|
آراء أيها السوري المنذور من فجر التاريخ، لنقرأ الأمس واليوم والغد ولنعلن أننا الأكثر إنسانية، شموخاً، شوقاً، عطاءً، حضارة، إننا الذين أنرنا الدنيا يوم كانت ظلاماً. صباح سوري كان وسيبقى عاماً رحل غير آسفين عليه أبداً، لكننا مرهونون بما قدمناه من قرابين فداء، فداء نعم لسورية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. أيها السوري المزروع في حنايا الحضارة والإنسانية لن أذكرك لأنك لم ولن تنسى... لن أذكرك أن القمر من غير حقولنا مر و زؤان وأن الماء من غير سمائنا وأنهارنا وينابيعنا أجاج، أجاج، أجاج... وأن العنب من غير كروم حصىً وحجارة... وأن اللوز والتين والتفاح لا تثمر إلا هنا... أيها السوري لن أذكرك لأنك لن تنسى أن البندقية بغير يد رجال الله أبطال جيشنا هي بندقية مأجورة، غادرة ناكثة للعهد، هي رصاصة تقتل الزنابق، وتغتال غد أطفالنا... أيها السوري لم تحص يوماً ما في جعبتك من إنجازات حضارية عبر وجودك، لكن الآخرين فعلوا ذلك، وهالهم أنك النبع الصافي، أرادوا أن يعكروا مسراك ومشربك، أن يلوثوا طهرك، ونبلك، لم تحص ما قدمته لهم وما تقدمه وما ستقدمه، لأن النبع الفرات لا يسأل شاربيه، لا يسأل وارديه كم أنتم ولم تشربون...؟ يغدق ماءه عذباً، سلسبيلاً، يرده من شاء ومتى شاء، ربما يشربون ويعكرون لكن الماء يتدفق، ينساب.... قد ينجحون لثوان، لدقائق لكن الصفاء سيعود. أيها السوري: أيها المزروع أبطالاً ميامين، هم سر انتصارنا هم الشموخ الذي عجزت عنه أوابد وراسيات الأرض، لك أيها الجندي ضابطاً كنت أم صف ضابط أم... أم لك الطهر، لك العبق، لك الضياء... برد، ثلج، قرّ، حر، جوع، شغب، تعب، كلها مفردات لا تعني لك شيئاً أبداً، لم أر يوماً ما أحداً بصبرك، بعطائك، بدماثة، أخلاقك، لانجامل، لا نكتب إلا نبض غبار يتطاير من تحت وقع أقدامكم. كل صباح نراكم، ابتسامة تخفي وراءها التعب، تبتسمون لنقوى، تروون الأرض لنتجذر ونقوى، ترتفعون قوافل، قوافل ليشمخ السنديان أكثر فأكثر ليورق الزيتون، وليخضر القمح، ليلثغ طفل بأول أبجدية. أمهات هن الوضوء، هن الطهارة والزنابق، يودعن شباباً بروعة الوطن، بكلمات الدعاء: يا بني الوطن أمانة، أمانة، أمهات هن عبق الكون، وسر الوجود ما أروعهن تربية وعطاء وصبراً وافتداءً، أمهات هن أروع وأجمل كتاب قرأ فيه الأبناء. أيها السوري... صباحك يشرق في كل مكان لا تعصباً، لا شو فينيه، لا إقليمية، لا...لا، بل لا بد من أن يعلم العالم أنك تعرف مكانتك الإنسانية والحضارية وتتواضع لتعلمهم كيف يكون النبل، كيف يكون الإنسان إنساناً، لا جسداً بشرياً يخبئ في برديه الوحش الكاسر... الذي تراه ليس إلا نفايات طال الانتظار لأن تلقى على مقلب القمامة. مر عام، مضت سنة، سنتان، وقبل ذلك كثير... ونحن نبني بيوت الآخرين نعلي مجدهم، نهذب طباعهم، لكن الوحوش تروضت وضلوا أجلافاً.. أجلافاً أيها السوري، نذرت نفسك لهم، ونذروك للخراب، للدمار، للموت... أهم أخوة يوسف... لا... لا بل هم أساتذة الشياطين، وحاشا للشياطين أن تقرب الأنبياء. أيها السوري: حان لك أن تشهر سيفك بوجه هؤلاء الأجلاف وقد فعلت، ذكرهم أنهم لصوص، أنهم سارقون للقمة عيشنا، ذكرهم أن الذي بنى لهم مجداً هو أنت، وأنهم هدموا حتى بيت الله الحرام، وقلت: يتوبون... لكن أنى لهم التوبة، وقد جبلت الشياطين من طينتهم... صباح الخير: صباحكم سوري بامتياز... شعار، عبارة، تحية صباحية يرددها الزميل الإعلامي المتألق، نضال زغبور... هي شعاري وتحيتي هذا العام وكل عام... ولنصدح بها كل حين، كل ساعة. القادم لنا، لأننا نحن من غزله بالتضحيات... لم يسقط المحال تحت أقدام أبطالنا اليوم ولن يسقط الغد، لالشيء إلا لأنه لم يعد موجوداً منذ سقط في حرب تشرين التحريرية وأورقت الرجولة والرجال، ولسليمان العيسى مبدع هذه القصيدة قلت: إنك خلية في جسد عربي تبحث عن ملايين الخلايا... ها نحن الخلايا... ها هو نبض النصر، ونبض الغد. سلام لكم أيها الأوفياء، سلام لجنودنا، لغدنا، لكل سوري هو اليوم الجديد، والغد الجديد، ليكن بيتنا أولاً وأولاً فالآخرون رماد، رماد، ثعابين وصلال لا تعرف إلا الأوكار... صباحكم سوري بامتياز... وعامنا ويومنا وغدنا سوري الوجه واليد واللسان. |
|