تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عقوق الوطن

حديث الناس
الأربعاء 4-7-2012
عبير ونوس

النفاق داءٌ عضالٌ استشرى حتَى تمكَن من معظمنا إلى حدٍ لم يعد المصاب فيه يشعر أن هذه الآفة مخزية ولا بد من السعي للتخلص منها ومن تبعاتها بل عممت وفرضت على الجميع تحت مسمياتٍ تجميليةٍ أبرزها المجاملة (الرياء)

التي من خلالها عززنا كثيراً من المظاهر والقيم وأساليب العيش السلبية المرفوضة جملةً وتفصيلا كي لا نبدو خارج التيار.‏

ومن يتقبل النفاق الاجتماعي عليه أن يتوقع رؤية ألوانٍ أخرى منه, ولعل أقصاها ما نعيشه خلال أزمتنا الراهنة وهو النفاق الوطني الذي طالنا منه ما طالنا, فبين ليلةٍ وضحاها تحوَل بعض من يشاركنا العيش.. العيش فقط وليس الانتماء إلى سلعةٍ قابلةٍ للبيع والشراء في سوق نخاسةٍ فتح بازاره أعداءٌ حاقدون على وطنٍ سيدٍ لم يستسلم يوماً إلا لإرادة شعبه الذي بشهادة التاريخ كان وسيبقى عنواناً للكرامة والسيادة وعزَة النفس.‏

سوريون هم؟.. نعم والهوية تثبت ذلك. وطنيون هم ؟.. هكذا يدَعون بدليل متاجرتهم بلقمة عيش أهلهم مستثمرين الظرف ليزدادوا ثراءً أو ليلتحقوا بصفوف أولئك بالسمسرة على رغيف الخبز, وشعلة المدفأة, ووقود السيارات, وحليب الأطفال, وأدوية المرضى, واسطوانة الغاز, والأخطر من ظنناهم بناة أجيال, وصنَاع ثقافاتٍ, وأصحاب مقاماتٍ خرَبوا عقول أطفالٍ وحرفوا سلوك فتيةٍ وشبابٍ تحت أعذارٍ هم أنفسهم يدركون عدم صدقها لكن شهواتهم وأنانيتهم هي من حرَكتهم حتى ولو كان الثمن الوطن بمن فيه.‏

ولأنَنا جميعاً نعي بأنَ فلذات الأكباد هم أغلى ما للوالدين في الدنيا رغم ذلك إن عقَ أحدهم ولم يعد هناك من أملٍ في عودته إلى جادَة الصواب يتبرأان منه حرصاً على سلامة الأسرة والمجتمع, لذلك بات لزاماً عليك يا سورية التبرَؤ من كل عاقَ من أبنائه تطاول على أمنك وسلامتك...على حياة واستقرار إخوته في أزمةٍ اعترف العدو قبل الصديق بأنَها دبَرت لتحطيمك وكسر إرادتك وموقعك الذي سيبقى شعلة حقٍ ونور شاء من شاء وأبى من أبى علَ العقاب يعيد من ما زال في داخله بعضاً من الوفاء لوطنٍ أكل من خيره ودرس على مقاعده, وشبَ في ظل أمنه وأمانه, أمَا من زلت قدمه ولا أمل من عودته فلا أسف عليه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية