تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لغة الإملاءات

حدث وتعليق
الأثنين 27 -6-2011
عبد الحليم سعود

لعل من أهم الخصائص الحضارية لأمتنا هو قدرتها على تعلم لغات الأمم الأخرى، والاستفادة من تجارب وثقافات شعوبها، غير أن تعلم بعض اللغات الدارجة هذه الأيام هو ما يقلقنا ويضعنا أمام العديد من التساؤلات

بعد أن بدأت بعض دول الغرب الأوروبي تتكلم بلغة جديدة غير اللغة التي اعتدنا عليها وعاء للثقافة والعلوم والحضارة، لغة تترجم على شكل سياسات تجويع وإفقار حيناً أو على شكل رسائل موت وخراب ودمار في أحيان أخرى.‏

إذاً ببساطة ووضوح عاد الغرب إلى لغته القديمة التي طالما استخدمها في أوقات سابقة، لغة العقوبات واستخدام القوة، ففي حالة ليبيا نجد أن حلف شمال الأطلسي الذي يجمع تحت لوائه العديد من الدول الاستعمارية القديمة والجديدة، يستخدم طائراته وأساطيله وما تيسر له من وسائل القتل والتدمير لتمرير مشروع إخضاع ليبيا وتفتيتها تحت ذريعة حماية المدنيين، غير أنه يرتكب من المجازر في كل يوم ما يدحض كل ادعاءاته في هذا المجال، من دون أي إحساس بالذنب أو المسؤولية الأخلاقية.‏

أما في الحالة السورية فقد لجأ الغرب إلى استخدام لغة العقوبات التي تطول لقمة عيش السوريين وهي كما وصفها السيد وزير الخارجية ترتقي إلى حالة الحرب.. وهي لغة مشبعة بالصلف والعنجهية والأذى وتنم عن عقلية استعمارية تفضح النيات الحقيقية لمن يتذرعون بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية سبيلا للتدخل في شأننا الداخلي.‏

وفي مجمل الأحوال هذا هو الغرب اليوم وهذه لغته بعد أن حولها بعض السياسيين المرتهنين للامبريالية والصهيونية العالمية إلى لغة معادية للشعوب وحقوقها، وهذا يقتضي منا كشعوب مستهدفة أن نرد بلغة مشابهة تدفع الضرر أو تقلل من تداعياته.‏

فمن يعتدي علينا لا بد من مقاومة عدوانه بكل السبل والوسائل، ومن يفرض علينا عقوبات تمس لقمة عيشنا فلا أقل من أن نقاطع بضائعه ونتوجه إلى غيره ممن يحترمنا ويحترم استقلالنا ومصالحنا، وقد أثبتت التجارب الكثيرة أن أوروبا هي من تطمع بمنطقتنا وتسعى للهيمنة على ثرواتها وأسواقها، فلنقاطعها..ونتجه جنوبا وشرقا، فالعالم أكبر بكثير من أوروبا المأزومة المكبلة بالتبعية لأميركا والمرهون قرارها لإسرائيل..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية