|
رسم بالكلمات الوطن كالأم, قد لا تتفق مع كثير من قناعاتها, قد تعترض على بعض تصرفاتها, ولكن هل يمكنك أن تسحب جذور حليبها من دمك؟! قف حيث تريد.. يميناً أو يساراً.. قف في الوسط.. قف في أي مكان تشاؤه أفكارك.. ولكن هل يمكنك ألا تحمل لون الوطن على شيفرة خلايا انتمائك؟! نظّرْ.. هوّمْ.. اغضبْ.. اذهب إلى أقصى امتداد لخيالك.. ولكن هل يمكنك أن تُنزِل طفلة الوطن عن كتفيك؟ هل تستطيع ألا تدللها؟! ألا تفرد لها ساحاتك لتلعب؟! هل يمكن لك أن تطمئن وأن تستقر دقات قلبك إن ألمَّ حزن بقاسيون.. بدمشق.. ببردى.. بالمدن بالواحات.. بالصحراء.. بالجبال.. بالسهول.. بقمح الأرض التي ولدت أبجدية؟! هو قبل قبلكَ.. وهو بعد بعدكَ.. هو الذي لا تلغيه ولو أردت.. هو الذي يسبق صرخة ولادتك.. وهو الذي يستقبل بقاياكَ ولو كره سجل أفعالك.. هو الذي تدميه شوكة ابن, حين لا تهزه عواصف العالم.. هو الوطن.. القبلُ.. والبعدُ. |
|