|
رؤية وبداية نقول: إن أعظم وأشهر الأعمال الفنية الحديثة شكلت حين عرضت لأول مرة حالة صدامية مع المجتمع ولم يتم استيعابها حتى من قبل العديد من كبار الفنانين والنقاد في الفترة التي انتجت فيها وهذا يعني ان العمل الفني الحديث لايخضع لمعايير فنية ثابتة ومتفق عليها، على عكس ما كان سائداً في الماضي، عندما كان يتم تقييم الأعمال الكلاسيكية والواقعية والرومانسية بمدى قدرة الفنان على إبراز براعة الرسم في معالة الموضوع عبر تجانس النسب والحيوية في إظهار تدرجات الظل والنور، وما إلى ذلك من قواعد تقليدية رصينة وثابتة. ويمكن القول إن العمل الفني الحديث هو الذي يفرض نوعية المقاييس والمعايير التي يجب أن تستخدم في تقيمه وعلى هذا يمكن التجرد من المواقف المسبقة والمزاجيات الشخصية والاذواق الخاصة بحيث تصبح لوحة تجريدية قوية من حيث تأليفها التكويني والتلويني، لاتقل أهمية وجودة عن لوحة واقعية تبرز عناصر التناسب والحيوية والاتقان. ففي هذا العصر الذي ضاعت فيه المعايير والمقاييس تبقى المطالبة بعرض اكثر الأعمال قوة أو حساسية ممكنة في حدود نسبية، تساعد على الالتماس المبكر لمعطيات التجربة الإبداعية، فهناك مقاييس أولية لاخلاف عليها، من ضمنها قدرة الفنان على إبراز سحر وعفوية اللمسة اللونية والإمساك بالوحدة النسيجية وبالخط التصاعدي الأسلوبي القادر على الإبهار والإدهاش والإقناع. adibmakhzoum@hotmail com |
|