تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المتميـزون في المعهـد العالـي للعلـوم التطبيقية .. يحصلون علـى مناهج تماثل المـدارس العالميـة

جامعات
الخميس 3-1-2013
ميساء الجردي

استقبل المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا برنامجين من البرامج المخصصة للمتميزين، هما برنامج هندسة الطيران وبرنامج هندسة وعلوم المواد وقد انتسب إليهما خمسة عشر طالبا من الطلاب المتميزين.

حول هذه التجربة الجديدة نسبيا والمختلفة، وما تحمله من خصوصية وحول استجابة الطلبة وتفاعلهم مع هذه البرامج والخطوات المستقبلية المرسومة أو المتوقعة لهذا الفريق الطلابي، حاورنا السيد الدكتور شكري المقداد، أحد منسقي برامج المتميزين ووكيل المعهد العالي للشؤون التعليمية، فأكد أن الطلاب القادمين من مركز المتميزين يندمجون مع طلاب المعهد الآخرين الذين تم اختيارهم من شريحة الـ 15% الأوائل على القطر، ويدرسون المواد نفسها التي تحاكي جيداً منهجيات المدارس العليا في فرنسا من حيث قوة المناهج والمضمون والاختصاص مع تطويع ذلك بما يتناسب مع نظام التعليم العام في سورية، ففي المعهد تبدأ الدراسة بسنتين تحضيريتين ثم ثلاث سنوات اختصاص.‏

وأوضح أنهم لم يجدوا أي صعوبة خاصة في دمج الطلاب من مركز المتميزين في البرنامجين، لأن المواد والمناهج التي يقدمها المعهد في الحلقة الأولى أي السنتين الأولى والثانية مشابهة لما يدرس في معظم المدارس الهندسية العالمية وقد صممت بشكل مناسب، وكذلك مناهج ومقررات الحلقة الثانية فهي مناهج اختصاصية مصممة على سنوات الاختصاص الثلاث العليا مع إمكانية التحديث المستمر إذا كان التطور العلمي والعالمي يتطلب ذلك.‏

أهمية الاختصاص‏

كما هو معروف فإن برامج المتميزين اقترحت من قبل وزارة التعليم العالي وبالتعاون مع الجهات المختلفة في الدولة، وكان للطلاب حرية اختيار الاختصاص من بين هذه البرامج فقط، إلا أننا سمعنا عن فكرة جديدة تحمل إمكانية تغيير الاختصاص لمن يريد من هؤلاء الطلبة ؟ حول ذلك يقول المقداد: لسنا بعيدين عن هذه المعلومة والحقيقة أن لموضوع الاختصاص أهمية كبيرة وأشير أننا في المعهد العالي يتم اختيار الاختصاص بعد انتهاء السنة الثانية من الدراسة حيث يصبح الطالب أكثر قدرة على تحديد واختيار الاختصاص، وأقل تأثراً بالتنميط الاجتماعي.‏

وبالوقت نفسه يجب أن نأخذ أهمية الاختصاص في أي تخطيط مستقبلي من حيث الرغبة في الانتساب إليه والحاجة الوطنية له، وتوفر المخابر وتهيئة البيئة الحاضنة لهؤلاء الأشخاص بعد التخرج بشكل متدرج.‏

ماذا بعد التخرج؟‏

وبالتركيز على هذا الجانب يرى المقداد: أنه يجب على الجهات المعنية بالطلاب المتميزين أن تنتبه بشدة إلى موضوع استثمار الخريجين, وأين سيعملون بعد الانتهاء من الدراسة للاستفادة من التخصصات التي حصلوا عليها في مناحي الحياة الوطنية المختلفة (وباختصار أين، وكيف، والبيئة، أمور في غاية الأهمية) علما أن الدفعة الأولى من كل اختصاص حكما ستكون قليلة ومهمتها التأسيس للدفعات اللاحقة مثل تأسيس المخابر وتأمين المراجع والأمكنة وتأمين التجهيزات وغيرها،.... وبالتالي تختلف مهمتها قليلاً وفي بعض الجوانب عن مهمة الذين سيأتون بعدها إلى أن يكتمل الشكل أو النمط الذي يعمل عليه أصحاب هذا الاختصاص بعد عدة سنوات.‏

وأوضح أن جهات مختلفة بالدولة بذلت جهوداً طيبة ضمن هذا الإطار وأن إدارة الموضوع بالكامل تعود إلى وزارة التعليم العالي بإشراف جهات وصائية أخرى بالدولة. واليوم حُدّدت بعض المحاور لعمل هؤلاء المتميزين ونتمنى التوفيق والنجاح في ذلك.‏

وقال أمامنا عدد من السنوات يمكن الإستفادة من معطياتها ومن التغيرات السريعة للعالم، ومن مسؤولية جميع السادة المكلفين بالاشراف على برامج المتميزين والاستفادة منهم متابعة ذلك، وتحديث المعلومات حول كيفية القيام بذلك بشكل أمثل في المستقبل.‏

متى ولماذا الإيفاد؟‏

هناك طلاب من مركز المتميزين من يأمل بموضوع الإيفاد ويعتبره جزءاً مهماً من مسيرته التعليمية... وفي هذا يرى الدكتور المقداد أن الإيفاد بشكل عام حاجة لدى جميع الدول، فبعض الإيفاد يكون للدراسة وبعضه لحضور مؤتمرات علمية, وبعضه لدورات تدريبية , وقد يكون الإيفاد لأيام أو لأشهر أو سنين .‏

إذاً الايفاد حاجة, إذا تواجدت الحاجة يوجد إيفاد، وإذا انتفت الحاجة , انتفى الإيفاد. وعليه يجب ألا يكون الإيفاد هاجساً بذاته للطالب، طالما هو يتابع دراسته ويتلقى أعلى ما يمكن من العلوم في بلده. وهذا لا يعني أبداً أننا لسنا بحاجة للإيفاد عموماً، وعند توفر الحاجة للإيفاد فأحد شروط الموفد أن تكون كفاءته جيدة والمتميزون هم من أكثر الشباب المرشحين للإيفاد وتحصيل العلوم.‏

علامات و مؤشرات‏

استعرض الدكتورالمقداد نتائج مذاكرات الفصل الأول لطلاب المعهد، ومن بينهم نتائج الطلاب القادمين من مركز المتميزين، وأوضح أن المعهد العالي يتّبع نظاماً خاصاً للتقييم والحكم على مستوى الطلبة، وأكد أن النتائج التي حصل عليها الطلاب القادمون من مركز المتميزين مقارنة مع علامات ونتائج طلاب المعهد الآخرين هي بمثابة مؤشرات تستدعي التأمل والدراسة المستمرة.‏

ويقول: من خلال العلامات فبعض طلاب مركز المتميزين متفوقون، وبعضهم في المستوى الجيد وطلاب في مستوى الوسط وجميعها مؤشرات.‏

وعلى سبيل المثال حصل أحد الطلاب من مركز المتميزين على 100% بالرياضيات وعلى 66% بالفيزياء وعلى 76% بالفرنسي و93% بالانكليزي. بينما حصل طالب آخر من نفس المركز على علامة 90% بالرياضيات و92% بالفيزياء و83% بالفرنسي و91% بالانكليزي. وعندما جمعنا العلامات وقسمناها على 4 تبين أن الطالب الثاني حصل على متوسط أعلى وهو 89%، وعليه فهذه مؤشرات فقط . وبمقارنة هذه النتائج الأولية مع نتائج طلاب المعهد الآخرين نجد البعض حصل على علامات تفوق علامات طلاب المعهد والبعض حصل على علامات أقل. مع الإشارة الى أن القادمين من المركز الوطني للمتميزين تلقوا تعليما مختلفا بالنسبة لطلاب المعهد العالي، وبالتالي علينا متابعة هذه المؤشرات ودراستها خلال السنوات القادمة كي نستطيع استخلاص نتائج موضوعية.‏

وفي متابعة لما تقدم يؤكد الدكتور المقداد أنهم يسيرون بالمنهاج بشكل طبيعي للجميع، لكنهم يقدمون حصصا إضافية ودورات تقوية عند اللزوم لمن يحتاجها من الطلاب مراعاة للفروق بين المدارس التي أتى منها الطلاب، وكميات المعلومات الموجودة لدى الطلاب حيث يمكن أن يعود الاختلاف في البداية لهذه الأسباب الموضوعية، ولكن في السنوات الثانية والثالثة تبدأ الأمور بالاستقرار.‏

مكافآت للطلاب الأوائل‏

وبالانتقال للحديث حول النجاح والحوافز وبيئة المعهد العالي الدراسية، أشار الدكتور المقداد إلى وجود سكن جامعي مريح (طالب واحد في الغرفة) ومطعم ونواد ثقافية، بالاضافة إلى صالات رياضية، وجميعها تساهم بإعداد الطالب المتوازن والمثقف وتحافظ على لياقته البدنية.‏

كما أشار المقداد إلى وجود حوافز تقدم للطلاب الأوائل في المعهد، ويحصل الطلاب الأول والثاني والثالث في العامين الأول والثاني في المعهد على مكافآت مادية، تبلغ حوالي 50 ألف ليرة للطالب الأول، وأقل منها للطالبين الثاني والثالث، وفي السنوات الثالثة والرابعة والخامسة يكافأ الطالب الأول من كل اختصاص، وعموماً فإن للخريجين الأوائل شروطاً أفضل بالتعيين والمكافآت والإيفاد.‏

تجربة واعدة‏

ويختم المقداد حديثه إلى صفحة جامعات بالإشارة إلى أن الحديث حول مفهوم التميز والتفوق مسألة في غاية الأهمية وغاية الصعوبة، وأن الاهتمام بهذه التجربة وإمكانية الاستفادة من المتميزين في بلدنا الحبيب وغيره هي مسألة تحتاج إلى الجهد والصبر لأن التميز يظهر نفسه كطفرة لا تتقيد بالضرورة بقوانين مسبقة أو حتى لاحقة، هي تجربة يجب متابعتها ودراستها، ولو لم تكن واعدة لما تحمس الناس لها، ويؤكد أنه أحد المتحمسين لها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية