|
العقارية وأما السبب الأساسي والمباشر لذلك فهو يعود إلى الأخبار التي نشرتها المنابر الإعلامية قبل أيام, وأشارت من خلالها وبلغة متخمة بالوضوح إلى أن مشروعاً تعكف الحكومة على مناقشته وصوغه لإعادة تأهيل جبل قاسيون من خلال ورش عمل عملاقة ستقوم بهدم المناطق المخالفة وربما غير المخالفة, من أجل تشييد الأبنية الطابقية وتحويلها إلى منطقة حضارية ذات هوية عمرانية تتماشى مع النسيج العمراني لمدينة دمشق إلى جانب إحاطتها بخدمات لائقة من مدارس ومراكز صحية وأسواق. وأما السبب الجوهري الذي جعل سكان قاسيون يشعرون بكثير من القلق والتخوف من المستقبل, أن الأخبار المتداولة والمنشورة حول المشروع, لم تشر لا من قريب ولا من بعيد للبدائل المحتملة التي يمكن من خلالها التعويض على السكان, فهل يا ترى سيكون الأمر عبارة عن تعويضات مالية محددة مقابل إخلاء البيوت.. أم أن هناك بدائل ممثلة بشقق سكنية? وفيما لو كان هذا الخيار الأخير من بين الحلول المفترضة والمتوقعة, فأين هو موقع هذا السكن البديل?.. هل يكون ضمن الأبنية الطابقية التي سيتم تشييدها على سفح الجبل. أم سيضطر السكان للقبول بشقق بعيدة عن مركز المدينة, مثلما كان واقع الحال مع بعض المناطق التي تم تنظيمها سواء في كفرسوسة والدحاديل أو جرمانا وسواها من المناطق الأخرى. أسئلة كثيرة تتبادر إلى الأذهان.. والجهة الوحيدة التي بمقدورها (ترطيب قلوب الناس) تتمثل بمديرية التحديث البلدي في المحافظة, فهذه الأخيرة تحدثت وبإسهاب حول ضرورة تجميل سفح قاسيون من خلال تنظيم المحاور السياحية والتجارية, وتشييد (الفيلات) وإحداث الحدائق.. لكن هي لم تأت على ذكر مصير السكان الحاليين والأماكن التي سيقطنون بها. أو آليات وشروط الإخلاء. والسكان الذين نتحدث عنهم لا ينتظرون هذه المرة (جهينة).. وإنما يرقبون وبأنفاس محبوسة مدير برنامج التحديث البلدي الذي وعد بأنه وخلال شهر أيار المقبل سيتم الإعلان رسمياً عن هذا المشروع.. وإلى حين قدوم هذا الشهر... الكل يرقب وينتظر! marwanj@ureach.com |
|