|
الخميس 5-7-2012 صنع سايكس وبيكو خارطة الوطن العربي المحددة بخطوطهم لأجل فلسطين وغذوا الذهنية العربية بالسيادة الحدودية على أنها السيادة الوطنية. ونمت هذه الذهنية حتى أصبحت ضمن تلافيف العقول متشبثة بها حيث اللابديل.. لماذا كانت خارطة سايكس بيكو بهذا الشكل؟ لأجل أن تذهب فلسطين إلى اليهود الذين جيء بهم من مختلف أصقاع الأرض وكانت المسرحية الهزلية التاريخية حينها في تصنيع ما سمي يومها جيش الإنقاذ وأسلحته المرتدة إلى صدور هؤلاء الذين دفعهم شرفهم بعفوية النشامى للذود عن حياض وطنهم الذين استشعروا بحسهم الفطري أنه يواجه مؤامرة كبرى لعلهم ظنوا أنها آنية في حينها.. لكن ما خفي كان أعظم .. منذ ذاك التاريخ وقد يكون قبله بكثير منذ انطلق صهاينة العالم تحت اسم اليهودية لجمع المال وشراء الإعلام وضعت خارطة الوطن العربي بل الشرق الأوسط كله على طاولة دراستهم فأسست لأجله مراكز أبحاث ودراسات وأرسل المستشرقون الذين قلة منهم بقيت أخلاقهم في نسق النزاهة ودراستهم للعلم والمعرفة فقط. أما الآخرون فحتى اللحظة (يدرسوننا) لأجل تفتيتنا أرضا وشعبا فنصبح مزقاً بغير مقص- حيث يصعب الرتق أو الالتئام بعد ذلك.. والأمثلة كثيرة مثل ذاك الذي يحاول الدخول بشتى الوسائل إلى سورية مرة سائحا وأخرى محاضراً وثالثة دارساً والحلم الفرنسي الذليل في ذاكرته يحاول استعادة جبروته في وطء سورية الطاردة لأجداده بل قد يكون آباؤه.. ولما أعيته الحيلة كان لابد من حمل السمة الدبلوماسية للدخول رسمياً إلى سورية.. أما الهدف فيعرفه هو من وظفه للغاية التي وجد لأجلها ودرس فيها سنوات طويلة من عمره ليجد المنافذ الناجعة لتطبيقها على الأرض باختصار شديد دراسته في تفتيت الشعب السوري بحجة الأقليات.. وصدم هو ومن سبقه ومن سيلتحق بركابه بأن هذا الشعب ليس فيه أقلية وأكثرية إنه كله مسيحي وكله مسلم وعن أي طائفة يود التحدث هذا- العالم- فسيصفع بجملة جميعنا من هذه الطائفة.. والغاية في النهاية واضحة ومن لا يقرؤها بمكانها فهذا شأنه. الغاية من كل ما يحصل اليوم على الأرض العربية جميعاً هي تقطيع أوصال هذه الأمة عبر تفكير فيلتمان وليفي، وكثيرون أولئك الذين يساعدونهم بدءاً من وولتش وكلينتون والمصطفين في رتلهم الأحادي في الظل أو في الظاهر.. قادة للدول في تسمياتها الست والثماني والعشرين إلا من اصطفى ذاته من بينهم ويرفع كلمة الحق لأجل سورية.. إذاً الغاية والهدف الذي لابد من الوصول إليه أن تصبح الدولة اليهودية بصفتها هذه واسمها هذا وليس حتى إسرائيل كما كانت تدعى.. أن تصبح هي أكبر دول المنطقة وأقواها ومرجعيتها.. ولأن المواثيق الدولية تمنع وجود دولة على أساس الدين لابد من تغذية النعرات الدينية المذهبية.. لزرع فتنة ذات البين وتقطيع أوصال الوطن العربي واستراق تحركات الشعب في أرضه وإغراق أهله بالدماء لتصبح طاولة المفاوضات- وهذا هو المتعارف عليه عبر التاريخ- حيث تنتهي كل الحروب أو الاحتكاكات كي يصبح التفاوض بعد كل ما يحدث رضائياً في تقطيع الأوصال وتجزئة الأرض وتهشيم البشر بحجة خدمة الأقليات في جغرافيا خاصة تماماً تطبيقاً لأبحاث ذاك الفرنسي الدارس لسورية والمتخصص في رسم خارطتها الجديدة.. لكن الكلمة الفصل جاءت صاعقة لهم مختصرة الزمان والمكان والتاريخ والجغرافيا والرد الحاسم الذي خلط كل أوراقهم وجعلهم يعيدون حساباتهم وأيضا الكلمة المحفزة لاستيقاظ كل الذين غابوا في خضم ما يدعى بثورات الربيع العربي.. ليستفيق الجميع على حجم الخراب في كل شيء من مرافق الحياة الإنسانية والمادية في كل أقطار الوطن العربي السايكس بيكووية. فلسطين هي البوصلة.. ببساطة الرد فيه الكثير من المضامين الصاعقة للعابثين بأقدارنا.. لن نسمح بالتمزيق. كل الاجتهاد الذي قدمته سورية للعراق بعد الغزو لأجل وحدة العراق أرضاً وشعباً. وسورية حتى من يذهب فيها لمنحنى غير سوي تحت شعار الديمقراطية والحرية فتمتد يده لتعبث بها في لحظة لابد من صحوة بارقة ضد المقص الذي يحاول اجتياز حدودها للنيل منها جغرافياً وبشرياً لأنها فطرتنا الطيبة ومنبعنا الأصيل وهويتنا التي لا تخلي عنها مهما كانت المغريات، وفي إعلان البوصلة اختزل الزمان فلا قبول بتقسيم ليبيا تحت أي ظرف ولا تونس ولا حتى اليمن في سعيهم التخريبي منذ زمن والذي طال أسفاً السودان العربي. سيظل الحلم التائه في غيابات عقولهم حيث لا مكان له على الواقع وستبقى فلسطين عربية وعودتها لا مساومة عليها وستندحر كل مخططاتهم. فالأصيل حتى لو شذ في بعض الزمن فستعيده أصالته للبوصلة التي ستهديه دائماً إلى درب النجاة وسيرفع سلاحه فقط في وجه الصهيوني المحتل.. |
|