين الفلسطينيين الذين قتلوا أصيبوا بنار المساعدة القريبة"التي أطلقتها دبابات وطائرات وقناصة المنازل. في المرحلة الثانية كانت هناك عمليات تفتيش وإبادة, حيث يتضمن مجال إطلاق الصواريخ فضلاً عن مطلقي الصواريخ, مخازن, متعاونين, مواقع نارية محفورة, ويوجد لكل قوة من الجيش الاسرائيلي "بنك أهداف" ينبغي عليها أن تصل إليه وتقضي عليه. ما يفترض أن يتحقق في نهاية هذا التوغل هو "منطقة محروقة" منكوبة لن يستعاد النظام فيها إلا بعد وقت, ما يعني أن هذا التوغل ليس هو" الرد المطلق" على صواريخ القسام, حيث ستستأنف عمليات إطلاق الصواريخ من هذه المناطق بعد إعادة ترميمها. وبالتوازي مع التوغل البري تجري عملية جوية مكثفة فوق مدن غزة,حيث هاجم الطيران عشرات الأهداف بدءاً بمقرات القوات الخاصة لحركة حماس, وصولاً إلى مبنى وزارة الداخلية وحتى مطلقي الصواريخ, وهذا النشاط الجوي سوف يستمر دون أي صلة بالعملية البرية. |
|