|
اقتصاد عربي ودولي يفترض بالخطوة الصينية أن تكون محرضا لمدمني «السندات الأمريكية» من الدول العربية الخليجية للكف عن الاستثمار في تلك السندات لأسباب سياسية. الصين أقدمت على الخطوة وفي أقبية مركزيها ما قيمته 1.6 تريليون دولار من سندات الخزانة الأميركية، من أصل احتياطيها البالغ 3.04 تريليون دولار. أما في بعض الاقتصاديات العربية المكتنزة فنجد ان حماسها للسندات الاميركية يدفعها لتوجيه نحو 70 بالمئة من استثماراتها الخارجية إليها, وما تبقى يوظف في وول ستريت ايضا، وهو منطق ابعد ما يكون عن البزنس, واقرب ما يكون الى التوظيف السياسي للمال حيث المخاطر اكبر والعوائد اقل. بالأمس القريب حذر اقتصاديون سعوديون من مغبة مواظبة الاستثمارات والأصول الخارجية للمملكة في الاقتصاد الأمريكي، وهؤلاء قدروا قيمة السندات الأمريكية التي بحوزة مؤسسة النقد السعودية بنحو 800 مليار دولار, ما يعني أنها في الترتيب الثالث بعد الصين واليابان, فان تشتري سندات بمئة مليار دولار لأجل 5 سنوات, سيتكفل لك انخفاض الدولار بإرجاعها إليك 70 مليارا فقط. لانطالب بان تأتــي هذه المليارات الى الديار العربية، حيث الأرض العطشى للاستثمارات المجديـــــــة للباحثين عن الربح، لكننا نقترب هنا من فهم كيفية تغليب السياسي على الاقتصادي، والذي يعني انك تخسر بمحض إرادتك، رغم قدرتك على الربح، وهذا الفهم ينطبق على المقتدرين العرب. |
|