تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نافذة ..   تقول  العرّافة..!

آراء
الخميس 3-1-2013
 سليم عبود

تقول العرافة:

«سيكون العام الجديد في بلدان   العالم العربي ،  عام حروب ومجازر وسياسات تستنهض الشياطين، والقتلة يسرحون ، ويفتكون كالجرذان   في حقول القمح .. وأن الأحداث الدامية  ستدمر  مفهوم  الفرح   ،وتزرع  في أرواح الناس  الحزن والوجع، والخوف من الآتي، وتصير  الضحكات    يابسة  كأزهار مجففة.‏

 لن ينتظر الأطفال  مجيء  بابا نويل،  لأن في رؤوسهم خوفاً من  مجيء القتلة    من غابات  الفزع  لقتلهم ..‏

 العام الجديد سيكون امتداداً لعام مضى،  عام  دم   وذبح ودمار ولحى  وشوارب حليقة،  وفتاوى تبيح  القتل، والذبح الحلال، واغتصاب النساء، والأطفال، وأن الوريد السوري سيكون الأغزر  نزيفاً، لأنه الأكثر نقاء بالعروبة..قلق أكبر على سورية، أرى  المنطقة المحيطة بها  تغرق رويداً رويداً  كسفينة في بحر من  الفكر التكفيري  ، وأن   الموانئ من حولها  تزدحم بسفن   تحمل معها القتلة والسلاح،  وأخال الوطن السوري  مصلوباً عند نافذة الأفق  ، يغرز الفجرة سكاكين حقدهم   في قلبه الدمشقي    .‏

في العام الجديد سيستمر  السياسيون  القابعون في فنادق النجوم الخمسة ، وقصور النجوم الخمسة    في أحاديثهم   ، و  يتجاهلون ما فعلوه بالوطن   ،خطب  السياسيين  هؤلاء لاتتميز ببلاغتها اللغوية عن خطب المثقفين الذين يطلون على  الفضائيات العاهرة  ،   كل منهم   يجيد لعبة  إمحاء المشاعر الأصيلة»‏

عادة ... لا أصدق   ماتقوله العرّافات، ولاتسحرني بلاغتهن في مخاطبة أرواحنا المتعبة ..‏

ولا أفقد تماسكي في اللحظات التي تهاجمني فيها هواجس الخوف ..‏

   أيتها العرافة :‏

مايجري   ، يفسر شراسة الهجمة على العروبة ، وعلى الروح السورية المقاومة  ، وعلى حقدهم لتدمير  حدائق الحب الكبير التي تحتضن كل السوريين .‏

 العالم العربي    وولدت  الشياطين ، والأفكار الفاسدة، والأمراء والملوك والقتلة والسواطير والرصاص    ونشأت أوطان جديدة، وقبائل جديدة، ومذاهب جديدة يحمل أصحابها رايات سوداء، وسيوفاً، ولحى طويلة، وشوارب حليقة .‏

في هذا الزمن الممتزج ترابه بالنفط والخيانة والذل، والأفكار الغريبة ..‏

 تحول ماضينا كله ، إلى ذكريات، نسردها . على أنفسنا التي لم تتهدم بعد ، وعلى أطفالنا للحفاظ على نفوسهم وعقولهم من التهدم.‏

  في هذا الزمن صار الماضي   هو كل مانملكه من فرح ، ومن حكايات نرويها لأطفالنا قبل ذهابهم إلى النوم ..‏

أيتها العرافة:‏

 عندما نفكر بما ينتظر أطفالنا من رعب ودم ، نغرق بالفزع  عليهم ، وعلى الوطن،‏

ولكننا لانفقد تماسكنا، وإيماننا بأن الوطن في النهاية سينتصر ، صحيح أن كل حكايتنا باتت مصابة بوجع الحشرجة،‏

وكل أحلامنا مغطاة بحزن..‏

و أن الدم هو النهر الأكثر تدفقاً في حياتنا ،‏

لكن على ضفاف هذا   النهر سينهض الوطن..‏

وتتفتح الورود الغافية تحت صقيع الخوف، لتنشر عبقها النضالي والعروبي ،وستولد حياة سورية جديدة..‏

يتدفق الفرح منها  كأشعة الشمس، ليغسل الناس ، والتراب..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية