|
مجتمع ولكن عندما يغيب العقل المستنير يظل الشعب تحت سيطرة أصحاب الزيف والفتن وصناع الأزمات وتجار الحروب وأصحاب المصالح الضيقة والطموحات غير المشروعة، فضلا عن الأيدي الاستخباراتية العدائية التي تهيئ الأجواء والأرضية والدعم للمخربين فضلا عن حضورها الفاعل والمكشوف أثناء الأزمات والفوضى ولعل الصهيوني «برنارد ليفي» مثلا واضحا لكل من لديه عقل في هذه الأمة ولا يستطيع الشعب اكتشاف حقيقتهم الا بعد فوات الأوان حينما يلمس الضرر الحقيقي والجرم العملي الذي يخلفه دعاة الفتن وتجار الحروب، وقد أثبت التاريخ السياسي المعاصر أن الانتهازيين يستغفلون الشعوب ويعملون على تغييب العقول المستنيرة أو منعها من الظهور، لأنهم يدركون تماماً أن العقل المستنير سيكشف حقيقة نياتهم وسوء أفعالهم وفظاعة جرمهم وسفه طيشهم. وبعض هؤلاء خاصة من الذين لايرتبطون بأجندة استخباراتية لا يقدرّون بأي حال من الأحوال عواقب أفعالهم على الصالح العام، واصلا ليس في عقولهم غير تحقيق مصالحهم الأنانية وتحقيق المكاسب السياسية الرخيصة، وهؤلاء لا يهمهم وطن ولا سيادة ولا أمن ولا استقرار ولا سلم اجتماعي، لأنهم لا ينظرون الا إلى مصالحهم الذاتية وقد هيؤوا أنفسهم على ذلك الفعل الشيطاني وراهنوا على تحقيق مصالحهم من خلال افتعال الأزمات وإثارة الشارع واستخدموا في سبيل ذلك كل الوسائل الغير المشروعة وأوهموا البسطاء من الناس الغافلين أنهم إنما يعملون ذلك من أجلهم، وقد ركنوا الى عدم كشف الحقيقة لأنهم قد تحالفوا مع عناصرهم العدوانية الجاهلة أو المرتبطة داخل أجهزة الدولة على محاربة العقول المستنيرة وعطلوا الفعل الوطني الواعي وجعلوا الساحة خالية من كل عقل مستنير وفعل وطني مسؤول. إن هذه الحالة الشيطانية لمسناها حقيقةً في وطننا الحبيب على مستوى بعض القوى الإجتماعية أوضمن أشخاص إداريين أو سياسيين وبعض رجال الدين المأجورين أو الفتنويين وبعض العملاء أو أصحاب المخططات التدميرية فضلا عن بعض المدسوسين داخل أجهزة الدولة، وهؤلاء جميعا» شغلهم الشاغل العمل العدواني على مقدرات الناس وأمنهم واستقرارهم بعمل مدبر ومخطط له بإحكام فأوجدوا لهذه الغاية عناصر الشر والفتنة تعمل بكل ساحات الوطن وعلى جميع الأصعدة وفق برنامج تخريبي أوله محاربة العقول المستنيرة وإحباط الوطنيين الشرفاء وتسهيل مهمة العناصر الشيطانية و منحها الحق والباطل ومنع العقول المستنيرة من الحصول على الحقوق المشروعة وزرعت في طريقهم الإحباط ومارست ضد هم التهميش ظناً من العناصر الحاقدة على الوطن أن ذلك سيوصلهم الى السخط ويجعلهم يميلون الى ممارسة العنف أو مساندة دعاة الفتن أو يقومون بأعمال يمكن أن تحقق أغراضهم العدوانية على الشعب،غير أن العقول المستنيرة لم تندفع الى ذلك الفعل المخطط له من قبل قوى الكيد والعدوان على الشعب ومقدراته، ولم تحاول الانزواء أو الاحتجاب عن الناس بسبب تلك الممارسات التي تمارس ضدهم، وتقف عقبة في طريق الحصول على حقوقهم المشروعة، وأدركوا تمام الإدراك أن الذين يمارسون ذلك الصلف ضد حقوقهم مأجورون لا يخدمون الوطن، وإنما يخدمون أعداء الوطن وهم أدوات بأيدي الحاقدين على الوطن وموقعه وتاريخه ومواقفه القومية والوطنية ، ولهم أجندة محددة من الخارج يعملون على تنفيذها بهدف الوصول الى تخريب البلاد والعباد وإفساد الوحدة الوطنية. نعم هذه حقيقة التآمر على الوطن من أعداء الانسانية، وأنا على يقين أن العناصر الحاقدة على سورية لم تعد بعد هذه المرحلة قادرة على إخفاء نفسها أو التستر خلف أحد على الاطلاق، لأن كل فرد فيهم وكل عمل قد فعله بات واضحاً للعيان مهما قيل من كلام معسول، ولذلك ينبغي محاسبة أمثال هؤلاء لأن خطرهم على الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي أعظم من أولئك الذين باتوا واضحين ويعلنون عداءهم للوطن ومقدراته، وقد كشفت الأزمة الأخيرة الكثير من الذين يعملون على مساندة الفتنة وتغذية أطرافها ومدهم بالعون والمساعدة، وبات على الدولة محاسبة الآثمين والمجرمين وإتاحة الفرصة لأصحاب العقول المستنيرة التي تعاني من التهميش والاعتداء على حقها رغم صبرهم ووقوفهم بإخلاص لا نظير له في سبيل حماية الوحدة الوطنية وصون السلم الاجتماعي وحماية الوطن من الأعداء بالداخل والخارج على حد سواء .. ولعلنا بهذا الشرح المقتصر فهمنا العديد من القرارات والأحداث التي حصلت قبل أعوام بسيطة من الأزمة التي يمر بها الوطن ولأي غاية كانت هذه القرارات أو المقررات وفهمنا لماذا كان تهميش العديد من الشرفاء والمخلصين والأكاديميين ... بكل قناعة كل شيء كان مدروسا» بعناية فائقة .. لذلك علينا في المرحلة المقبلة إعادة النظر بكل الإجراءات والقرارات وحتى الأشخاص ومحاسبة كل الذين تآمروا على الوطن وكشفهم أمام الناس كما يجب علينا إعادة كل الشرفاء والمهمشين للضوء بعدما أنهكهم الظلام لتبقى راية الوطن خفاقة قوية منيعة بوجه كل الأعداء الذين تآمروا عليه في الداخل والخارج ولتبقى سورية الأسد عنوان كل شريف حر أبي مقاوم ولنبقى كسوريين شرفاء أهل العزة والإباء . |
|