تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دم الشهداء .. على طاولة الطعام أم الحوار ؟

معاً على الطريق
الأثنين 27 -6-2011
ديانا جبور

اطلعت على حيثيات دعوة الأستاذ لؤي حسين لمؤتمر المعارضة الوطنية من بابين , أو طاقتين . إحداهما للعلم بالشيء وثانيهما للاطمئنان على سوية مكون أساسي من مكونات شعبنا السوري بلحظته التاريخية والمفصلية .

والحق إنني وجدت نيات عامة طيبة تتركز أساساً على المساهمة في عملية إصلاح وطنية شاملة بطرق سلمية وديمقراطية , ولذلك لم أجد دافعاً للرد على إحدى الصديقات تستفتي رواد صفحتها على الشبكة الاجتماعية عن رأيهم في موافقتها على حضور أعمال المؤتمر .‏

وجدت في المؤتمر جزءاً معبراً عن أحد عناصر حراك اجتماعي سياسي مدني أشمل, يتم ضمن حاضنته الشرعية الأعم ، لكنني وبدلاً من أجد استحساناً لهذه الخطوة من ضيوف المحطات الفضائية لأنها ستسهم في إنهاض فينيق سورية مجدداً من تحت الرماد , إذا بهم يفتحون النار على كل من يمت لهذا المؤتمر بصلة بادعاء أن أحداً لا يحق له استثمار دم الشهداء , فهي أغلى من أن توضع على الطاولة للاقتسام , وأقدس من أن تكون مادة للمساومة.‏

أما عند السؤال عن المخول بالتعبير عن الشهداء، فقد صرخ الضيف: إنهم الشهداء أنفسهم , الشارع الذي قدم هؤلاء الشهداء .‏

بغض النظر عن انعدام الإمكانية الواقعية ليتحدث الشهداء أنفسهم , يبقى الأهم في الرد احتكام المتحدث إلى الشارع , بل في حقيقة كونه يمثل بطقم وربطة عنق , الجانب الغوغائي منه,حيث لن يكون له مكان أو صوت إن وجد هذا الشارع أدوات تعبيره السلمية والشرعية , أما النتيجة الحتمية لطرح من هذا القبيل فهو الاستعصاء في نفق الفوضى وانهيار الدولة بما هي مؤسسات , لا بما هي حزب أو نظام سياسي .‏

دم الشهداء طاهر , ومحرم على كائن من كان استعماله مكونا في فطير, كلما أكلت منه حاخامات الثورات , كلما زاد نهمها وتوحشها.‏

دم الشهداء زكي , يطهر الأرض، إذ يرويها فتنبثق من رحمها مواليد قويمة, لا مسوخ متشوهة ومشوهة.‏

لذلك أرجو أن تقرأ تلك الصديقة كلماتي وهي تحضر اليوم أعمال المؤتمر وتسهم مع شركائها في بلورة قراراته باتجاه تنويري , مدني , سلمي , عقلاني , ديمقراطي , ووطني .. اتجاه يغار على سورية ولا يفرط بدم أبنائها.‏

dianajabbour@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية