|
رجل و امرأة لذا ما إن تظهر دلائل هذا الوسواس عليهن حتى يسارعن إلى عيادات التجميل ينفقن ما في جيوبهن في محاولة تخطي هذا المنحنى الصعب في حياتهن العمرية لعلّ ذلك يعيد إليهن الشباب الذي آفل. ليطرح السؤال هنا لماذا ترفض معظم النساء الاعتراف بهذه المرحلة من عمرها رافضة الاعتراف بأن لكل مرحلة من مراحل العمر جمالها ورونقها وخصوصيتها. السيدة هدى الحايك قالت: كلما تقدمنا في العمر كلما أحسسنا أننا أصبحنا على شفا حفرة من خط النهاية لحياتنا لذا نبدأ بالتمسك في السنين وبدأت بالحياة أكثر وبأي طريقة وثمن وبصراحة بعد أن امتدت بي ملامح الكبر تظهر على وجهي وجسدي بدأت أحس بمرارة الخوف والوحدة حيث أصبحت أعيش بلا هدف محدد خاصة مع الأمراض التي بدأت تنهش جسدي النحيل فهذه المرحلة لا تأت خالية الوفاض بل مليئة بأمراض تعبث بأجسادنا لذلك أرى أن الصحة الجسدية مفتاح الصحة النفسية. أما عن لجوء بعض النسوة إلى إخفاء معالم هذه المرحلة بعمليات تجميلية قالت: هذا هو العجز بعينه فالشباب شباب القلب والروح وليس الجسد وما تفعله معظم النساء باللجوء إلى عيادات التجميل لإخفاء آثار الشيخوخة وإعادة الشباب الذي مضى ما هو إلا مسكنات لو صحت تسميتها كذلك علها تعيد إليها الثقة ولو قليلاً ولكن هيهات أن يعود الزمن إلى الوراء فهل رأيت يوماً عقارب الساعة تعود إلى الوراء. بينما السيدة نعمة منصور 47 عاماً أكدت على الدور الكبير للزوج إما في مرور هذه المرحلة على المرأة مرور الكرام بدون عواقب تذكر أو في تأزيم هذه المرحلة وانعدام لحظات السعادة فيها فقالت: ما إن يبدأ العد التنازلي لسنوات عمر المرأة وما أن تطأ أقدامها أعتاب الشيخوخة حتى يبدأ مشوار حياتها اليائسة والشعور بأنها ستصبح يوماً بحاجة إلى العطف والرعاية التي كانت هي تقدمها للجميع خاصة مع بدء تباشير هذه المرحلة بالظهور إلى العلن وبدء الإحساس بأنها لم تعد محط إعجاب كما كانت في السابق خاصة إذا كان زوجها من النوع الذي يفضل الجمال على كل شيء. وسرعان ما تحول هاجس الشيخوخة بالنسبة إلى كابوس يومي أعيشه خاصة وأن زوجي إضافة إلى وسامته الطاغية جعلته محط إعجاب الكثر من حوله. وبدأت أحس شيئاً فشيئاً بأنني سأفقده يوماً ما لذلك قررت وللحفاظ على حياتي الزوجية ومنعها من الانهيار البحث عن أي طريقة تعيد إلي بريق الشباب الذي بدأ يأفل من حياتي فلجأت إلى إجراء عدة عمليات تجميلية أعادت إلي الثقة التي بدأت أفقدها . غير آبهة بكلام الناس من حولي وآرائهم القاسية ضدي.. وفعلاً حققت ما أريد وغير نادمة على ذلك.. وما زلت أعيش معه في قمة السعادة . ولأهل الاختصاص رأي في هذه الظاهرة التي على ما يبدو باتت تشكل أرقاً لمعظم النساء اللواتي اقتربن من أعتاب مرحلة الشيخوخة. د. ناظم العلي أخصائي علم النفس يقول: لسن اليأس بشكل عام مفهوم ضخم فهو يعني أن الإنسان وصل إلى مرحلة عمرية وكأن الحياة توقفت عندها بحيث لم يعد يستطيع تجاوزها لتبدأ معه رحلة مشوار الحياة البائسة ولسن الأربعين عند المرأة بداية سن اليأس هذا فالمرأة التي أصبحت على عتبته تفقد ما يسميه علماء النفس الرغبة الجنسية وأي اتصال عاطفي مع الزوج مبررة ذلك بأعذار كالادعاء بأنها مرهقة أو في مزاج سيىء وتصبح عرضة للأمراض النفسية والاكتئاب وما يزيد من شعور اليأس ما يرافق هذه المرحلة من تغيرات فيزيولوجية تظهر آثارها على جسدها من تهدل الجسم وزيادة في الوزن وظهور العديد من التجاعيد التي تذكر بتباشير هذه المرحلة فتزداد بذلك إحباطاً واكتئاباً. ويكمل د. ناظم قوله ولكن بالتأكيد هذا مفهوم خاطىء جداً لأنه إذا كانت هذه المرحلة العمرية فيما مضى تعد بداية النهاية للمرأة إلا أنه الآن وبعد أن تغيرت مفاهيم المرأة نحو العديد من أمور الحياة وازدادت عمقاً في نظرتها تجاه تقدم السن ومقاييس الجمال استطاعت وعن اقتناع أن تبدل نظرتها بنظرة تجد فيها أن لكل مرحلة عمرية حلاوتها وإيجابياتها وسلبياتها خاصة إذا انشغلت بتحقيق هدف مهم في حياتها كزوجة وأم وعاملة منتجة وبهذا تصبح هذه المرحلة طبيعية جداً يمكن مرورها بسلام ويصبح هنا سن الأربعين سن الأمل لا سن اليأس. |
|