|
آراء وقبل هذا التاريخ كانت المحادثات التي جرت بين مندوبي البلدين، مصر والولايات المتحدة الأميركية قد قضت بأن تقوم الولايات المتحدة بتزويد مصر بعدد من الطائرات النفاثة ومحطات الرادار وذلك في إطار ما سمي دفع العلاقات بين البلدين نحو الأحسن. وكان طبيعياً أن يثير تصرف واشنطن في سياق إلغاء هذه الموافقة حفيظة الدوائر المختصة حيال حدث لم يكن منتظراً إلى أن تبين لها السبب عند اكتشاف السر الذي دفع واشنطن لاتخاذ هذه الخطوة وكان السر هو موقف لندن من العملية بحجة كشف عنها فيما بعد وهي حالة التوتر القائمة على الحدود بين مصر وإسرائيل وبالتالي للحيلولة دون استخدام الطائرات ومحطات الرادار ضد أمن واستقرار هذا الكيان الصهيوني الدخيل في منطقتنا العربية. وبطبيعة الحال لم يكن هذا التناغم وبالتالي التحالف بين لندن وواشنطن الأول من نوعه ولا الأخير، ففي سنة 1938 على سبيل المثال عمدت بريطانيا إلى اتخاذ موقف مماثل في سياق إظهار نواياها العدوانية ضد العرب وذلك حين أوعزت إلى باخرة كانت تحمل بعض أنواع العتاد العسكري بالتوجه إلى تركيا بديلاً عن الاسكندرية أيضاً بحجة واهية تقول بوجوب السعي لتخفيف حالة التوتر على الحدود بين العرب واليهود. ومن المؤكد أن أحداً منا لم ينس في السياق المتصل الإمدادات العسكرية المتتالية التي تلقتها إسرائيل من الولايات المتحدة وبريطانيا أيام العدوان الذي شنته على العرب في حزيران 1967 وأيضاً كانت الحجة التخفيف من حالة التوتر بين العرب واليهود وعلى غرار ما نراه في أيامنا هذه حيث لا تبخل واشنطن تحديداً بتزويد الحكومة التركية بصواريخ باتريوت بحجة حماية حدود تركيا من عدوان سوري قد يهدد استقرارها هذا فضلاً عن تزويد المقاتلين الوافدين إلى الداخل السوري من أصقاع الأرض لقتل أهلنا وهم مزودون بشتى أنواع الأسلحة من دول غربية حليفة لواشنطن كما للندن والسائرين في ركابهما من دول الغرب الاستعماري المتعطشة لإعادة التاريخ إلى الوراء. بين الأمس واليوم بقيت العقلية الاستعمارية تتحكم بتصرفات الطامعين بمنطقتنا بما فيها من ثروات قابلة لاستثمارها لجهة ترسيخ بنيان الكيان الصهيوني في المنطقة بحجة المسعى القائل بوجوب تخفيف حالة التوتر في المنطقة لسبب بات مكشوفاً ولم تعد ثمة مبررات يمكن أن تضلل أحداً من أبناء شعبنا مهما حاول أصحابها أن يخفوا نياتهم الخبيثة عن أعينهم. |
|