تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صندوق الدنيا

دمشق عاصمة الثقافة
الأحد 16/3/2008
فادية مصارع

كما أن لكل زمان دولة ورجالاً, فإن لكل عصر أدواته ووسائله.. وقد توفر لدمشق خلال نصف قرن, مختلف وسائل الترفيه من إذاعة وتلفزيون ومسرح, وأصبحت أسماء صندوق الدنيا وكراكوز وعيواظ من التراث الشعبي القديم.

إذاعة دمشق ترحب بكم‏

ربما لا يصدق من يعيش في القرية الكونية من القرن الحادي والعشرين, أن صندوق السمع (الفونوغراف) كان جهاز الطرب الوحيد في العقد الثالث من عشرينيات القرن الماضي, وكان محدود الانتشار نظراً لارتفاع ثمنه, أو لتشدد الناس في امتلاكه, وقد بقيت لصندوق السمع هذا مكانته حتى عرف المذياع في الثلاثينيات, ثم الراديو الترانزيستور الذي كان يملأ واجهات المحال التجارية في العقد الخامس من القرن عينه.‏

وينقل لنا الأستاذ ماجد اللحام الذي عاصر فترة الانتقال من المذياع إلى التلفاز أخبار تلك المرحلة فيقول:‏

كنا نسمع عن مثل هذا الجهاز, ولكنها أصبحت حقيقة واقعة, إنه خبر مثير للدهشة, أن تظهر على لوحة زجاجية, صور أشخاص كانوا موجودين في محطة الإذاعة, حتى إن السيدات المتقدمات بالسن, لم يكن يقتنعن بالجلوس أمام الشاشة إلا بعد أن يضعن الغطاء على رؤوسهن حتى لا يراهن المذيع.‏

كان أول بث تلفزيوني في دمشق 23 تموز ,1960 بمناسبة عيد الثورة المصرية, وعندما يبدأ البث, يجلس المشاهدون زواراً وأقرباء بالعشرات مدهوشين متابعين لبرامجه التي بدأت تزداد تباعاً, لتصبح بعدها الأجهزة أكثر توافراً وليحل التلفزيون الملون مكان البدائي, ويغدو التلفاز شيئاً مهماً في حياة أفراد الأسرة.‏

عجايبك عجايب‏

البذور الأولى للسينما السورية كانت من شاشة خيال الظل, وأبطالها هم كراكوز وعيواظ والمدلل, أما صندوق الدنيا أو (عجايبك عجايب) فكان بديلاً أولياً للسينما, وأسست السلطات التركية أول دار عرض 1916 باسم سينما (جنان قلعة), بعدها تأسست في ساحة المرجة سينما (الإصلاح خانة) وزهرة دمشق ثم سينما النصر في سوق التبن, والتي احترقت 1929 إذ كانت دور السينما - كما يشير اللحام عرضة للحريق, بسبب بدائية أجهزة العرض, وعدم توفر الاستعدادات لمكافحة الحرائق, لذلك معظم دور السينما انتهت بالحريق.‏

وقد لاقت السينما السورية صعوبات كبيرة, وكان أول فيلم سوري طويل صامت 1928 بعنوان (المتهم البريء).‏

أما أول فيلم سوري ناطق فقد تم إنتاجه 1947 باسم (نور وظلام).‏

(الوادي الأخضر) أول فيلم سينمائي أنتج في الستينيات وقد تمت جميع عملياته الفنية في سورية, وفي عام ,1963 تأسست المؤسسة العامة للسينما لتصبح الجهة المشرفة على الإنتاج السينمائي وتجعله في خدمة الثقافة والعلم والقضايا القومية, وأول فيلم أنتجته المؤسسة 1968 هو (سائق الشاحنة).‏

المسرح السوري‏

صعوبات كثيرة كانت تحول دون انتشار النشاط المسرحي في سورية, منها عدم توفر المسرح والصالة, والافتقار للعنصر النسائي, فكثيراً ما كانت فرق التمثيل - كما ذكر خالد العظم في مذكراته - تسند أدوار السيدات للرجال الذين يظهرون بزي النساء, ويضطرون لحلق شواربهم, أو بسيدات أجنبيات للمشاهد الاستعراضية.‏

وفي الستينيات أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون عن مسابقة لتشكيل فرقة أمية, فكان الإقبال شديداً على الاشتراك فيها.‏

وكان نادي الكشاف, أول ناد للموسيقا 1927يضم كبار الفنانين والموسيقيين في سورية, وقد عرض في باحة ا لنادي بشارع خالد بن الوليد مسرحية بعنوان (حمدان الأندلسي).‏

وفي الثلاثينيات, شهدت دمشق ظهور فرق فنية كفرقة حسن حمدان, ونادي الفارابي, وفرقة أنصار التمثيل في مطلع الأربعينيات.‏

وعلى سفح جبل قاسيون, كان فوج المهاجرين الكشفي في الصيف, يقيم مخيماً سنوياً, ويقدم عروضاً مسرحية على مسرح مؤقت, بعدها ظهرت في عهد الاستقلال فرقة عبد اللطيف فتحي, وفرقة أضواء المسرح وغيرها.‏

وكانت سينما النصر, تستقبل أرباب الفن منذ 1936 ويعرضون إنتاجهم الفني على مسرحها, وكذلك سينما الحمراء, عندما تأسست وزارة الثقافة والإرشاد القومي عام 1960خصصت عدة بنود في ميزانيتها لإنشاء مسارح وتقديم مسرحيات, وتم تأسيس صالة ومسرح القباني وتأسيس المسرح الجوال .1971‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية