تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأسرة السورية تخاطب المحبة .!

محليات
الأربعاء 11-7-2012
يونس خلف

لم يقتصر رجع الصدى الذي تركه ملتقى الأسرة السورية في الحسكة بمشاركة نحو ألف شخصية من كافة المحافظات على شعاره الكبير المتمثل بكلمات ( الشهامة، النخوة، الحمية)

من أجل المحبة والتسامح وتعزيز الوحدة الوطنية والانتماء والولاء للوطن وإنما سجل المشاركون في دفتر الوطن تأكيدهم على حقائق ثابتة حول خلفيات ما يجري من تآمر على وطنهم .. أولها حقيقة إدراكهم لوجود مؤامرة و أن الهدف من هذه المؤامرة هو إسقاط سورية.‏

وحقيقة أن الأسرة بصفتها المؤسسة الأولى في التنشئة عليها دور كبير في ترسيخ مفهوم المواطنة لدى الأبناء من خلال تنمية حسهم الوطني وتوجيههم إلى احترام الأنظمة والقوانين وتوجيه سلوكهم ومراقبتهم . وحقيقة أن الشعب السوري أثبت للجميع أنه قادر على تصويب بوصلته بالشكل الصحيح والتمييز بين الإصلاح والتخريب وحقيقة أن المواطنة ليست مجرد كلمة تعني الانتماء لوطن ما وإنما المواطنة مسؤولية وشرف لا يمكن بأي حال من الأحوال التملص منها أو ادعاؤها دون تحمل ما تعنيه من معان سامية بمعنى أن نكون مواطنين حقيقيين علينا أن نقوم بواجبنا تجاه وطننا ومن أولى تلك الواجبات الحفاظ على أمنه واستقراره ومكتسباته وعلينا أن نثبت أننا نستحق هذا الوطن وما فعله من أجلنا . إضافة إلى هذه الحقائق فإن ملتقيات من هذا النوع تطرح من جديد موضوع تمتين قاعدة المواطنة في المناهج وفي السلوك وأيضاً عبر وقائع الحياة اليومية لأن المواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط ولكن حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قادرة على حسم الأمور لصالح الوطن فعندما يستشعر المواطن من خلال معايشته أن وطنه يحميه، ويمده باحتياجاته الأساسية، ويحقق له فرص النمو والمشاركة مع التقدير والعدل، تترسخ لديه قيم الانتماء للوطن ويعبر عنها بالعمل البناء وفي السياق نفسه يأتي دور المجتمع الأهلي ومتطلبات تمتين وحدتنا الوطنية وتحصين منعة سورية بهدف تعزيز التواصل ولغة الحوار و تعزيز دور الأسرة وتأهيل أفرادها والعمل على إعداد أجيال قادرة على تحمل المسؤوليات ومواكبة التطورات في كافة المجالات . وإذا كان ملتقى الأسرة السورية قد اجتمع في الحسكة على قاعدة كل ذلك وتحت عنوان المحبة فإن الرسالة التي وصلت إلى الجميع هي أنه لا شيء يبني كالمحبة ولا شيء يدمر كالحقد والكراهية لا بل إن ما تفعله المحبة والكراهية أهم وأخطر بكثير مما تفعله الأعمال والأفعال والسلوكيات النابعة من عنف أو دمار تخلفها الحروب . وصدق جبران خليل جبران عندما قال إذا خاطبتكم المحبة فصدقوها .. فالمحبة لا تعطي ولا تأخذ إلا من نفسها.‏

younesgg@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية