|
معاً على الطريق والحق إنني وجدت نيات عامة طيبة تتركز أساساً على المساهمة في عملية إصلاح وطنية شاملة بطرق سلمية وديمقراطية , ولذلك لم أجد دافعاً للرد على إحدى الصديقات تستفتي رواد صفحتها على الشبكة الاجتماعية عن رأيهم في موافقتها على حضور أعمال المؤتمر . وجدت في المؤتمر جزءاً معبراً عن أحد عناصر حراك اجتماعي سياسي مدني أشمل, يتم ضمن حاضنته الشرعية الأعم ، لكنني وبدلاً من أجد استحساناً لهذه الخطوة من ضيوف المحطات الفضائية لأنها ستسهم في إنهاض فينيق سورية مجدداً من تحت الرماد , إذا بهم يفتحون النار على كل من يمت لهذا المؤتمر بصلة بادعاء أن أحداً لا يحق له استثمار دم الشهداء , فهي أغلى من أن توضع على الطاولة للاقتسام , وأقدس من أن تكون مادة للمساومة. أما عند السؤال عن المخول بالتعبير عن الشهداء، فقد صرخ الضيف: إنهم الشهداء أنفسهم , الشارع الذي قدم هؤلاء الشهداء . بغض النظر عن انعدام الإمكانية الواقعية ليتحدث الشهداء أنفسهم , يبقى الأهم في الرد احتكام المتحدث إلى الشارع , بل في حقيقة كونه يمثل بطقم وربطة عنق , الجانب الغوغائي منه,حيث لن يكون له مكان أو صوت إن وجد هذا الشارع أدوات تعبيره السلمية والشرعية , أما النتيجة الحتمية لطرح من هذا القبيل فهو الاستعصاء في نفق الفوضى وانهيار الدولة بما هي مؤسسات , لا بما هي حزب أو نظام سياسي . دم الشهداء طاهر , ومحرم على كائن من كان استعماله مكونا في فطير, كلما أكلت منه حاخامات الثورات , كلما زاد نهمها وتوحشها. دم الشهداء زكي , يطهر الأرض، إذ يرويها فتنبثق من رحمها مواليد قويمة, لا مسوخ متشوهة ومشوهة. لذلك أرجو أن تقرأ تلك الصديقة كلماتي وهي تحضر اليوم أعمال المؤتمر وتسهم مع شركائها في بلورة قراراته باتجاه تنويري , مدني , سلمي , عقلاني , ديمقراطي , ووطني .. اتجاه يغار على سورية ولا يفرط بدم أبنائها. |
|