تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل تهيأت للحصول على فرصة عمل?

شباب
الاربعاء 27/2/2008
رهادة عبدوش

إنها ليست أسراراً بل هي حصيلة تجارب مر بها الكثير فأصبحت مبادئ أساسية تساعد للحصول على فرصة عمل جديدة, والوصول إلى ذلك لا يبدأ من قراءتك للإعلان في الجريدة أو المجلة التي تعلن عن حاجتها لموظفين

بل تبدأ من الآن من هذه اللحظة التي تمر بها فتحاول معرفة حاجات سوق العمل والنقص في مؤهلاتك لتتداركها وتنمي بالتالي قدراتك وبشكل يومي فلا تقف عند حد معين بل تتجدد فالسوق يتنامى وشروط التوظيف تتغير وتتطور وتصبح أكثر صعوبة كل يوم, فمهما كانت المؤهلات التي تملكها هنالك مبادىء أساسية يجب أن تحملها معك عند تقديمك للطلب والمقابلة الشفهية.‏

اتجهنا نحو عدد من الشباب والشابات الذين تقدموا لفرص عمل أكثر من مرة وفازوا بالنهاية بالحصول على فرصتهم, كيف استعدوا لهذه المقابلات ولماذا خسروا في مقابلات سابقة??‏

يذكر سامي أول مقابلة ذهب إليها كيف سأله المدير عما يعرفه عن التسويق كونه طلب العمل كمندوب لشركة تجارية فأجاب إجابات أكاديمية تعلمها من كتبه في كلية التجارة دون أن يبحث بنفسه عن وضع السوق الآن ومعرفة احتياجاته, فلم يكن مقنعاً للمدير الذي لم يرغب بشهادة جامعية فحسب فكان الرفض هو الجواب النهائي, ومن هنا قرر أن يبحث في الانترنت ويسأل كثيراً قبل أن يقدم طلباً لعمل ما وهكذا عندما قرأ مرة أخرى إعلانا في الدليل عن عمل في شركة تجارية وقبل إجراء المقابلة تعرّف إلى الشركة وكيفية تعاملها مع السوق عن طريق البحث بوسائل متعددة وعندما قابله المشرف أعجب بشخصيته التي اقتنع بها وبالحال وافق على توظيفه وبراتب مغر.‏

أما منار فقد اعتقدت أن شهادتها الجامعية باللغة الانكليزية تكفي لقبولها كمترجمة لغوية لكنها عندما تقدمت للمقابلة رأت أن المتقدمين معها أحق منها كونهم أقدر على الترجمة, فأدركت ضعفها وطورت لغتها لأنها أيقنت أن الشهادة الجامعية لوحدها لا تكفي بل يجب دعمها بالخبرة التي تبدأ بجهد شخصي فالمنافسة قوية, الجميع لديهم مؤهلات لكن الرابح هو من يطورها وهذا جعلها تتقدم واثقة إلى أحد المراكز لتعليم اللغة الانكليزية لا لتتعلّم بل لتعلّم وقبلت بجدارة.‏

ويحكي صادق عن تجاربه العديدة في الحصول على عمل دون نتيجة إلى أن عرف مشكلته فقد كانت تنقصه الثقة بالنفس وهذا ينعكس فوراً على صاحب العمل وبالتالي لا يثق بقدراته وعندما أدرك نقطة ضعفه درّب نفسه على الكلام فكان يجري مقابلات وهمية مع أحد أصدقائه أو إخوته إلى أن استطاع أخيراً أن يجد القوة في داخله وعندما تقدم إلى عمل في إحدى السفارات لم يتفاجأ بالفوز بالوظيفة لأنه استعد جيداً ووثق بنفسه أولاً.‏

قد لا يتسع المكان لتجارب كثير من الشبان في بحثهم عن عمل وعثورهم على عمل يناسبهم, لكن هناك عدة مبادىء أساسية هي بمثابة مفاتيح النجاح للحصول على عمل يوجزها كبار الاقتصاديين في العالم وهي:‏

أولاً- يجب الاستعداد للفوز بالوظيفة فهي ليست تجربة يمر بها الإنسان مرة واحدة في حياته لذلك يجب الإعداد الجيد للمقابلة وهذا يعطي فرصاً للنجاح.‏

ثانياً- لا تتوقف عن التعلّم مهما كان عمرك بل ضع هدفاً أمام عينيك واعمل للوصول إليه ولا تنظر إلى السنوات التي تمر من عمرك على أساس أن الوقت قد فات, ولا تعتبر أن الحاجة إلى العلم تتوقف عند مرحلة عمرية معينة أو مرتبة وظيفية, لأن الحياة تتطور والمواكبة شرط أساسي للاستمرارية.‏

ثالثاً- ثقوا بأنفسكم حتى عندما لا يثق بكم أحد فلا تدعوا أحداً يثبط عزيمتكم على بلوغ أهدافكم فالهدف هو حلم قابل للتحقيق بالمثابرة والاجتهاد.‏

رابعاً- اسعوا إلى التمييز فالأكاديمية لا تكفي وحدها بل يجب البحث عن الوسائل التي تترجم النظري إلى أرض الواقع وهذا بالبحث الدائم, فالمرء قادر على تحويل الأمور والصعاب لمصلحته.‏

هذا موجز لعدد من المبادىء التي نتجت عن تجارب شخصية لكنها أيضاً قابلة للتطور كل يوم, فهنالك دوماً الجديد طالما الحياة مستمرة فهي لن تقف أبداً عند نقطة معينة وأنت كذلك لا تقف عند مرحلة بحياتك بل دائماً اسع نحو الأفضل فهناك الجديد بانتظارك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية