|
ترجمة يرفضون الاعتراف بإسرائيل «كدولة يهودية»وقال :» هذا صراع غير قابل للحل لأنه ليس على الأرض ،التنازل عن كليو متر آخر لا يحل الصراع، وذلك لأن جذور الصراع قائمة في مكان آخر.. ودون أن يعترف أبو مازن بإسرائيل كدولة يهودية لن يتم التوصل إلى اتفاق». وحول الحدود المستقبلية للكيان أعرب نتنياهو «أنه غير مهم حدود الدولة ومساحتها فلن نقاتل من أجل بضعة كيلو مترات ولا من أجل مساحات شاسعة، المهم هو أن تكون الدولة لليهود فقط وتحقق الوطن القومي لهم بغض النظر عن مساحتها».وأضاف نتنياهو مؤكدًا «إنه صراع غير قابل للحل لأنه ليس صراعاً على أرض وهو ليس صراعاً بالإمكان حله عن طريق التنازل عن كيلومتر زيادة وينتهي، وإنما صراع تمتد جذوره في مكان آخر وطالما لم يعترف أبو مازن بإسرائيل كدولة يهودية لن تكون هناك أي طريق أو سبيل للتوصل لاتفاق.واعتبرت الصحيفة إن تصريحات نتنياهو الأخيرة حين قطع أن الصراع غير قابل للحل فقد حكم على الكيان الصهيوني بالعيش على حد السيف إلى الأبد ولم يترك نافذة للتصالح مع الفلسطينيين والعالم العربي.وقال صحفي آخر لنتنياهو: إن إسرائيل كررت هذه المقولة أكثر من مرة، وأن أغلبية شعوب العالم لم تقتنع بها. وهنا يرد نتنياهو بالقول: إن الفلسطينيين ينشرون «الأكاذيب» في العالم منذ أكثر من 40 عاماً، وأن هذه «الأكاذيب» قد تجذرت عميقا ولا يمكن اقتلاعها بسرعة. لن يكون بالإمكان تحقيق تقدم وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك أمر يمكن القيام به من أجل عملية السلام عدا عن تكرار هذه «الحقائق» رد نتنياهو بالقول إنه لا يمكن صنع اتفاق على «الكذب»، وإنه إلى حين يوافق الفلسطينيون على إسرائيل وليس كمجرد دولة، وإنما كدولة يهودية، لن يكون بالإمكان تحقيق تقدم. ويشير الصحفي في نهاية اللقاء الصحفي إلى انه وقف غير بعيد عن نتنياهو، الذي كان لا يزال يرى فيه «انتهازياً خائفًا يلوح بالشعارات للحفاظ على مقعده»، ولكنه، وعلى بعد 20 سنتمترا، يرى فيه الآن «شخصاً عنيداً ومصمماً ويتمسك بعقيدة متشددة ومخيفة».. ويتابع «كان نتنياهو إلى جانبي يبتسم أمام الكاميرات، وكنت أحاول أنا أيضا أن أبتسم.. ولكن بعد هذه المحادثة..لا مكان لابتسامة ولا مكان لأمل.. بل لليأس فقط». فرض الحقائق على الأرض ،عبر الاستمرار في مصادرة الأرض الفلسطينية وتهويدها ، وبناء الجدران ، وسياسات القتل والاعتقال الفردي والجماعي بحق أبناء الشعب الفلسطيني ،سياسة اتبعتها جميع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ اتفاقات اوسلو، غير أن الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو-ليبرمان-باراك ،وتركيبته اليمينية المتطرفة، كان الأوضح في جميع ممارسته في كل ما يتعلق بالشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والتاريخية،لذلك كان استمرار حكومة نتنياهو على هذا النهج لم يكن مستغرباً طالما انه يستند الى ائتلاف يميني متشدد وغطاء ودعم أمريكي لانهائي ، لم يستطع الرئيس الأمريكي أن يلزمه بأي قرار يتعلق بوقف او حتى تجميد الاستيطان، ورغم ذلك كله ، فهناك بعض المحللين الإسرائيليين ممن يعتقدون هذه الأيام ،ان نتنياهو بموقفه هذا «قد أوصل اسرائيل الى الحائط» وان هناك الكثير من المسؤولين السياسيين والأمنيين كان مائير داغان الأبرز والأوضح الذي اتهم نتنياهو بالفشل وقال: «إن اسرائيل بلا زعامة حقيقية وتسير نحو المجهول» ، كما ينقل بعض المحللين أن شمعون بيريز رئيس الكيان االصهيوني يعبر أمام ضيوفه عن الخيبة من نتنياهو والقلق الشديد على مستقبل إسرائيل تحت قيادته. وكان أشدّ ما قال: «نوشك على الاصطدام بالجدار، ونحن نندفع بكل قوة إلى وضع سنخسر فيه لا سمح الله وجود إسرائيل كدولة يهودية». ويبدو أن هناك توافقاً بين بيريز وليفني حول أن من يرفض خطوط حزيران 1967 كأساس للحل يفتح الباب أمام الحديث عن خطوط العام 1948 أو حتى حدود التقسيم 1947.فقد قالت ليفني موجهة الحديث لنتنياهو:« موقفك بالنسبة للنزاع يدفن الاحتمال بحياة طبيعية هنا، من نصبك لتقرر أن النزاع غير قابل للحل؟..وكانت ليفني قد هاجمت نتنياهو بحدة أمام الكنيست قائلة :» حقيقتك خرجت الى النور: في حديث مريح، مع كاتب ممتاز، نزعت عنك للحظة الوقفة التي تقفها من على كل منصة وقلت موقفك الحقيقي – النزاع غير قابل للحل»، قالت ليفني وأضافت: «من نصبك لأن تقول لمواطني اسرائيل :إن عليهم هم وأبناؤهم وأبناء أبنائهم ان يواصلوا العيش على الحراب؟ من نصبك لأن تدفن الاحتمال بالتسوية والحياة الطبيعية هنا، بعد ساعات معدودة في غرفة المفاوضات التي لم تدرها،ولم توفر ليفني في هجومها على نتنياهو ومسؤوليته على حد قولها عن غياب مسيرة سياسية مع الفلسطينيين. وقالت: إن «التاريخ لا يتذكر زعماء لم يفعلوا شيئا غير قول «أنا محق»، والجمهور لن يغفر لهم» وعود على بدء: فنتنياهو ليس وحيداً في رأيه بخصوص خطوط 1967 بل هناك إلى جانبه طبعاً إيهود باراك. وفي مقابلة تلفزيونية أعلن باراك «لن نعود الى حدود 67، توجد أماكن ستبقى دوماً تحت سيطرة إسرائيلية. واليوم يسكن هناك أكثر من نصف مليون إسرائيلي. المشكلة هي ليست المستوطنات وليست الحدود. يمكن أن نتوصل الى توافقات ولكننا يجب أن نكون واثقين من أن الطرف الآخر سيعلن أن الاتفاق معناه (لاجئون خارج اسرائيل) وأن هذه هي نهاية النزاع». البقاء في حالة حرب وكان باراك قد طلب من نتنياهو تأجيل البحث الذي خطط لعقده في الحكومة اليوم لنقل صلاحيات دائرة الاستيطان، المرتبطة بميزانيات البناء في يهودا والسامرة، من وزير الدفاع الى رئيس الوزراء. وأعلن نتنياهو أنه سيفحص إذا كان سيجري البحث بغياب باراك أم يؤجله. أما قادة المستوطنين فادعوا أن باراك يستخدم اعتبارات سياسية ويمنع البناء في يهودا والسامرة. تصريحات نتنياهو بشان استحالة حل الصراع مع الفلسطينيين ، أخذت حيزا كبيرا في تحليلات الصحف الاسرائيلية التي انتقدت بحدة هذه التصريحات ، وذهبت بعض التحليلات لوصفها أنها تؤبد الصراع في المنطقة ويبقي على اسرائيل في حالة حرب، فتحت عنوان «لا حدود» كتبت هآرتس تقول :» ليس للبلد أو للشعب «حدود تاريخية» كما يدل التاريخ. لأنهما «تغيرا مرارا كثيرة بحسب الصدفة»، كما كتب اسحق بن تسفي ودافيد بن غوريون في 1918. وكذلك يدل التاريخ على أنه لا توجد «حدود طبيعية». لان «الحدود الطبيعية هي دائما الخطوط التي تريد الدولة التوسع اليها. لأنه لم تُعبر دولة قط عن رغبتها في الانسحاب الى حدود طبيعية». ويدل ذلك في نهاية الأمر على انه لا توجد حدود «قابلة للدفاع عنها» لان «تاريخ الشعوب مملوء بتدمير الحدود أكثر من الحدود المستقرة» الحدود وتعريفها نتاج مصالح بشرية. في رد على اقتراح لجنة بيل (1937) طلبت الوكالة اليهودية برئاسة بن غوريون، عن تأمل بعيد المدى، أن تحدد للدولة اليهودية حدودا قابلة للدفاع عنها لا في وجه البنادق وآلات إطلاق النار فحسب بل في وجه «معدات متطورة – مدافع ثقيلة وطائرات». وبرغم إنها أرادت أن تضيف للدولة «عمقا استراتيجيا» وقف اقتراحها عند نحو عشرة آلاف كيلومتر مربع فقط – أي 40 في المئة من مساحة اسرائيل في حدود 1967. وأضافت هآرتس:«إن توسيع المناطق التي تسيطر عليها اسرائيل بثلاثة أضعاف في حرب الأيام الستة لم يصدّ مصر عن الهجوم على اسرائيل وجباية ثمن دام مقابل تصور أن «شرم الشيخ بلا سلام أفضل من سلام بلا شرم الشيخ». وأدخلنا صدام حسين جميعا الغرف المغلقة في 1991 من غير أن يحرك دبابة واحدة الى الغرب. وفي العقد الأخير تجعلنا حماس وحزب الله نهرول مرة كل سنتين الى الغرف الآمنة، ومن الواضح للجميع أن المواطنين في الحرب التالية سيصابون أكثر من الجنود برغم نظم الحماية مثل القبة الحديدية وصواريخ «حيتس». نتنياهو يتملص من بناء المستقبل وفي مقال افتتاحي ترى هآرتس ان نتنياهو يطلب من الفلسطينيين التخلي عن حقوقهم التاريخية والأكثر من ذلك يطلب منهم الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية :»نتنياهو يطلب من الفلسطينيين التخلي عن فكرتهم القومية والاعتراف بإسرائيل «كالدولة القومية للشعب اليهودي». وهو يطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان يتعهد أن يكون لليهودي في بروكلين أو لندن الحق في البلاد أكثر من المواطن العربي في تل أبيب، القدس او حيفا – وفي واقع الأمر يعترف بذلك ان الفلسطينيين هم غزاة أجانب الى بلاد الشعب اليهودي. لا عباس ولا أي زعيم فلسطيني آخر يمكنه أن يوافق على مثل هذا الإملاء. الاحتمال لحل النزاع يكمن في تسويات عملية لتقسيم البلاد، تؤدي الى منظومة علاقات جديدة بين الدولتين، اسرائيل وفلسطين. ولكن نتنياهو يتملص من بناء المستقبل، الذي ينطوي بالضرورة على انسحاب إسرائيلي من المناطق، إخلاء مستوطنات وتقسيم القدس، ويفضل التمترس في نقاش عديم المنفعة عن الماضي وعن تغيير الرواية الفلسطينية. نتنياهو يريد أن يتناكف مع الفلسطينيين لا الاستنتاج العملي الذي يستخلصه نتنياهو في تقويم الوضع المتشائم لديه يشغل البال أكثر. فنتنياهو يطلب أن يتفاوض معهم. لا توجد صيغة أكثر ضمانة من ذلك لتحقق توقعه في أن النزاع غير قابل للحل وتدفع الفلسطينيين نحو انتفاضة ثالثة. جذر الصراع في مكان آخر! أما شالوم يروشالمي فيعتقد في مقال له في معاريف أن نتنياهو يهدف من وراء موقفه الجديد الى تخليد الصراع في المنطقة:»ماذا ينبغي للمواطن الإسرائيلي أن يفكر به حين يتعرض لموقفين متعاكسين من زعماء الدولة في غضون أسبوعين؟ الاول كان المواطن رقم 1، الرئيس شمعون بيريز، الذي أعلن أنه يمكن الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين في غضون ستين يوماً، أي حتى أيلول القريب القادم. والثاني كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن أن النزاع غير قابل للحل الى أبد الآبدين. «هذا ليس نزاعاً على الأرض، جذر النزاع يوجد بشكل عام في مكان آخر»، قال نتنياهو لصحيفة «هآرتس»:في مصلحة المواطن الذي يشوش زعماؤه له العقل على هذا النحو، نقول بشكل لا يقبل التأويل: نتنياهو محق. النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني غير قابل للحل. لا على المستوى الأيديولوجي، لا على المستوى السياسي العملي. النزاع هو غير قابل للحل بسبب الموقف الفلسطيني ولكن أيضا بسبب أن بيريز ونتنياهو بنفسيهما جعلاه، كل واحد بدوره معقداً حتى الرعب وعديم كل احتمال للحل الوسط. كلاهما خلطا الأوراق على الأرض بتزمت، بحيث لم يعد ممكنا اليوم امتشاق الجوكر السياسي المنتصر. |
|