تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تطور الأندية بين سندان الهواية الإدارية ومطرقة الاحتراف

حمص
ريــاضــــــــة
الخميس 27-12-2012
نبيل شاهرلي

طالبت إدارات الأندية المحلية ومنها على سبيل المثال إدارة نادي الكرامة بتطبيق قانون الاحتراف ، على أعضاء مجالس إدارات الأندية الذين يقودون الألعاب الرياضية  المحترفة ،كما طالبوا بضرورة تعويض تلك الإدارة أو بتخصيصها بتعويضات مالية ،

إذ لا يعقل أن تكون الإدارة على رأس العمل وفي قمة الهرم الرياضي في الخلية الرياضية الأساسية في الجسم الرياضي والمتمثلة بالأندية وهي هاوية أو متطوعة، كما يشاء للبعض تسميتها وبلا أي مقابل مالي، تعمل وتشرف وتقود ألعاباً ولاعبين محترفين، وهنا تكمن المشكلة والثغرة أو الفجوة الكبيرة، أو لنقل الحلقة الضائعة التي تصل النادي بجسم وبركب الحركة الرياضية. والنادي طبعاً هو المكون الرئيسي للجسم الرياضي ،فهو الرافد للمنتخبات الوطنية بجميع الألعاب سواء المحترفة منها أم غير المحترفة.‏

عن هذا الهم الرياضي تحدث رئيس نادي الكرامة إبراهيم عمر فقال :‏

كثيراً ما تكون الأندية المحلية ضحية تخبطات كثيرة في العمل ،وتقع تحت عبء الخسارات الكبيرة ،ويصيبها الكثير من الإرباكات والتقصير كونها تعيش حالة متناقضة بسبب غياب الاحتراف عن إدارات الأندية، وعدم تفريغ أعضائها ، ونحن تحدثنا سابقاً عن هذا الموضوع ،ولكن لا بأس هنا من التذكير بمثل حي، وهو الدليل القاطع على صحة كلامنا بما يتعلق بنادي الكرامة ، وهو يتمثل بخسارة 45 مليون ليرة سورية سنوياً تضيع على ناديي الكرامة والوثبة على حد سواء من عائدات المول التجاري، وذلك بسبب غياب لجان التسليم، والمتابعة، وللافتقار لموظف مفرغ .‏

بين الهواية والاحتراف‏

وعن الحل الذي يصحح مسيرة عمل النادي أي نادٍ في ظل الاحتراف  يقول العمر :‏

 كيف لأعضاء إدارة نادٍ غير محترفين وغير مفرغين ، والذين يعملون بلا أي مقابل أن يديروا مؤسسة كبيرة كنادي الكرامة مثلاً؟، وفي أية ظروف ستعمل الإدارة من أجل تأمين متطلبات ألعابها ولاعبيها وكوادرها الذين طبق عليهم نظام الاحتراف، وهي بالأساس هاوية وغير محترفة ، و قد أثبتت التجارب الحية والقريبة في نادي الكرامة على خطأ النهج القديم بتسليم النادي لإدارات من أصحاب رؤوس الأموال  رغم توفر المناخ الملائم والظروف الجيدة للاستثمارات والموارد المالية ، لينجح الرياضيون الحقيقيون من أبناء النادي بإدارة دفة النادي ،والسير به نحو شاطئ الأمان في ظروف أقل ما يقال عنها إنها استثنائية وصعبة جدا،في ظل غياب الموارد والاستثمارات والعائدات، وتوقف تام للنشاطات.‏

حرمان ومعاناة ‏

 وعن صعوبة عمل الإدارة يتابع العمر قائلاً:لا نستطيع مطالبة عضو الإدارة بمتابعة أمور منشآت النادي هنا وهناك بما فيها من عقد  ،والتي تحتاج للتفريغ وللوقت و للتعويضات ،في الوقت الذي لا يتاح  لأعضاء الإدارة ذلك.؟ وبالوقت نفسه يسمح بصرف تعويضات كبيرة جداً تبلغ عشرات الآلاف من الليرات السورية شهرياً لبعض الكوادر والإداريين من غير أعضاء الإدارة التي تعمل ليل نهار؟ويتساءل العمر:  كيف نطالب أعضاء الإدارة بالمتابعة المجانية ؟ وليس هذا فقط بل نطالبهم بالدفع من جيوبهم أحيانا كثيرة .؟‏

 تراجع النادي‏

يتابع رئيس نادي الكرامة حديثه قائلاً :إن أحد أسباب تراجع أي ناد الذي  يفترض به أن يكون نواة التطور الرياضي بشكل عام ،هو حرمان الإدارات من الاحتراف والتفريغ والتعويضات وهي التي تقود العمل الرياضي وعليها تقع المسؤولية في فشل النادي.‏

ويجب إعادة النظر بعلاقة مديرية المنشآت الرياضية بالإدارة المحلية، ويجب إعادة المنشآت الرياضية للاتحاد الرياضي ،و على سبيل المثال هذا ما أضاع على ناديي الكرامة والوثبة الكثير من الواردات، مثل ريوع  مسبح البعث والبالغة مليون ونصف المليون ليرة سنوياً.!‏

وعلى الاتحاد الرياضي  تقديم الدعم المالي للأندية في بداية كل موسم وليس خلاله،  لتتمكن الإدارات  من وضع الميزانية الخاصة والمناسبة للموسم كاملا منذ البداية لتعمل وفقها، وكي لا تقع بالعجز المالي والإرباكات في العمل ،وإذا طبق الاحتراف على الإدارات عندها فقط يكون من الواجب محاسبتها على عملها، إذ من غير المعقول أن تطالب الإدارات بما يفوق استطاعتها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية