|
آراء لهذا لم أدهش, ولم أفاجأ باستهدافهم للقناة الإخبارية السورية, ولن أدهش, ولن أفاجأ مستقبلاً, إذا ما استهدفوا وسائل إعلامية سورية أخرى, لأن هذا الإعلام بات يكشف جهلهم, وكفرهم, ويفضح أعمالهم,وإجرامهم, ويسفّه ثقافتهم التكفيرية, ويكشف ارتباطهم بالصهيونية وأمريكا والغرب الاستعماري. هم يقاتلون الوطن المقاوم بالرعب, والقتل, والذبح, يرسمون بسواطيرهم لوحات من الدم, تبرز فيها وجوه الأطفال المقتولين, و أجساد الشيوخ المذبوحين, وصور لنساء عاريات, ومغتصبات, ويقدمون تلك المشاهد إلى القنوات الفضائية السعودية والقطرية والإسرائيلية كإنجازات بطولية على إجرام أنجزوه ويبتهجون . نحن في حرب ذات رؤوس, طلعها كرؤوس الشياطين, تواجه فيها الكلمة الملتزمة بالله والوطن,حقد, وكفر أصحاب العقول المغلقة . الحرب اليوم في أوجها، بين الفكر الحر المتفتح المتسم بالوهج العروبي, و بين الجهل, بين الحق والباطل, بين الشرف والخيانة, هؤلاء الإرهابيون القتلة لا يمتلكون عقولاً تعشق ممارسة الحب, لأن ثقافتهم تقوم على القتل, وعلى فلسفة الاغتصاب, والتدمير, وسفك الدماء . أي ثورة هذه التي يتفوهون بها فيها الكلمة مستهدفة ..؟!!! أي ثورة هذه إذا كان القتل هو السمة الأساسية لها, وإذا كان الخوف الذي تقدمه عبر مشاهد الدم, والترهيب, يمشي في الناس, وفي المشاعر، وفي الفكر, والقول .. ليتحول إلى كابوس يلاحق البشر, و الفكر, والإعلام والثقافة؟! إن أشد أنواع القتل دموية, وإرهاباً هو قتل الكلمة, وقتل العاملين على إنتاجها, في كل الأزمنة الاستعمارية, في كل أزمنة الجهل, والعتمة, كانت الكلمة مستهدفة,وكان أصحاب الكلمة مستهدفين. نحن اليوم في سورية نعيش استهدافاً ممنهجاً من قبل القتلة لقتل الكلمة العروبية المقاومة, لأن هذه الكلمة السورية باتت أشد وقعاً على القتلة ومسانديهم من رصاص البنادق, لأنها تفضحهم, و تكشف ارتباطهم بمشروع أمريكي صهيوني, تحت غطاء من المذهبية البغيضة, التي تنتمي إلى فلسفة صهيونية خطيرة تهدف إلى تفكيك الفكر الإسلامي, والفكر العروبي . يوم دخل هولاكو بغداد ألقى بكتبها في نهر دجلة, لأن الثقافة كانت عدوه الأول .. في زمن الاحتلال العثماني, استهدفت الثقافة العربية, واللغة العربية, وتحولت أعماق البحار إلى مقابر للمثقفين والعلماء, ورجال الدين العرب . ولأن الثقافة القومية المقاتلة المقاومة هي الخندق الذي يمنع اختراق إسرائيل لنسيج المنطقة العربية, كما يقول شمعون بيريز، هي اليوم مستهدفة من قبل إسرائيل, ومراكز الأبحاث الصهيونية الأمريكية .. يوم دخل الأميركان بغداد استهدفوا متاحف العراق, ومكتبات العراق, وعلماء العراق, لاغرابة اليوم في أن يستهدف القتلة الإعلام السوري, لأن هذا الإعلام بات يقلق, ويخيف ملوك النفط, ومشايخه, وأمراءه الغارقين في شهواتهم, وخياناتهم, في الماضي كان الإعلام السوري صامتاً عنهم, وعندما اتجه لكشف حقيقتهم, شنوا حقدهم عليه, وأعطوا الأمر بقتله كما يقتلون السوريين بعد أن أظهر الإعلام السوري كذبهم, وبدت صورة المجرمين والمساندين لهم على حقيقتها, وبعد كشفه المواد الإعلامية التي يقدمونها على أنها وقائع من فعل الجيش السوري, وهي في الأساس من صنعهم. إن الإعلام الكاذب المضلل يقوم على تقديم الإرهابي القاتل على أنه بطل, يدافع عن الشعب, ويقاتل من أجل الحرية, ومن أجل تحقيق الديمقراطية في إطار مشروع إعلامي ممنهج تشارك فيه كل قنوات ووسائل وقوى التضليل العربية والدولية, ولكن الإعلام السوري, وفي المقدمة, الإخبارية الناشئة, نجح في تمزيق تلك الصورة, وتقديم صور الإرهاب على حقيقته, قتل, واغتصاب, وتدمير, وقطع طرق, وتدمير مشاف, واستهداف لكوادر علمية وعسكرية .. نحن في سورية في حرب حقيقية .. في حرب جنودها الشعب السوري، وقواته المسلحة, والإعلام السوري, من أشد جبهات هذه الحرب اشتعالاً اليوم, هي جبهة الإعلام, و جنودها الإعلاميون الشرفاء من أكثر المقاتلين تأثيراً في مجرى الأحداث وانتصاراً للحقيقة والحق, ويقف معهم وإلى جانبهم المثقفون والكتاب والمفكرون الوطنيون . في زمن قصير جداً, بات صوت الإعلام السوري, قوياً, ومؤثراً, يمد جسوره إلى عقل, ومشاعر الإنسان العربي في كل مكان، لأنه إعلام صادق, يقول الحقيقة, ويمتلكها, ويقدمها بصدق, وبحرص حقيقي على إنساننا العربي من هذا الكم الهائل من التضليل والكذب . الإعلام السوري المتواضع بإمكانياته الفنية, والمالية, الغني بقدراته البشرية, وبصدقه, وانتصاره لقضايا الحق والحقيقة, انتصر على إعلامهم الغني بتمويله, وإمكانياته الفنية والبشرية, وبقدرته الهائلة على ضخ الأكاذيب, وصناعتها, وتسويقها. انتصار الإعلام السوري على أكاذيب, وأباطيل القنوات الفضائية المسعورة « الجزيرة, والعربية, ومحطات أخرى عربية, وغربية, وأميركية, وصهيونية,كانت النتيجة لانتصار الحقيقة . إذا كان هؤلاء الذين يدعون عشقهم للحرية, والإصلاح, والديمقراطية, غير قادرين على سماع الآخرين, إذا كان القتل سلاحهم, وخطابهم, ولغتهم, وسلوكهم, ومنهجهم في إدعاءاتهم, فكيف لنا أن نقتنع أنهم يريدون بناء مجتمع حر, يعيش فيه كل الناس سواسية وبحرية, وليس في مجتمع مغلق ممزق, ضائع بين مايسمى بالعنصرية المذهبية من جهة وبين عملية سفك الدم من جهة أخرى . |
|