|
|
آراء لعل المتابع لما يجري على الساحة المصرية يلاحظ التناقض الواضح بين الخطاب السياسي الذي يضع الديمقراطية في أولوياته وخطوة الاستحواذ على سلطات واسعة ولعلمكم فإن عقيدة الإخوان المسلمين تؤمن بإلغاء الآخر وممارسة العنف تحت مسمى الجهاد في سبيل الله ضد من يخالف فكرة إقامة دولة الخلافة الإسلامية، هي إذ تعزف على وتر الدين الحساس لاستثمار مشاعر الناس الدينية فهي تسير وفق أغراض سياسية. وحيث إن الدستور يحظر تأسيس الأحزاب على أسس دينية فقاموا بإحداث حزب سياسي باسم الحرية والعدالة وبدؤوا بتغيير شعاراتهم ظاهرياً حيث طالبوا بتغيير النظام وتطرقوا إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان والحداثة..و.. الخ. السؤال الآن.. ومصر على أعتاب عهد جديد تدعي فيه أولوية الحكم الديمقراطي هل هناك مساحة لتطبيق الديمقراطية والفتن الدينية بين الإسلاميين السلفيين والأقباط المسيحيين قائمة؟ أننسى ما قاله: وزير العدل المصري « الأمة المصرية في خطر». وبنظرة دقيقة إلى واقع المجتمع المصري نجد أن الأمية والجهل متفشية بنسبة عالية وهذه مشكلة تشكل عقبة أمام الديمقراطية، فالديمقراطية ليست فحسب ممارسة حق الانتخاب ولكنها حرية تعبير وتفكير وتنظيم وحق الاختلاف ووعي كامل بحقوق المواطنة من هنا لا يعي الجاهل ما يدور حوله سوى أن يضلل من قبل أصحاب الفتن. يأتي واقع المرأة ليشي بأنها مضطهدة نتيجة للمنظومة الفكرية والعادات الموروثة وبهذا تشل قدرتها وهي التي تشكل 50٪ من المجتمع فكيف تتحقق الديمقراطية والمرأة مهمشة وهذا في حد ذاته يعوق تقدم المجتمع سياسياً وحضارياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.. ولا يهمش الانفجار السكاني الهائل في مصر واتساع التصحر والتردي في خصوبة التربة وهي بهذا غير قادرة على إنتاج ما تحتاجه شعوبها وفي هذا علاقة بين التنمية البشرية ونجاح الديمقراطية فأين ستسير الديمقراطية وهي تصطدم بكل هذه المعوقات متناسين أن تحقيق الديمقراطية هو ضرورة تراكمية تنمو وفق فكر واع. في مقال بعنوان: الإخوان يكرهون الثقافة قال الشاعر والناقد أحمد معطي حجازي: «انظروا لما قدمه الإخوان حتى الآن من فكر وفن وشعر ونثر وراجعوا ما قالوه عن الثقافة وما فعلوه بالمثقفين حتى قبل أن يستولوا على السلطة لتعرفوا ما الذي يستطيعون أن يقدموه أو يفعلوه في المستقبل. فعن أي ديمقراطية تتحدثون؟.. hunada@ housri.com |
|
