|
من البعيد ولن ندخل في متاهة عدد الطلاب الذي يزيد في بعض القاعات الدرسية عن أربعين طالباً، ولا عن غياب الطرائق التدريسية المتطورة ولا عن الدوام النصفي، ولن ندخل في تفاصيل مشاريع التطوير التي خطط لها وزير التربية، ويعتبر المتفائلون بأنها ستعالج الثغرات والمشكلات وتطور وتحسن وتحدث الواقع التربوي بكل جوانبه. لكن ما أرغب الحديث عنه هو عملية توفير الاستقرار للطلبة داخل المدارس وخاصة أنه تم تسجيل العديد من الحوادث المؤذية في مدارس المحافظة، ولم يستطع الكادر الإداري غير المؤهل احتواءها أو التعامل معها أو حتى تخفيف الاثار الناتجة عنها، والذي يفرض بعض الأسئلة حول آلية تعيينهم وانتقاء الأطر التربوية الإدارية لتطوير النظام الإداري، حيث سجلت بعض الأحداث في بداية العام الدراسي كان أصعبها وقعا وأثراً على المجتمع مقتل طفل على يد طالب أوكلت له مهمة انضباط المدرسة، بضربة واحدة غير مقصودة، ولكنها كانت كافية لتنهي أمل أسرة في ابنها... هكذا بكل بساطة حكاية ربما تتكرر في أي مدرسة، بأن يكلف طالب عمره دون الثامنة عشرة ليكون مسؤولاً عن النظام في المدرسة بدون معرفة منه بنوعية المهام وكيفية التصرف معها، وبغياب إشراف الكادر الإداري، ليصبحوا مشكلين تهديداً لرفاقهم الآخرين، في وقت يرى بعض الموجهين التربويين صعوبة في ضبطها، وهذا ما حصل مع طالب الانضباط الذي حاول فرض سيطرته على الاخرين من خلال الصلاحية الممنوحة له، ليقوم بضرب طالب، ذنبه الوحيد أنه اقترب من المياه ليروي عطشه، ولكن مع سقوط الطفل ارضاً وبدون أي حركة خاف الطالب الذي حمل مسؤولية أكبر من عمره وحجمه، متوجهاً إلى الإداري ليروي ما حدث حسب رواية أهل الطفل المتوفى. ولكن المدير لم يهتم للأمر وحتى إنه لم يعلم الإداري المختص لمتابعة الموضوع وإسعاف الطفل، بل أعطى توجيهاته إلى المستخدم لإجراء اللازم ليصل الطفل إلى المشفى متوفى وأكد الطبيب الشرعي في تقريره أن سبب الوفاة احتقان في التنفس ناجم عن نزف أدى إلى سطام قلبي رضي المنشأ، هذه الحكاية تجعلنا نقف عند أمور متعددة كيف نحمي أبناءنا داخل المدارس سواء من لعب عنيف بين الطلبة أو من الاهمال أو... ومن هم المعنيون في متابعتهم ومراقبتهم أثناء فترة الاستراحة، وما هو تأهيلهم والتزامهم بالعمل، وما هي الآلية المعتمدة في تعيين الإداريين والموجهين والمديرين لدفع العملية التربوية التعليمية نحو الأمام، فأبناؤنا أمانة عندهم و كلنا أمل بأن لا يتكرر ما حصل في اللاذقية. |
|