|
حـــدث و تعــليـق أو التلويح بالخيار العسكري، وهو أمر مستبعد لانه يشكل عبئاً اضافياً على القوات الاميركية الغارقة في مستنقعي العراق وأفغانستان، فضلاً عن موقفي روسيا والصين الرافضين لهذا الخيار. وتزعم الدول الغربية انها تريد من خلال هذا الاجتماع ضمانات من طهران حول سلمية برنامجها النووي، وهذا غير صحيح، فهي على يقين بأنه كذلك، والوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت هذا الامر مراراً، وحتى تقرير وكالة الاستخبارات الاميركية قال بأنه سلمي ولايشكل أي خطر. الحقيقة ان مشكلة هذه الدول الاساسية ليست الحصول على ضمانات بل هي امكانية حصول ايران على التقنية النووية وبروزها كقوة عظمى من شأنها تغيير الموازين والمعادلات في المنطقة، وهو مايهدد مصالح تلك الدول ويكبح جماحها في استغلال ثروات المنطقة والهيمنة عليها. ان اجتماع جنيف اليوم يشكل بالدرجة الاولى اختباراً حقيقياً لنيات الدول الكبرى في حل الملف النووي الايراني سلمياً، وعليها اعادته إلى أروقة الوكالة الدولية إذا كانت جادة في ذلك، لان طهران أظهرت على الدوام حسن نواياها، وسمحت لمفتشي الوكالة بتفتيش منشآتها، واعلانها الاخير عن وجود موقع نووي سلمي جديد يصب في هذا الاتجاه. كما ان رزمة المقترحات التي قدمتها للدول الست تثبت قبولها وانفتاحها على الحوار، ولكن على قاعدة صلبة ترتكز على قدراتها وقوتها الاقليمية والدولية، وما المناورات الاخيرة التي اختبرت خلالها بنجاح اطلاق صواريخ متوسطة وبعيدة المدى إلا رسائل لهذه الدول بأنها لاعب أساسي وقوي لا يستهان به في المنطقة. لكن المستغرب في الامر ان الدول الكبرى لا تنفك تطالب ايران بتجميد برنامجها النووي السلمي، وتعقد عشرات الاجتماعات لهذا الغرض، ولم يخطر ببالها ولو لمرة واحدة أن تعقد جلسة لمناقشة السلاح النووي الاسرائيلي الذي يحتوي اكثر من 200 رأس نووي، وبمقدوره أن يدمر المنطقة بأكملها، ويهدد الأمن والاستقرار في العالم أجمع. |
|