تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحرب على سورية.. الأدوات والأهداف

شؤون سياسية
الخميس 5-7-2012
نبيل نوفل

ما تشهده سورية اليوم من مؤامرات تشارك فيها الدول الاستعمارية كافة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية يقع في إطار حروب الدول الاستعمارية لإعادة السيطرة

على العالم واقتسام مناطق النفوذ وخاصة التي تتمتع بموقع جيو - سياسي وتؤثر في السيطرة على مصادر الطاقة من جهة و تؤدي دوراً مهماً في منع تحقيق المشروع الصهيوني في «الشرق الأوسط » بشكل أساسي . وبالطبع سورية هي الدولة الأهم من حيث الموقع والدور في الصراع العربي الصهيوني, ومن تكون معه وإلى جانبه تكون الغلبة له في المنطقة , ومن هنا وضعت الدول الاستعمارية الخطط للسيطرة عليها وترتيب أوضاعها وإقامة نظام موال لها ومفرط بالقضية الفلسطينية مستخدمة وسائل وأدوات شتى , فما هي هذه الأدوات ,وما هي تلك الأهداف من العدوان والحرب الجديدة على سورية ؟. كما دلت الوقائع والأحداث الجارية أن القوى الاستعمارية بقيادة واشنطن تعتمد في تنفيذ مشروعها على أدوات عدة منها:‏

1- استخدام المرتزقة في حروبها ,حيث تقوم دول الغرب وعلى رأسها أميركا بإنشاء شركات خاصة تحت مسمى شركات أمنية وعسكرية لتجنيد المرتزقة واستخدامهم في حروبها القذرة ضد الشعوب وخاصة ضد سورية لارتكاب أبشع المجازر بحق أبناء سورية فتحت مسمى شركات عسكرية وأمنية خاصة يجري استخدام مرتزقة إرهابيين مستأجرين كجيوش لشن الحروب بالوكالة عن الغرب الاستعماري لحماية مصالحه .‏

في ذات السياق ذكرت مواقع الكترونية بتاريخ29/12/2012 أن حكومة الولايات المتحدة الأميركية متعاقدة مع شركة امن خاصة عسكرية SCG المقيمة في تركيا لمساعدة ما يسمى المعارضة السورية في أعمالها الإجرامية وهي تمارس دورها تحت مسميات كثيرة أهمها «بعثة تقصي الحقائق» وهدفها الرئيس هو العمل على تدمير الدولة وهي تعتمد على شخصيات متخصصة في التأمر مثل برنارد هنري ليفي الذي خطط ونفذ المجازر في ليبيا وفي سورية والذي يعمل من أجل وحدة العناصر الإرهابية المسلحة و إثارة الفتن من خلال تعزيز عمليات الخطف على أسس طائفية. ولقد انضم للدول الاستعمارية في دعم واستثمار هذه الشركات دويلات الخليج العربي الذين سخّروا أموالهم لقتل أبناء الأمة العربية في العديد من البلدان العربية وخاصة في ليبيا والعراق وسورية‏

2- دفع الدول المجاورة لسورية,لشن الحروب بأشكالها المختلفة ضدها وخاصة تركيا حيث كشفت بعض المصادر عن دور تركي جديد في الحرب على سورية يضاف إلى ما تقوم به من الدعم اللوجستي وإيواء العناصر المجرمة والخارجة على القانون حيث تستعد لدخول سورية عبر خطة تتضمن ضم الموصل في العراق ومحاولة عزل بعض المناطق لسورية عن بعضها البعض بهدف إقامة دويلات طائفية وتهجير بعض العشائر السورية للعراق لتغيير البنية الديموغرافية للسكان .‏

3-العمل على تفتيت الأمن الاجتماعي وضرب هوية المجتمع العربي السوري وتأجيج الحرب الأهلية التي تحلم بها منطلقة من نظرية أن الحـرب الأهلية هي أسرع وصفات خراب الأمم هذا ما فعلته في العراق وأفغانستان ولبنان وغيرهم وهذا ما تحلم في تحقيقه في سورية لإغراقها بالفوضى والدمار‏

4- اعتماد خطة إعلامية هدفها القضاء على الوحدة الوطنية من خلال نهج منظم يقوم على استغلال العملاء لبث روح الانهزام فيما بين أبناء المجتمع وخاصة القوى المؤيدة للنهج الوطني والقومي وفق خطة تتضمن مصطلحات خاصة وبث الإحباط بغية تثبيط عزيمة المواطنين من خلال تعميم فكرة العجز العام عند الدولة والجيش عن الحسم ضد الإرهاب وضد الإرهابيين والعناصر المسلحة إضافة إلى بث الأكاذيب عن ارتكاب المجازر ذات الطابع الطائفي وغير ذلك .ومحاصرة الإعلام السوري , ومحاولة إقامة فضائيات مفبركة على غرار ما فعلت بالإعلام الليبي لتنفيذ مؤامرتها الدنيئة‏

5- الاعتماد على دويلات الخليج العربي في تمويل الحرب على سورية من حيث شراء الأسلحة وتدريب العناصر المجرمة التكفيرية وتجهيزها وإرسالها إلى سورية للقتال فيها ووضع كل إمكاناتها المادية والإعلامية والدينية في سبيل ذلك . وتسخيرها للجامعة العربية لتكون منصة إطلاق للهجوم على سورية وإعطاء الحجة للدول الاستعمارية للتدخل في سورية بكل الوسائل وخاصة العسكرية هذا الدور الذي بات معروفاً للعالم فلقد أكد نائب رئيس لجنة التضامن مع شعبي ليبيا وسورية السيد مارات موسين أن القيادة السورية تواجه الآن حرباً إرهابية , حيث توصل الطائرات القطرية الأسلحة إلى الأردن وتركيا ومنهما إلى سورية كما يتم تجنيد المرتزقة فيهما , وأضاف, لا أستبعد أبداً وجود قوات فرنسية وبريطانية تشارك في العمليات ضد الجيش السوري فهناك قناصة يقتلون الجيش السوري. وذكرت بعض المصادر أن هناك قواعد أنشئت منذ أكثر من عام في قطر والسعودية وتركيا لتدريب مرتزقة من بلدان إسلامية وعربية وإدخالهم إلى سورية وهؤلاء يتدربون على أيدي عسكريين من «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية ولقد أكدت صحيفة «روسيسكانيا» غازينا الروسية أن المسلحين الذين يواجهون السلطات السورية تلقوا تدريبات في تركيا وليبيا ولبنان على أيدي متخصصين في حرب العصابات . وأبرز الصحفي فلاديسلاف فورويبوف في مقال له في هذه الصحيفة إن«المقاتلين الذين يواجهون القوات الحكومية في سورية ليسوا ثواراً عصاميين ولم يهبطوا فجأة من السماء, بل يجري الزج بهم في المعارك بعد تلقيهم تدريبات خاصة في تركيا وليبيا ولبنان».هذه بعض الأساليب والأدوات التي تستخدمها القوى الامبريالية في حربها القذرة ضد سورية والتي تهدف من ورائها بالدرجة الأولى إلى تحقيق جملة من الأهداف.‏

وأخيراً بالرغم من كل هذه الأساليب والأدوات الرخيصة والدنيئة فقد صمد السوريون وبدأت ملامح النصر وبشائره بالرغم من اشتداد الهجمة وتكالب أطرافها فهؤلاء المتآمرون منهزمون لا محالة وسورية كما كانت على الدوام عصية على الاختراق هي اليوم , والسوريون كشفوا المؤامرة, وأعدوا لها الدواء المناسب والذي صنعوه بأيديهم وتوارثوه عن أبائهم وأجدادهم وهو الوحدة الوطنية والتمسك بالمقاومة والتضحية في سبيل سيادة وعزة الوطن ولقد بذلوا تضحيات كبيرة وهم مستعدون لبذل المزيد لتبقى راية الوطن خفاقة عزيزة مصانة وهم متفقون على أن تبقى سورية عربية اليد والقلب واللسان .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية