|
مجتمع وحرق وتخريب المنشآت العامة والخاصة، واستغلالهم في لحظة عاطفية ما لزرع فكرة في نفوس وعقول هؤلاء الأطفال لتحريضهم على فعل شيء ما عبر وسائل متعددة بالكلمة، بالصورة، بالمعلومة، لكن الاستجابة لعمليات التجييش تختلف من مراهق إلى آخر باختلاف البيئة التي ينتمي إليها والأسرة التي يعيش في كنفها، إضافة إلى ذلك قدرة هذه الأسر على قراءة ما يجري في سورية من أحداث قراءة عقلانية ومنطقية بالوعي والحكمة والتروي والصبر، مدركين مخاطر الأزمة وتداعياتها السلبية على الوطن والمواطن ومتفهمين للمرحلة الحرجة التي يمر بها المراهقون ومن ثم إحاطتها بالرعاية والاهتمام بكل احتياجاتها عندئذ مهما ارتفعت وتيرة التجييش والتحريض ستبقي الاستجابة خجولة ولا تلبي مطالب المحرضين الهادفين إلى تسطيح عقول هؤلاء الأطفال وزجهم في أتون الفتن ليتحولوا إلى رماد تتقاذفه الرياح حيث تشاء و على الأهل والأسرة والمجتمع حماية هؤلاء الأطفال من براثن الإرهابيين الذين لايبغون سوى الخراب لهذا البلد أما المراهق الذي ينتمي إلى أسرة متفككة ولا يسأل من قبل أحد إلى أين تذهب ومع من ولماذا تأخرت ومن هم أصدقاؤك؟؟ هنا دور الأسرة غائب لارعاية ولااهتمام فبشكل تلقائي وعفوي تكون الاستجابة سريعة ولا تحتاج إلى تحريض وتجييش تراكمي من أجل التعبئة، فالمراهق ضمن هذه الأسرة المتفككة يسهل تجنيده لارتكاب أي فعل مقابل تلبية أي مطلب من مطالبه واحتياجاته لكن أخطر ما يواجه المراهق في هذه الأزمة التي نمر بها هو التجييش الإعلامي عبر وسائل الإعلام والفضائيات المتعددة وخاصة الدينية منها واستخدام شعارات تعبوية تحريضية باسم الإسلام والدين منها براء هذا ما يتأثر به المراهق أكثر من غيره لأنه في هذه المرحلة وفي هذا السن لا يملك الأهلية لتبيان صحة ما يسمعه من رجال الفتن والمؤامرات إن لم تكن لديه أسرة واعية ومدركة لمخاطر التضليل والهدف المرجو منه، فالوعي والاحتواء والمراقبة والمتابعة لهؤلاء المراهقين هو الضمان لحمايتهم من هذا التجييش المرعب وإلا سينفعل المراهق ويتفاعل مع هذه الأصوات الغوغائية لأنها بالنسبة إليه ضبابية لا لون لها، فمهمة الأهل والمجتمع كشف الغشاوة عن العيون وتصحيح الرؤية بما ينسجم مع مصلحة المراهق ومصلحة الوطن حول هذا الموضوع كانت لنا وقفة مع الدكتورة سلوى مرتضى رئيس قسم تربية الطفل كلية التربية جامعة دمشق: إن تجييش الأطفال واستخدامهم دروعاً بشرية من قبل المتربصين شراً بهذا البلد يشي بشيء واحد وهو استغلال هذا السن الذي يسهل تطويعه لأن الشخصية لم تكتمل بعد وبالتالي من السهل أن تخلق له العدو الوهمي فالمراهق إذا لم يجد قدوة له في الأسرة والمجتمع فمن السهل أن يقع فريسة لجميع الإغراءات المادية والمعنوية التي يقدمها المحرضون إلى هؤلاء الأطفال وأيضاً هناك ظاهرة جديدة بدأت تتفشى في مجتمعاتنا ألا وهي تخلي الآباء عن دورهم في التربية وترك الأطفال لمحطات التلفزة ووسائل الاتصال الأخرى يستقون ما يشاؤون دون رقابة وهذا من العوامل المهمة التي سهلت استغلال الأطفال والمراهقين في عمليات التجييش وتحديداً في مشاهدة أفلام العنف والدماء حتى ولو كانت كرتونية، بالتأكيد هذه المشاهد تترك أثراً سلبياً على مشاعره ويحاول الطفل تجسيد هذه المشاهد على أرض الواقع وبغض النظر مع من تكون لذلك على الأهل أن يعودوا إلى أدوارهم الطبيعية المنوطة بهم منذ أن خلق الله الكون وبالتأكيد هذا لم يكن سهلاً في عصر كثرت فيه أقطاب التربية من وسائل إعلام ومحطات فضائية وإقران. لنحم أبناءنا من هؤلاء الخارجين عن النظام والقانون، علينا أن نخصهم بنوع من اللقاح الاجتماعي كما اللقاحات الطبيعية عندما يكونون في الأشهر الأولى من حياتهم وهذا ما يجعل للمراهقين والأطفال مناعة تدفعهم لاختيار ما هو مناسب وترك ما هو سيئ، إذاً لابد للأهل من استيعاب المراهق وتفهم الفترة الحساسة التي يمر بها وأيضاً الحوار معهم بأسلوب عصري وممنهج وتلبية جميع الاحتياجات وخاصة المادية منها قدر الإمكان. حتى نضمن عدم وقوعه فريسة لأي تحريض أو تجييش وعلينا أيضاً الاهتمام بوقت الفراغ عند المرهق وإشغاله بأشياء تعود عليه بالفائدة، المراهق يحتاج إلى وقت للتسلية والترفيه رياضة، ركوب خيل، موسيقا، غناء.. ليفرغ طاقاته بدلاً من استغلالها في أعمال سلبية لا تنتج إلا الضرر له وللمجتمع، إذاً المراقبة ضرورية ودور المدرسة لا يقل أهمية عن دور الأسرة، فالدور تكاملي بينهما ولكن على المدرسة أن تعمل على تحفيزهم بأسلوب مشوق لأن العلم ركيزة أساسية لتنمية المجتمع والحفاظ على أبنائه. |
|