تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بابلو أسويرو.. علاقة حميمة تجمع بين سورية وإسبانيا

ثقافة
الجمعة 24 -6-2011
فاتن دعبول

كدأبه منذ سنين ثلاث، يحتفل المركز الثقافي الإسباني باليوم العالمي للغة الإسبانية، نظراً لأهميتها في العالم أجمع.

حيث تشكل اللغة الرسمية لأكثر من 500 مليون إنسان في العالم، يتوزعون على أكثر من 200 دولة، ففي أميركا الجنوبية وحدها 400 مليون شخص يتكلمون الإسبانية، إضافة إلى الولايات الجنوبية في الولايات المتحدة وإفريقيا والفلبين.‏

لذلك يوجد 78 مركزاً ثقافياً إسبانيا في القارات الخمس في العالم، في الدول غير الناطقة باللغة الإسبانية.‏

وللوقوف عند احتفالية هذا اليوم، كان لقاؤنا بمدير المركز الإسباني.. بابلو مارتين أسويرو.. فقال:‏

<< نحتفل في كل عام بيوم اللغة الإسبانية، وذلك في أول سبت مع بداية فصل الصيف، واختير يوم السبت لأنه يوم عطلة في أنحاء العالم تقريباً، لأن الاحتفال يتزامن في جميع مراكزنا في العالم كل حسب توقيته المحلي..‏

وتقيم الإدارة العامة في مدريد مسابقة لاختيار الكلمات الإسبانية الأكثر أهمية، ويتم التصويت عليها عن طريق الموقع الالكتروني في كل الدول، ومن حق كل شخص يعرف الإسبانية أن يشارك في المسابقة، ووقع الاختيار هذا العام على الكلمات التالية:‏

«حرية، حلم، السلام، الأخوة....».‏

وتدرس اللغة الإسبانية في جامعات 60 دولة في العالم، طبعاً عدا الدول الناطقة باللغة الإسبانية.‏

ومن النشاطات التي تقام في هذا اليوم، المسابقات، عروض الأفلام، واستقبال كتاب ناطقين باللغة الإسبانية، يتكلمون من أهمية اللغة الإسبانية.‏

< ماذا عن أثر اللغة العربية في اللغة الإسبانية؟‏

<< إن للغة العربية الأثر الأكبر في اللغة الإسبانية، وتشكل نحو 10٪ من الكلمات، التي هي من أصل عربي، وخصوصاً ما يتعلق منها بالماء والزراعة من مثل «الناعورة، البركة، الساقية، القنطرة» نظراً لاهتمام العرب بالزراعة التي أولوها عناية خاصة- بالإضافة للكلمات التي تتعلق بالثقافة من مثل «مسجد، محراب، منبر، مئذنة» إضافة إلى كل ما يبدأ بأل التعريف هو أيضاً من أصل عربي.‏

< وعن العلاقات الإسبانية السورية؟‏

<< هذه العلاقة مرت بمراحل ثلاث، مرحلة الأندلس، والثقافة من نهاية القرن التاسع عشر، حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، وفي المرحلة الثالثة، سافر الكثير من الطلاب للتخصص في إسبانيا في مجالات الطب كافة،... وفق علاقات حميمية بين السوريين والإسبان، حيث يشعر السوريون بوجود قرابة قديمة بينهم، سواء من ناحية العادات والتقاليد وأنواع الطعام، والعلاقات الاجتماعية، ولايشعر من يزور إسبانيا بالغربة، والكثيرون تزوجوا هناك...‏

< كيف يسهم المركز الثقافي بتعزيز العلاقات الثنائية بين إسبانيا وسورية؟‏

<< مركزنا في دمشق هو من أقدم المراكز الثقافية الأجنبية الموجودة في سورية منذ العام 1956، والمعهد يهتم بالعلاقات الدبلوماسية الشعبية عن طريق إقامة دورات للغة الإسبانية، والاطلاع على آداب وفنون في إسبانيا، وحاليا يوجد 400 طالب يتعلمون اللغة الإسبانية، لأن السوريين يحبون الإسبان، ولهم أقارب بأميركا اللاتينية للتواصل معهم، فثمة علاقات أسروية، عائلية نشأت بين الشعبين، والسعي لتعلم اللغة بقصد الاطلاع على فلسفة الأندلس والفن الإسلامي ولتدريس اللغة العربية في الجامعات الإسبانية.‏

والآن يوجد في إسبانيا، عدد كبير من العائلات السورية، وخصوصاً بعد أن شهدت البلاد نقلة نوعية منذ منتصف السبعينيات..‏

ويضيف مدير المعهد «أسويرو»: المكتبة تفتح أبوابها لكل الطلاب الدارسين سواء الإعارة، أم الاطلاع إضافة إلى نشاطات المعهد الثقافية بالتعاون مع سفارات البلدان الناطقة بالإسبانية والتي لها سفارات معتمدة في دمشق...‏

وقد أطلقت على القاعات مسميات تحمل أسماء تلك الدولة «قاعة البرازيل، كوبا، فنزويلا، نيكاراغوا..».‏

ولم يخف اعتزازه بالرحالة العرب، أمثال (ابن بطوطة، ابن الزبير)، وبالمفكرين(ابن خلدون، ابن رشد) الذين عاشوا حقباً زمنية في إسبانيا، ونقلوا كتبهم عبر الترجمات والرحلات إلى العالم أجمع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية