|
The Guardian
التي تغلي على صفيح ساخن ويواجه رؤساء وزرائها المتعاقبون السيل الجارف لهم من الاتهامات بسب هذا الخروج غير الآمن بالنسبة للشعب البريطاني, وخير دليل على ذلك هو وصف البعض للانتخابات بأنها استفتاء ثانٍ لقدرة رئيس الوزراء البريطاني على الاستمرار في الحكم بينما وصف سفنسكا داجبلاديت بوريس جونسون بالفتى المغامر بكل شيء خاصة في تصويته الشتوي التاريخي. فبعد شهور من التردد وعدم الحركة في لندن، وبعد الإجراءات الفعلية التي اتخذتها بريطانيا, الجميع حذر من أن الانتخابات المقبلة ستكون وحشية وقد ينتهي بها المطاف إلى حل أي شيء. لقد تحرك شيء ما داخل أسوار قصر ويستمنستر - يقول جون هينلي- لقد وافق البرلمان البريطاني أخيرًا على أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يكون سهلاً وستعاني المملكة ما تعانيه بسبب خروجها غير الآمن, ففي انتخابات مبكرة، ستعقد في 12 كانون أول «ديسمبر» كانت ومازالت خطة جونسون هي العودة إلى وستمنستر «بأغلبية مريحة، ما سيتيح له الحصول على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من خلال البرلمان وبالتالي مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي في 31 يناير»كانون الثاني» لكن ذلك يعد رهانا كبيرا. هذه الانتخابات لن يتم الفوز بها بشكل قطعي بشأن مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. ويبقى السؤال هل سيتخذ البريطانيون خيارًا واضحًا؟ وهل سيخاطر بوريس جونسون بخطر بقاء البرلمان معلقا, في هذه الحالة تظل جميع الخيارات مفتوحة وبذلك سيخاطر جونسون بمستقبله ومستقبل بلاده التي ستصاب بشلل كامل وشامل، دون وجود أغلبية برلمانية ومع اتفاق تم التفاوض عليه حديثًا سيواجه المزيد والمزيد من المقاومة من النواب. لكن هل ستساعد الانتخابات جونسون على استعادة الأغلبية الضائعة للمحافظين؟ وهل ستساعد على اخراج البلاد من المأزق الذي وضعت نفسها فيه في Brexit إذا فاز حزب المحافظين، وهل يمكن أن يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى قبل 31 يناير كانون الثاني؟ حزب العمال وعد بإعادة التفاوض على الصفقة ووضعها في استفتاء ثانٍ، لإلغاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالكامل, لا شيء مؤكد.. سيكون الكابوس برلمانًا معلقًا آخر يقول هنيلي... فالانتخابات المقبلة قد لا تحل شيئًا، ستكون الحملة صعبة ولا هوادة فيها، ونادراً ما كان من الصعب للغاية التنبؤ بالنتيجة، بدلاً من ذلك، سيقود رئيس الوزراء «حملة انتخابية كبيرة تحرض الناس، الذين يرغبون أخيرًا في تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتمثيلهم من قبل جونسون ضد البرلمان النخبوي الذي يواصل إيقافه وطبعا هذه تعد من الحملات الانتخابية القذرة والقبيحة لان جميع صناديق الاقتراع ستضع حزب المحافظين في المقدمة. ويمكن لجونسون أن يقول إن لديه صفقة في جيبه، بينما يقدم جيريمي كوربين فقط حالة من عدم اليقين المستمر. وسيكون رئيس الوزراء في مواجهات ويمكن توقع حملة وحشية من الحيل القذرة لان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو مقامرة مجنونة ويبقى الحاجز الكبير في الانتخابات في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة لجونسون هو الديمقراطيون الليبراليون، الذين يريدون عكس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ونيجل فريج وحزبه الذين يريدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولكن يريدون صفقة. كما في كثير من الأحيان، بدأ جونسون يشعر بالملل عندما قال نفس الأشياء التي قالها في اليوم السابق واليوم السابق لذلك، فكل ذلك مجرد دعاية إعلانية لجونسون، وازدرائه لنوابه يتجاوز الاحتجاج على المعارضة. لم يكن هناك اعتذار عن خرقه للالتزام الذي كان قد تعهد به سابقا بمغادرة بريطانيا الاتحاد الاوروبي بحلول «31 أكتوبر» تشرين أول, ولكنه فشل وكان مجرد أنين طويل دون فعل. اما الاتعس حظا فكان كوربين فهو الأكثر رومانسية والاكثر خيالا من بوريس جونسون وهو كذب الكذبة وصدقها وهي أن حزب العمل قاوم باستمرار فرصة خوض الانتخابات، أما الحقيقة فهي أن الحزب كان يتسكع على طرف واحد على طول الطريق، ولم يكن هناك سوى الالتواءات السخيفة لحزب المحافظين، لم تكن هذه انتخابات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لقد كانت انتخابات حول الخدمات العامة والتقشف. لم يستطع أي شخص على مقاعد البدلاء في حزب العمل أن يحيل نفسه لزعيمهم لأن السبب في الانتخابات برمتها كان بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الاشياء الاخرى كانت لطيفة وتستحق الاشارة اليها ولكن هذه كانت انتخابات بريطانيا المصيرية والتي يتعلق عليها مستقبل شعب وبلد بأكمله وقضية خروج بريطانيا من حضن أوروبا لتطير وتحلق خارج السرب الاوروبي. |
|