تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قس على ذلك

الكنز
الاربعاء 27/2/2008
علي محمود جديد

دلائل متعددة تكاد تجزم ان وزارة الاقتصاد والتجارة, لن تتمكن من احراز ذلك التقدم الملحوظ والمرتجى , الذي من شأنه احداث اثر في السوق, يميل لصالح المواطن الذي لم يعد يعرف كيف يلملم نكباته المتلاحقة جراء الارتفاعات الجنونية للاسعار, ولا سيما اسعار المواد الاستهلاكية الضرورية, والغذائية منها في الاغلب, كالخضار والفواكه, والزيوت, واصناف الحبوب, وما الى ذلك .

فتلك الاجتماعات التي تعقدها وزارة الاقتصاد بين وقت وآخر, وتؤكد على ضبط الاسعار وعلى الالتزام بنظام الفوترة, ولا احد يفوتر , او يعير اي اهتمام للاهتمامات التي تبديها هذه الوزارة ,التي صار عليها ان تبحث عن سبل جديدة اخرى اكثر فاعلية, تستطيع من خلالها- على الاقل- ان تحفظ ماء وجهها ازاء الفشل في توجهاتها المعلنة, وتصريحاتها الرنانة حول ضبط الاسعار والاسواق, والتأكيد على الفوترة حتى صارت مثارا للتندر عند الناس, من شدة العجز الذي لا يخفيه التطبيق , وكأن المسألة قد اصطفت في اطار التخدير او المسكنات, التي لا تجدي نفعا اذا ما قورنت بالعلاج السليم الذي ينال بقوة من المرض فيما اذا كان التشخيص موفقا .‏

نحن نعتقد- وباختصار- ان على وزارة الاقتصاد والتجارة ان تبدأ بتغيير نهجها واتجاهاتها حيال السوق, لتتمكن من احداث اثر حقيقي وملحوظ فيه ,ولتبدو - من جهة اخرى - قادرة على اثبات ذلك بالقرينة وبالدليل فعليا, اما ان تبقى هكذا راضية بمجرد ان تعقد اجتماعات,تناقش من خلالها اوضاع السوق, وتغزل من هذه الاجتماعات حكايات من دون نتائج مجدية, فإن هذا لامر مريب لن يستطيع ان يصمد طويلا ,لان الصمود هو وحده ذلك الذي يكون منسجما مع ما يحصل على الارض, والا فإن الذي نراه ليس صمودا... وقس على ذلك .‏

ali.gdeed@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية