|
جسر الشغور
هذه العائلات التي بدأت بالعودة بشكل مكثف اكدت انها لم تكن لتخرج من منازلها لولا أعمال الترويع اليومية التي مارستها التنظيمات الارهابية المسلحة وانها حاولت منذ الايام الاولى من دخول الجيش وتطهيره للمنطقة العودة لكن ظروفا شتى حالت دون ذلك وخاصة ما أشيع من أقاويل روجتها عناصر التنظيمات المسلحة ومروجو الفتنة في محاولة منها لمنع الاهالي من العودة الى ارض وطنهم. وواصلت العائلات في جسر الشغور عودتها وهي تبادل الجيش تحيات الاحترام وتشد على اياديه في مواصلة مهمته الوطنية لغرس الامن والامان وبث الطمأنينة في ارجاء المنطقة. ويروي محمود الابحس من قرية الملند في تصريح لمندوب سانا قصة التضليل الاعلامي الذي تمارسه القنوات الفضائية ويفضح اكاذيبها وتزييفها للاحداث عندما اكد ان الواقع مناف تماما لما تبثه هذه المحطات مشيرا الى ان هناك رغبة كبيرة من قبل هذه العائلات بالعودة رغم اساليب التخويف والترهيب التي تمارسها مجموعات مسلحة. واضاف الابحس ان الظروف التي تعيشها العائلات داخل المخيمات فرضت تشكيل لجان شعبية تطوعية استجابة لرغبة الاهالي العارمة بالعودة والخلاص ومتابعة عودة العائلات وتسهيل عبورها الى الاراضي السورية. ولم تفارق البسمة وجه فهد الاخرس ابو حمادي عندما التقيناه لحظة وصوله وهو يعبر عن فرحته وافراد اسرته بالعودة والاطمئنان تحت جناح الوطن الغالي واشراقة شمسه الدافئة ليقول انه لم يبارحه الشوق والرغبة العارمة بالعودة منذ ان وطأت قدماه خارج حدود بلاده وهو يعود الى حياته الطبيعية ويبدا مشوارا جديدا مع الحياة في مدينته جسر الشغور ليسهم من خلال مهنته كنجار باطون في اعمار كل ما خربته التنظيمات المسلحة في المدينة من جديد. وأكد عبدو شريقي الذي عاد وافراد عائلته ان التسهيلات التي قدمتها الجهات المعنية اسهمت في الاسراع في عودة العائلات التي كانت تعيش تحت وطأة التضليل وبث الاكاذيب لتعود متفائلة بالمستقبل ولتشارك في مسيرة الاصلاحات التي بدأت في سورية وتشمل جميع مناحي الحياة موضحا ان الاهالي كانوا ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر. واعتبرت زوجة شريقي ودموع الفرح تملا عينيها ان عودتها اعطتها حياة جديدة بعد ان عكرت صفوها الاعمال الاجرامية للتنظيمات المسلحة مؤكدة انها وافراد اسرتها بدؤوا منذ اللحظة الاولى لمغادرتهم بالتفكير بالعودة مهما كانت الاسباب ولكن هذه المسألة باتت بالنسبة اليها مسألة ملحة بعد ان اعاد الجيش الامن والهدوء الى مدينة الجسر وما يجاورها من القرى والتجمعات السكانية. ولم يفاجأ ماهر مدني بحفاوة الاستقبال التي لقيها من عناصر الجيش وحسن المعاملة التي طالما اعتادها من ابناء وطنه وهو يعبر عن اشتياقه لممارسة مهنته كعامل في احد المخابز في المدينة واشتياقه لرائحة الخبز. واشار مدني الى ممارسات هذه التنظيمات المسلحة ضمن المدينة قبل وبعد مغادرتهم لمنازلهم سواء من خلال اعمال القتل والتخريب أو اثناء وجودهم ضمن المخيمات حيث كانت هذه التنظيمات تهددهم وتتوعدهم اثناء وجودهم ضمن المخيمات معتبرا انه لولا تدخل الجيش لما تمكن من العودة الى مدينته. وقال وليد راعي أبو عباس ان الوطن هو الخيمة التي تتسع للجميع وفيها كل مقومات العزة والكرامة والعيش الرغيد والذي شكل واحة للامن والامان وان حياة الاخرين وحماية ممتلكاتهم والحفاظ على أمنهم واستقرارهم خط احمر لا يجوز المساس به أو تجاهله. |
|