|
كل جديد على تذكر أدق تفاصيل حياته منذ كان في الثامنة, كما يدرسون في نفس الوقت امرأة تتمتع بذاكرة قوية, بأمل تحقيق فهم أعمق لعمل الذاكرة البشرية. ويعتبر ويليامز أن مسألة أن يصبح أشبه بفأر المختبرات مسألة لا تزعجه بل أنه يجد الأمر مسليا خاصة عندما يسأله الأطباء عما حدث مثلا قبل 40 عاما, ليفكر لبرهة ويجيب بتفاصيل دقيقة رابطا ذلك بأحداث محلية أو عالمية مهمة. حتى أن ويليامز برع في تصحيح تواريخ أحداث مهمة مثل ولادة أول طفل أنبوب عام 1978 وتسرب الغاز السام في (بوبال) في الهند عام 1984. ويقول في هذا الشأن: (كنت دائما هكذا, خلال نموي لم يكن لدي أي سبب لأفكر أنني مختلف عن الآخرين?). إلا ان الأطباء يقفون حائرين أمام ذاكرته القوية, ويقول الطبيب جيمس ماكغوغ الذي يقوم بدراسته منذ الصيف الفائت (لا نعرف بعد لما لديه هذا الكم من المعلومات وكل هذه التفاصيل.. هذا ما نريد معرفته, لماذا هي (المعلومات) هناك.) يُشار إلى أن شقيق ويليامز كان أول من اتصل بالطبيب جيمس ماكغوغ المتخصص بعلم الأعصاب والذي يحاضر في جامعة كاليفورنيا, بعد نشره دراسة عن حالة مشابهة في مطبوعة متخصصة عام 2006. أما تلك الحالة فتتعلق بسيدة في منتصف الأربعينات عرّف عنها بالأحرف (آيه جاي) وكانت قد أعلنت للطبيب أن ذاكرتها تنشط بصورة غريبة كلما ذكر أمامها تاريخ ما, لتعود صور من تلك المرحلة وتتدفق أمامها كشريط سينمائي. وقالت إن تلك الظاهرة (لا يمكن السيطرة عليها ومرهقة إلى حدٍ لا يطاق.) وقام ماكغوغ وفريقه بإخضاع السيدة لعدد من الاختبارات النفسية, مثل اختيار تاريخ ما عشوائيا, وتقوم السيدة من جانبها بإعطاء تفاصيل عن تلك الفترة تتطابق بشكل دقيق في مذكرات لها كتبتها قبل سنوات بعيدة. وبالرغم من وجود وثائق علمية لأشخاص بقدرات تذكر مهمة مثل حفظ أرقام وجمل تتراوح بين 50 إلى 100 حرف أو رقم, إلا أن ما يميز ويليامز والسيدة هو ذاكرتهما (المتميزة حول سيرتهما الشخصية) وقدراتهما على تذكر تواريخ وتفاصيل تعود لعقود. الطبيب الذي درس الحالتين يرى أنه من الصعب إيجاد أفراد بمثل هذه الذاكرة القوية, وإن كان مقاله عن السيدة الذي نشر في منشورة متخصصة دفع بقرابة 50 شخص إلى الاتصال به زاعمين أنهم يتمتعون بذاكرة قوية أو يعرفون أشخاصا لديهم هذه الموهبة. |
|