تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فلسطين .. ومضة أمل بالاعتراف الأممي

قاعدة الحدث
الخميس 3-1-2013
إعداد: راغب العطيه

مر عام 2012م كما الأعوام الطويلة الماضية، لتنطفئ شمعة أخرى من آمال الشعب العربي في فلسطين بإقامة دولته المستقلة المتماسكة والمتواصلة المستجيبة لطموحاته الوطنية والمتجاوبة مع حقوقه التاريخية المشروعة،

وأولها حق العودة الذي أقره العالم بشرعية كاملة قبل أكثر من 63 عاماً، والسبب في ذلك هو تعنت الاحتلال الإسرائيلي ورفضه لقيام أي دولة فلسطينية ذات سيادة حقيقية فوق الأرض الفلسطينية التاريخية مهما كان حجمها ودرجة ضعفها، لأن هذا الكيان يرى في قيام دولة فلسطينية- ولو في عالم آخر- اعترافاً بالحقوق الفلسطينية التي يعتبرها خطراً على وجوده.‏

غير ان هذا العام حمل معه لحظات وومضات من الإشعاع والأمل مع تأكيد الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني الماضي وقوفها إلى جانب الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة، وصوت 138 بلداً في الجمعية العامة للأمم المتحدة مع مشروع منح فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة، في حين صوتت ضد هذا المشروع الولايات المتحدة وكندا و(إسرائيل) وجزر مارشال وخمس دول أخرى.‏

ويقول المراقبون إن قرار الأمم المتحدة هذا يعتبر بمثابة منح شهادة ميلاد للدولة الفلسطينية بعد 65 عاماً على تبني قرار التقسيم رقم 181 الذي فرض الكيان الصهيوني على العرب، وان هذه الموافقة الأممية رغم أنها ناقصة، إلا انها أعادت بعضاً من الاهتمام بالقضية الفلسطينية التي تراجع الاهتمام بها كثيراً في المرحلة الأخيرة مع شيوع عدم الاستقرار الذي تعيشه المنطقة.‏

كما سجل عام 2012 العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعملية (عمود السحاب) التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد اغتيال قائد الجناح العسكري لحركة حماس أحمد الجعبري في 14 تشرين الثاني الماضي، ورد كتائب المقاومة على هذا العدوان بإطلاق عملية (حجارة السجيل)، واستطاعت خلالها استهداف تل أبيب والقدس لأول مرة في تاريخ الصراع.‏

وبعد أيام من العملية التي أطلقها تحالف بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان وإيهود باراك لرفع حظوظهم في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة بداية العام 2013، بدا واضحا أن إسرائيل باتت تلهث وراء حل يحفظ لها ماء الوجه، ما دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما الى تجميد زيارته لآسيا والتدخل المباشر وإيفاد وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون على عجل لتضع بصمتها على اتفاق التهدئة الذي رعته مصر.‏

وفي العام الفائت أيضاً أطلق الأسرى الفلسطينيون إضرابهم المفتوح عن الطعام وأرغموا سلطات الاحتلال على القبول بالكثير من مطالبهم، ومن ذلك إلغاء العزل الانفرادي وزيارة الأهالي، غير أن سلطات الاحتلال تراجعت عن موافقتها في إمعان للتنكيل بالسجناء وفي إلحاق أقصى الأضرار الصحية والنفسية بالسجناء، وفي إشاعة حالة من المخاوف في أوساط أسرهم، وفي المجتمع الفلسطيني وخاصة قطاعاته الشابة.‏

وبالنسبة لتعثر موضوع المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية يقول المراقبون إنه يكشف شرخاً عميقاً بين فتح وحماس لأنه يشمل رؤيتين ومشروعين متناقضين، واحد في رام الله وآخر في غزة.‏

أما على الأرض فقد شهد عام 2012 إطلاق إسرائيل لمشاريع استيطانية لم يسبق لها مثيل، وطالت المخططات والمشاريع الاستيطانية المنطقة (إي1) وهي واحدة من أماكن خاصة حول القدس لم يطرأ عليها أي تغيير منذ أكثر من 2000 عام، وهو ماينذر بعزل القدس عن محيطها العربي، وتقطيع أوصال الضفة الغربية وبالتالي تهديد فرصة إقامة الدولة الفلسطينية ذات مقومات البقاء.‏

على الصعيد الاقتصادي فقد تراجع الدعم الدولي، وتراجع النمو الاقتصادي جراء سياسة الحصار الإسرائيلي المفروضة على قطاع غزة منذ سنوات ، وأيضاً بسبب حجز (إسرائيل) العائدات الجمركية والضريبية للسلطة وبهذا تعمقت الأزمة الاقتصاديــة والمالية في غزة، وكذلـــك السلطة الفلسطينية في رام الله.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية