|
ثقافة
حيث إن القاص استطاع أن يغوي القراء والكتاب للتبحر في هذه التجربة القصصية الشابة والمتمكنة من حيث اللغة القصصية والسرد وبناء الحدث الدرامي إضافة إلى الشخصيات والسيناريو. شارك في الندوة كل من الادباء عماد فياض,محمد الحفري واحمد هلال. وعي بالتراكم القصة برأي الأديب أحمد هلال هي نوع من التجريب الذي يمارسه القاص, ما جعله يتساءل حول هذا التجريب: هل هي تجريب بوعي؟ أم تجريب من أجل الشغف لكتابة القصة؟ ورأى أن القاص أحمد رزق حسن استطاع أن يطيّف العنوان (بارقة شجن) في فضاء المجموعة,فنجا من أن يكون عنواناً لقصة بعينها جرياً على عادة الكثير من القاصين. وربما استنطق من خلال هذا العنوان أجزاء أو مكونات قصصية وهي قصص كثيفة جداً ومحمولة على نوع من التجريب الذي التصق بحساسية القاص كشاب أولاً وطامح لأن يكتب القصة المغايرة ثانياً. جاءت حكاياته (على قيد الحلم لعبة الشيطان يوم حزين) بمتخيل سردي اقترب فيها من الواقع الذي نألفه بأدواته وحساسيته ما جعل للقصة مذاقاً مختلفاً, استخدم القاص صيغ الأفعال المضارعة التي تشير إلى استمرار الزمن وانجاز الدلالة التي خفتت في بعض القصص و نجا منها القاص في بعضها الآخر. في مجموعة بارقة شجن طغى الموضوع الى حد كبير, فلم يغرق القاص قصصه بالشعرية التي نراها عند بعض الكتاب. وبالرغم من أن الومضات حملت طاقة شعرية ايحائية, إلا أنها كثفت فهماً جديداً للقصة القصيرة جداً, فكسر بها القاص أفق التوقع, وذهب إلى المشهدية في أغلب الأحيان, كما أنه وظف الشعرية توظيفاً يليق بتقنية الجملة القصيرة, فكانت لها سمات عديدة منها التعالق بالعجائبية وبالسريالية أحياناً. إرث الحكاية التراثية رأى الناقد عماد فياض أن مجموعة بارقة شجن تتألف من قسمين منها ما ينطبق عليها معيار فن القصة من حيث الحدث والشخوص, أما القسم الثاني فيتألف من قصص قصيرة جداً تعطي لقطة سريعة وتوجد ضمن هذا القسم قصص لا تتعدى الجملة الواحدة. حملت هذه المجموعة في أغلب قصصها إرث الحكاية التراثية في السرد باستخدامه الفعلين الماضيين(كان وكنت) كما في (حراس الفجر لعبة الشيطان ملحمة...) وهذا التكرار مأخوذ من التراث الشفاهي العربي في السرد وحكايات الجدات والأمهات وهما بمثابة جرس الانذار في المتن السردي, تخففان عنصر التوتر, وتبعدان القارئ عن الوهن, كما استخدم ضمير المتكلم (كنتُ) محاولاً جذب القارئ كما هو الحال في القصتين (على قيد الحلم عندما كنت طفلاً). طفت الروح الإنسانية في مجموعة بارقة شجن حيث أن القاص انحاز في مجموعته إلى الإنسان وعذاباته, لتعالج الهم الإنساني في (وصمة على جبين الزمن لعبة الشيطان...). أشاد الناقد بالمجموعة القصصية التي وجدها تحسب للقاص أحمد رزق حسن. أدب طازج الأدب الشبابي لدى الناقد الروائي محمد الحفري له خصوصيته في القول الصادق والطرح, وشفافيته في تقديم أدب يمتاز أن يكون طازجاً, وحين وقوفه عند مجموعة (بارقة شجن) تساءل: هل قدمت هذه النصوص القصصية براءتها وعفويتها, أم أن متونها وحبكتها ومواضيعها قد قاربت حيل الكبار والمحترفين وألاعيبهم الفنية وتضمنت تقنيات القص المطلوبة؟ عرج الناقد على بعض القصص (حراس الفجر وصمة عار نار في هشيم القلب لعبة الشيطان...) ليقول أن القاص جرب في هذه المجموعة ثلاثة نماذج من القص وقصد هنا التقسيم الشكلي، كالقص القصير الذي شكلت نصوصه غالبية هذه المجموعة, ومن الاقصوصة (موت مفاجئ اختيار مطر ساخن..), ثم ختم القاص مجموعته بقصٍ قصير جداً أو مايطلق عليه (ق ق ج), وهذا برأيه يدخل باب المأثورة أو الحكم والأمثال, أشاد الناقد ختاماً بالمجموعة ليكون بذلك القاص أحمد رزق حسن في مقدمة الأسماء التي يشار لها في الأدب الشبابي، لاسيما أنها باكورة أعماله الإبداعية وأول الغيث قطرة. تخللت المشاركات قراءة عدد من قصص المجموعة, جاءت على لسان القاص احمد رزق حسن. نذكر أن مجموعة بارقة شجن هي باكورة أعمال الكاتب أحمد رزق حسن, حيث أنها نالت الجائزة الأولى لمسابقة الكلمة الأولى التي أطلقها دار دلمون عام ٢٠١٨, من بين ثلاثين مجموعة قصصية شاركت في المسابقة من كافة أنحاء الوطن العربي. |
|