|
عن موقع WSWS.ORG هذا التقرير الصحفي الذي استمد المعلومات الواردة فيه من مسؤولين أميركيين كبار ومن ضباط استخبارات في دول عربية ، أكد أن عملاء السي آي ايه ينظمون عملية تهريب ضخمة تتضمن «أسلحة أتوماتيكية، صواريخ ، ذخيرة، وأسلحة مضادة للدروع ، وهي ترسل أساساً عبر الحدود التركية من خلال شبكة من الوسطاء المحليين ، الاخوان المسلمين، بتمويل قطري - سعودي تركي» . عشية نشر صحيفة «التايمز» لهذا المقال ، عادت الناطقة الرسمية لوزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، إلى التأكيد على القاعدة الأساسية التي اعتمدها الرئيس أوباما ، وعبر عنها بالقول : «تحدثنا مراراً أننا لسنا متورطين في عملية تسليح المعارضة في سورية». ومن ثم أضافت أن السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري «كان مخطئاً»عندما اتهم قوى كبرى خارجية بدعم «الجماعات الإرهابية المسلحة» في بلاده ، ومحاولة إطالة أمد الأزمة السورية لحصول «الانفجار» الذي يؤدي إلى «تغيير النظام» .مقال «التايمز» لم يفعل سوى تأكيد مقالات صحفية سابقة وتقديم مزيد من التفاصيل التي تساهم في توضيح واظهار هذه العملية الملتبسة والرامية إلى الحض والتحريض على نشوب حرب أهلية في سورية. في الشهر الماضي ، علمت «واشنطن بوست »أن الجماعات المسلحة «بدأت بتلقي مزيد من الأسلحة المتطورة ، كما بذلت جهود خليجية لتقديم أموال لهذه الجماعات وبتنسيق تام مع الولايات المتحدة» كما أعلنت «واشنطن بوست» أيضاً أن عملاء أميركيين «أجروا اتصالات بقوى المعارضة لإضفاء نوع من المصداقية على هذه الجماعات وبنيتها القيادية أمام دول الخليج». وفي الأسبوع الماضي ، أشارت«وول ستريت جورنال» إلى أن «عملاء الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية - بالتعاون مع السعودية ، تركيا ، قطر وحلفاء آخرين » قدموا مساعدة لهذه الجماعات عبر ايجاد طرق لوجستية لإدخال الدعم والتموين إلى سورية ، وكذلك التدريب على وسائل الاتصال الجديدة . وكانت حصيلة هذه العملية ، تصاعد وتيرة العنف المسلح في سورية على نحو واضح وملحوظ ، وتزايد أعداد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين ، وكذلك التفجيرات الإرهابية. لقد ثبت الكذب التام في تصريحات أوباما التي أعلن فيهاأن الولايات المتحدة لا تقوم بتسليح الجماعات المسلحة لإسقاط نظام الحكم في سورية . وتأكيداته تعتمد على الوهم القائل إن السعودية وقطر وتركيا تتولى فقط عملية التسليح في حين تقوم وكالة الاستخبارات الأميركية بـ«الإشراف » على هذه الجماعات لضمان عدم وصول هذه الأسلحة إلى جماعات أخرى ، لكن أياً من هذه البلدان لن يجرؤ على القيام بهذا النوع من العمليات دون موافقة واشنطن . ونقل مقال «التايمز» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى ، رفض ذكر اسمه ، قوله إن السي آي ايه تعمل على الحدود التركية - السورية «لضمان عدم وصول هذا السلاح إلى أيدي مقاتلين متحالفين مع القاعدة وجماعات إرهابية أخرى». إن تأكيدات كهذه لا قيمة لها، فالعملية التي تقودها السي آي ايه ضد سورية ، هي أشبه إلى حد كبير بتلك العملية التي قامت بها على طول الحدود الباكستانية - الافغانية في الثمانينات من القرن الماضي ، عندما قامت السعودية بتقديم التمويل اللازم لشراء السلاح وكانت النتيجة تفريخ (القاعدة) كحليف وأداة في يد السياسة الامبريالية الأميركية . وثمة أدلة دامغة على أن عناصر إسلامية سورية متطرفة ومن دول مجاورة تشكل العمود الفقري لهذا التمرد المسلح المدعوم من قوى امبريالية تريد اسقاط نظام الحكم في سورية . الاسوشيتدبرس نشرت تقريراً مطولاً عن الجهاديين التونسيين الذين سارعوا إلى سورية . وأشارت الاسوشيتدبرس إلى أن هناك رجال دين أصوليين يحضون الشباب على الجهاد في سورية . وبناء على مقال سابق نشرته اليومية الألمانية «فرانكفورترالمان زاتيونغ» جاء فيه أن «حوالي 3000 مقاتل ليبي » دخلوا إلى سورية ، ومعظمهم عبر الأراضي التركية . وأن قوى أخرى مماثلة اجتازت الحدود العراقية لخوض صراع يؤدي إلى نفس السيناريو الذي قاد العراق إلى الغرق في حمام دم طائفي ومذهبي في ظل الاحتلال الأميركي . والحصيلة ، كما ذكرت الاسوشيتدبرس هو أن «التفجيرات الانتحارية بأسلوب القاعدة بات منتشراً في سورية ، والمسؤولون الغربيون يقولون إنه ما من شك أن جماعات متطرفة ، وأخرى مرتبطة بشبكات ارهابية ، تقوم الآن بمهاجمة سورية لتعميم الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد». فمن جهة ، واشنطن وأذنابها في المنطقة - السعودية وقطر وتركيا - يغدقون السلاح والمال على الجماعات الإرهابية المسلحة ، في حين من جانب آخر ، تسعى القوى العظمى إلى عزل النظام السوري ومحاصرته واستنزاف موارده من خلال العقوبات الجائرة والضغوط الدولية . بقلم : بيل فان اوكن |
|