|
الافتتاحية غزة تكتب كل يوم رسالة.. غزة هي فلسطين الشهادة اليومية, والمقاومة دون تراجع, تكتب بكل اللغات.. وتكتب بالعربي.. فهل بين العرب من يقرأ العربية. كل صباح.. كل مساء.. كل يوم تطالعك الشاشات ,الإذاعات ,الهواتف, بحديث الموت والقتل -صوت SMS من النقال وأنا أكتب هذه الكلمات أنظر إلى الشاشة الساعة الثامنة مساء وأقرأ :(استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة)-. ينادي الفلسطينيون .. وينادون بالعربي.. يستنجدون بمن ينتخي ليساعدهم في وقف نهر الدم.. من يساعدهم على فك الحصار.. يتلقون تضامن قوى السلام العالمي.. الأمم المتحدة ممتعضة لما يجري في غزة.. الاتحاد الاوروبي أيضاً يدين.. العالم كله .. لكن .. بكل اللغات ,هي إما سياسة الرضوخ.. وإما سياسة الصمت التي يواجه العالم بها الجريمة المستمرة في فلسطين. فلسطين تغرق بدمها.. العراق يحترق بجوانبه.. السودان.. الصومال.. نداء بالعربي إلى عرب يتناسون العربية.. الإنكليزية هي لغة العصر.. وإن شئت التحديد هي الأمريكية.. لذلك ربما تتأخر رسائل غزة بالوصول. ولعلّها تصل, لكن العرب منشغلون. لا اختراع فيما أقول, إذا كان سلم الأولويات يضع أمام العرب ما هو أهم من مواجهة ما يجري في فلسطين.. في غزة.. فإن العرب يقرؤون الرسالة بالمقلوب.. إذا كانت أزمة الحكم في أي بلد عربي تدفع بقضية العرب الأولى إلى الوراء, فإننا نقرأ التاريخ بالمقلوب... دم غزة الذي ينزف يومياً كافياً لتلوين وجه الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.. وهو الصورة الجديدة للقضية, قضية العرب الأولى.. القضية الفلسطينية.. هل هناك من تنازل عن مركزية القضية?! أزمة الحكم بين شركاء في وطن يتوهون بسوء فهم وعسر تفاهم عن تنظيم شراكتهم في الحكم, لا يمكن أن تحتل الاهتمام العربي .. في القمة... وقبل القمة.. وبعد القمة.. العمل لمساعدة اللبنانيين لتنظيم عملية الحكم والشراكة في الوطن ضرورة حقيقية, تظهر الدور العربي في حياة كل بلد عربي..وهذا مهم جداً, ويجب أن تسعى إليه كل الامكانات والوسائل .. لكن ..أن يرهن الموقف من القمة العربية على حلّ أزمة حكم...وبالتالي أن نستمر في النوم بعد عام من القمة السابقة على الدم الفلسطيني..وننادي إما حلّ أزمة الحكم في لبنان وإما القمة في مهب الريح..?! ذلك فعلاً يدعو للتساؤل: هل هي قمة سياحية يمكنها أن تنتظر أم هوالدم الفلسطيني يستطيع أن ينتظر..?! القمة..هي القمة..مؤسسة للعمل العربي المشترك, تتعامل مع الهموم العربية من داخلها وليس باشتراطات لانعقادها..ولايستطيع أحد مهما بلغت قوته أن يوقفها عن الانعقاد, وبالتالي هي لاريب قادمة.. لا القمة فاجأتهم..ولا أزمة الحكم في لبنان القائمة.. منذ.. منذ..?! فاجأتهم. ولن تكون القمة في مهب الريح..بل في الضمانة السورية لانعقادها, وصيانتها, وتأمين استقرار واستمرار دوريتها. هذا هو الصوت العربي..! أما أن ينفذ صوت لا عربي إلى القمة فيجب أن يسقط على جدرانها الخارجية. |
|