تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المشهد المتداخل

البقعة الساخنة
الخميس 4-7-2013
 مصطفى المقداد

تتسارع الأحداث وتتبادل التأثيرات كلها فيما بينها ، ففي تركيا تدخل الاحتجاجات شهرها الثاني ، فيما في القاهرة تمضي المواجهات ما بين المعارضة ومؤيدي مرسي والإخوان المسلمين لتتوسع إلى المحافظات المصرية

كلها موقعة قتلى وجرحى ، فيما تستمر الاعتداءات على المراكز الإخوانية في أكثر من مكان ، وفي لحظة مفصلية تعلن القوات المسلحة المصرية موقفها من خلال إصدارها بياناً تمهل فيه الجميع - حكم مرسي والمعارضة - ثماني وأربعين ساعة للاستجابة إلى مطالب الشعب وإلا فإن الجيش سيقوم بواجبه للحفاظ على وحدة البلاد .‏

وقد سبق انذار القوات المسلحة نشر وحدات الجيش في المواقع الاستراتيجية تمهيداً وتحسباً لأي احتمالات قادمة .‏

ومن واشنطن جاء موقف باراك أوباما يدعو مرسي للاستجابة للمطالب الشعبية ، الأمر الذي يعني تخلي الولايات المتحدة عن دعمها للإخوان وحكمهم في مصر ، بعد فشلهم في السيطرة على البلاد وتسيير أمورها وفق آليات الدولة المعروفة.‏

وفي الوقت ذاته فإن عدداً من الوزراء المصريين قدموا استقالاتهم ، فيما أصدرت المحكمة الدستورية العليا قرارها بإعادة النائب العام إلى منصبه بعدما أقاله مرسي متجاوزاً الدستور.‏

الوضع في مصر لا ينفصل عن المشهد الإقليمي وما يجري فيها يرتبط بالمؤامرة الموصوفة بالربيع العربي المزعوم ومصر تقدم شهادة على فشل ذلك المشروع ، لأن قوة وثبات وصمود وآلية التعامل الوطني في سورية وحدها من أفشل ذلك المشروع التأمري الكبير ، وهو اليوم يسير باتجاه الموت النهائي ، وما ستكون عليه صورة الحكم في مصر خلال الأيام القليلة سيثبت أن الرؤية السورية وحدها التي كانت البوصلة المحددة لآليات مواجهة المشروع التآمري وآلياته الإرهابية .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية