تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عبور المطهر 2

رسم بالكلمات
الأثنين 27 -6-2011
فراس أحمد

/1/ لا أحدَ يذكر البحرَ الآن

لا أحد يمسحُ دمع َ البحرْ.‏

آه يا وطني‏

في أيِّ القيعان المعتمة للنفوس‏

كانت تنمو الكراهية ؟.‏

/2/‏

كالتماعاتِ البرق‏

تضيء ليل َ البحر‏

تكشّفُ أجسادُ الشهداء‏

ملامحَ القتلةْ.‏

الرصاص ُ يُخرس القصيدة‏

الرصاص ُ يسرق الأطفال َ‏

من شقاوتهم‏

ويسفح رائحةَ القيح والدّم‏

التي تلّطخ ُ وجه الله .‏

/3/‏

مشرّداً وبلا سجائر‏

من تحت خطاي تئّنُ المدينة,‏

البحرُ, من يذكر البحرَ؟‏

يلملم رائحته عن العيون.‏

للحبّ زمن ٌ آخر‏

يا امرأتي المحاصرة .‏

/4/‏

في مواجهة يباس الهواء‏

أُعشِّب حاكورة َداري‏

من الأعشاب التي كادت‏

تلتهم الخضارْ,‏

تخزُ روحي رائحة التراب‏

/لماذا أذكر الدّم َالآن ؟/‏

تحميني من المشهد‏

رائحة النعناع‏

وبقليلٍ من الماء‏

أغسل التراب وروحي .‏

/5/‏

أضيئوا القصائد َ‏

كي لا ينمو الموت ُ في رحمي‏

واحرثوني بالرؤى,‏

تلك صرخَتك التي ضاعت في الهباءْ‏

أيتها المدن المسوّرة بالخوف والموت .‏

/6/‏

-لماذا يقتلون الأطفال َ يا أبي ؟‏

تسأل ُابنتي الحزينة !‏

-لأن الرصاص َ لا يحتملُ البراءة .‏

-خذني إلى البحر يا أبي .‏

كيف أُخبرها‏

أن َّ الطريق‏

أضاع البحر ؟.‏

/7/‏

هرباً من الألم ِ‏

لم نضمِّد َ الجُرح الغائر َ فينا‏

من مئات السنين‏

بالرياء, بمسكنات الألم‏

كنّا نلجمَ قيحه المُنفجر َالآن .‏

\8/‏

 من جنوبِ, شرق, شمال,غرب‏

جسدك الناهض َ يا وطني‏

أسترجع وجوه أصدقائي‏

لأصطاد َ عن ملامحهم القهر َ‏

الألمَ, الأملَ, الخوفَ, العجزَ, الحزنَ, العويلَ, الصعقةَ, الحبَّ,‏

لأرسم ملامحي‏

في المرآة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية