|
آراء تجار الإعلام وطباخي المؤامرات وصناع التزوير وكل ذلك بقرار أمريكي صهيوني وبتمويل عربي نفطي وكأن الكيان الإسرائيلي الصهيوني عندما طُبخت طبخته عام 1948 كان القدر (الطنجرة) عربياً عميلاً وأن نار الطبخة قد استعرت بالنفط الخليجي المهم أن خبراء التجميل وصناع الأقنعة و مصففي الأخبار كما تصفف الغواني شعرها المزيف قبيل حفلات الرقص والمجون قد نجحوا جميعاً في إقناع عدد كبير من بؤساء و فقراء العالم العربي بأن ما حدث في الوطن العربي من قتل أولادهم و تخريب اقتصادهم وزرع العداوات بينهم وبين إخوانهم اسمه (الربيع العربي) لذلك عندما كنت مع صديقتي الإعلامية العربيّة نشاهد حفل تنصيب أحد رؤساء هذا الربيع العربي وهو يصرخ بصوت صارم حاسم بأنه يتعهد بالالتزام بالمعاهدات الدولية أي أنه و لكن بطريقة خجولة ومغشوشة كاحتساب الهدف بطريقة التسلل يقدم وعداً بالطاعة لأمريكا ولإسرائيل لذلك قالت لي صديقتي الإعلامية المصرية هامسة : ( ألا ترى يا شيخنا أن الجبل تمخض فولد فأراً أليس عجيباً أن يصرخ رئيس عربي انتخبه هذا الربيع الدموي الذي سرق الثورة من أصحابها في خطابه الأول أنه ملتزم باتفاقات دولية تلتزم بحماية إسرائيل وبصون أمنها وبنفس الخطاب يتعهد بدعم الشعب الفلسطيني ؟! ) ضحكت تحت مظلة المثل القائل: « شرّ البلية ما يضحك «. و سألتها: ( ألم يتغاضى إعلامنا العربي من المحيط إلى الخليج عن كشف هذه الزمر ؟ ألم نسكت عندما راح النفط العربي المملوك بشكل حصري لأمريكا و للصهيونية العالمية يمول تصنيع شارع ملتبس فقد التمييز بين القومية العربية كعلاقة تعايشية بين أفراده وسكانه وبين الدين وعلاقة الإنسان بربه و معتقده و المردود الأخلاقي لهذا المعتقد ؟ ألم نسمح للمال الخليجي المشبوه أن يستبدل شعار الأمة العربيّة الواحدة بمنطق الطائفيّة والمذهبية بدعوى الحرص الديني ؟ يا سيدتي ألم نسكت نحن كمثقفين و إعلاميين ونحن نشاهد المال الخليجي يشرع بعملية مسح ضارية للثقافة العربية ؟! ألم نسكت عندما شاهدنا خلال السنوات العشر الماضية المال الخليجي يمول عشرات الوسائل الإعلامية لإلغاء الذاكرة العربية التي طالبت بالاشتراكية و العدالة الاجتماعية عندما قعد المطالبون بها عن المطالبة بها و سكنوا قصور الفساد و المزاودة ؟! ألم نتابع بأم أعيننا قناتي الجزيرة و العربية ومن كان في فلكهم وهم يستهزئون من الذاكرة العربية التي طالما جربت وعاشت حضارتها المجيدة في كنف الوحدة العربية ؟! فما الغرابة إن لم نستعد دورنا أن يتفرد مصاصو الدماء بأمتنا العربية بربيعها و صيفها و خريفها و شتائها ؟! ) كانت الدموع تقفز من عيني صديقتي لتغسل وجنتيها و بصوت مرتجف قالت لي: ( أيها الأخ العربي العزيز الآن و دون تأخير يجب أن نتحرّك نحن و يتحرك معنا أحرار العروبة و البؤساء والفقراء ممن سرق المال الخليجي ثورتهم أو احتجاجهم لنجأر و بأعلى صوتنا مدافعين عن تضحياتنا ودماء شهدائنا مطالبين ببرامج العمل الواضحة والمشاريع الوطنية التنموية الصريحة و التذكير أن الاستعمار الأمريكي الصهيوني والغربي الأوروبي هو سبب مصائبنا وأن إمع النفط في الخليج هم حراب المستعمر الموجّهة إلى صدورنا و أن قضية فلسطين لا تزال هي المؤشر الأكثر مصداقية لمن يريد أن يأخذ بيد المواطن العربي نحو عزته و كرامته وتطوره و نمائه آن الأوان أن نرفع صوتنا أنّ الفاسد مستعمر وأن المتعيّش على خيرات البلاد والعباد بقوة سلطته واستغلال نفوذه مستعمر وأنّ كلّ مسؤول أو موظّف برشوته أو خيانة أمانة الواجب الوظيفي مستعمر ) . أنهت صديقتي الإعلامية كلامها وبأصابعها العجوز مسحت دمعها المتراكم على وجهها و قمنا نغادر المكان تاركين قناة الجزيرة على لسان أحد الناعقين فيها (المذيع أحمد منصور) يصب جام غضبه و حقده على مفهوم الوحدة العربية والمشروع العربي القومي وعلى الراحل جمال عبد الناصر و .... و أنا أعلم تمام العلم أن ما يفعله هؤلاء العملاء ومن حيث لا يشعرون يؤسس لشارع عربي قومي علمته الجراح والدماء أننا جميعاً أمة عربية واحدة وأن الوعد لإسرائيل بالالتزام بكامب ديفيد أي بمعنى أصح الالتزام بأمن إسرائيل وسلامة إسرائيل هو وعد من خرج من جحرٍ في جبلٍ أشم لا يمثّل إلا نفسه . |
|