|
فنون وهذا ينطبق على المسلسلات الكوميدية بما تقدمه من وجبات ضحك وتسلية ومرح والتي من شأنها أن تحقق أفضل تواصل اجتماعي بدخولها كل بيت عبر الشاشة الصغيرة حتى ولو بتقنيات بسيطة وبقصص ساذجة وإنتاج متواضع . وخير دليل على ذلك الجماهيرية التي حققتها المسلسلات الكوميدية في فترة الستينيات من القرن الماضي للثنائي الكوميدي (دريد ونهاد) رغم صعوبة صناعة العمل الفني آنذاك، ولا تزال تلقى جماهيرية كبيرة حتى وقتنا الحاضر، وقد شكلت علامة فارقة في تاريخ المسلسلات الكوميدية السورية بلونيها الأبيض والأسود دون رتوش ولا كاميرات محمولة وبحلقات لا تتجاوز الثلاث عشرة ودون أجزاء ولا تكرار ولا مطمطات أو استنساخات . بين الأمس واليوم في الكوميديا تحديداً لا نستطيع أن نقول ما أشبه اليوم بالأمس، فالظروف اختلفت بكل معطياتها وقد أتى جيل جديد من فناني الكوميديا استطاع انتزاع إعجاب الجمهور تحت مظلة الناقد الكوميدي وصاحب (كركترات) عشنا وإياها منذ الطفولة (الفنان ياسر العظمة) وقد تعددت الأجزاء والقصص في لوحات مرايا على خلاف ما كنا نتابعه في كوميديا الستينات والسبعينات. عودة إلى البساطة ثم يأتي مسلسل (يوميات مدير عام) الذي اعتمد ببنائه الدرامي على المشكلات الإدارية بطريقة كوميدية ساخرة والتي لا يزال الناس يردد بعض عبارات شارته الغنائية عند كل موقف لا يرجى منه إصلاح (عوجة والطابق مستور) وإن لم يكن الجزء الثاني منه بالمستوى نفسه الذي لمسناه في جزئه الأول . لا يمكن لأحد أن ينكر ما فعلته التقنيات الحديثة والانقلاب الذي أحدثته الثورة الرقمية في مجتمعاتنا . في مقابل ذلك يبدو أن حنيناً إلى الأيام الخوالي شدّ صنّاع الدراما للعودة إلى البساطة والفطرة فوقع اختيار صنّاع الدراما على أحد الضيع النائية لتكون مكاناً درامياً تدور فيه أحداث مسلسل (ضيعة ضايعة) ولتقدم البيئة الجبلية بكل خصوصيتها وجماليتها ودفئها بعيداً عن الزخرف الفني، إذ كان أهم ما ميز المسلسل هو البيئة المتواضعة والطبيعة الخلابة، ناهيك عن إبداع الممثلين في الأداء واللهجة المحكية المشتقة من أهالي اللاذقية، وقد شد المسلسل المشاهدين وأصبح (أسعد خرشوف) الفنان نضال سيجري، و(جودة أبو خميس) الفنان باسم ياخور حديث الناس كباراً وصغاراً فقد استطاع المسلسل أن يدخل البهجة والسرور إلى قلوب الناس وجعل (أم الطنافس الفوقا) قرية السمرة مقصداً للسياح . كوميديا الأجزاء لكن يبدو أن جعبة كتّاب الكوميديا أصبحت شبه خالية الوفاض من الأفكار الجديدة فلجؤوا إلى اتباع طريقة الأجزاء ما جعل الأعمال الكوميدية تتراجع نتيجة التكرار فأصبحنا نرى (مرايا) كل عام ، وفرّخت (عيلة خمس نجوم) لتصبح ستة أو سبعة وربما تكون ثمانية !. أما مسلسل (بقعة ضوء) فأيضاً اتسعت رقعة البقعة لتصل إلى الجزء الثامن ، ولتتراجع لوحاته بعد أن حققت نجاحاً كبيراً وعرضت في معظم الفضائيات، وعلى الرغم من تدهور جماهيريتها إلا أن الشركة المنتجة ما زالت تراهن على نجاحه ، وسيكون هناك جزء تاسع منه في الموسم الرمضاني القادم . فيما اضطر (أبو جانتي) سامر المصري في الجزء الثاني أن يعمل بمفرده لأن أيمن رضا اختار العمل في محطة وقود الـ (سيت كاز) وهو الاسم الجديد للمسلسل الذي ألفه الفنان رضا بمشاركة بعض كتّاب الكوميديا وفيه يتعرض للعديد من المواقف الكوميدية الطريفة في هذه المحطة التي تقع على طريق سفر ويلتقي بالعديد من المارة، من خلال شخصية تشبه إلى حد ما شخصية (أبو ليلى) في مسلسل (أبو جانتي) . بينما ارتأى الفنان وائل رمضان أن يترك مقاعد الدراسة رغم أن صناع مسلسل (أيام الدراسة) في جزئه الثاني قالوا إنه سيكون مختلفاً بقصصه ونصوصه وأقرب إلى شريحة الشباب، إذ سينتقل أبطاله إلى المرحلة الجامعية، ومن ثم مرحلة الزواج وبناء الأسرة وبالتالي سيصبحون أكثر نضجاً . وسيستمر مسلسل (صبايا) في جزئه الرابع بموضوعاته الخفيفة والقريبة من الناس معتمداً على بعض المواقف الطريفة التي تتعرض لها الصبايا . ويطل مسلسل (بومب اكشن) بجزئه الثاني بقضايا وهموم اجتماعية جديدة في الشارع لكن باسم جديد (أوراق بنفسجية) . كتّاب وممثلون اللافت في الموسم الدرامي الرمضاني الجديد والذي سيقدم ثمانية أعمال كوميدية، هو مشاركة الفنانين في كتابة نصوص أعمالهم، وقد رد البعض ذلك إلى غياب الكاتب الذي يكتب بنفس كوميدي وربما كان أهل الكوميديا أدرى بكتّابها، ومن الفنانين الذين آثروا أن يكتبوا مسلسلاتهم الكوميدية بأنفسهم أمل عرفة ، وهذا ليس غريباً إذ كان لها تجارب سابقة في كتابة مسلسلي (دنيا وعشتار) وها هي تخوض غمار الكتابة في (رفة عين) إخراج المثنى صبح ، إضافة إلى (سيت كاز) الذي كتبه أيمن رضا وهو أيضاً شارك في كتابة بعض لوحات (بقعة ضوء) سابقاً . |
|