تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إلى من يهمه الأمر.. مداخلة ضرورية لغزة-3-

ثقافة
الجمعة 6-2-2009م
يوسف المحمود

وإذ قد كان لنا، حسب ما وصل إليه آخر الإطلاع مؤخراً: أنّه، قبل سومر في أعلى جنوب العراق، حيث ينتهي الفرات ودجلة في الخليج، لم يكن قد عرف على الأرض من أنبياء. ولا من ملائكة -آلهة في السماء. لا ما يسمّى بأدب مسموع ولا مكتوب. لا من شعر، ولا شعراء، قبل جلجامش وملحمته!

وبحسب نظرية جلجامش، في الخلق.. فإنه لم يكن من آدم خلق من تراب، بل هنالك «الأبسو» من دم، تحت الماء. قبل، مع. أوبعد آدم.أّول ما سمع. بلقائه بحوّاء، في عرفات. وهذا الآدم، فيما سمعت. أو قرأت، عن العالم، الدكتور أحمد شيخ داوود. مؤلف كتاب «تاريخ سورية القديم (تصحيح وتحرير)! ووصفه بالعالم. أو لقب العالم للدكتور أحمد شيخ داوود. يستحقه ولو مني أنا. بما سمعت أنه قضى سبع سنين في تأليف هذا الكتاب، في مكتبة لينين في موسكو ومن ، أو عن هذا الدكتور العالم سمعت أن تاريخ آدمنا هذا الذي ننتسب إليه. لا يرجع إلى أكثر من 1500،أو خمسة آلاف وخمسمئة سنة، قبل الميلاد.(صح أو خطأ،في الذاكرة؟)‏

وفي هذا الكتاب: تاريخ سورية القديم (الحقيقة أني لم أقرأه بعد). نتوقع أن سورية، قد دخلت، نزولاً من إيبلا، في ثقافة وممالك سورية القديمة، حتى شط البحر، حيث كانت غزة أحد المعالم البارزة، على ذلك الشط!‏

وإذ كان المؤرخون بعلم. أو كيف ما كان؟ لم يتفقوا بعد على أصل السومريين: هل نزلوا من جبال زغروس؟ أو جاؤوا، مع الفرات ودجلة، حيث عمروا سومر هذه، مبتدعين أو مخترعين، على غير مثال.‏

سابقاً قلنا إنهم مجتمع سماوي، تأنس في سومر، صار فيهم الراعي، يلتقي، بما يمكن أن يسمى حواء على شط نهر.‏

وكان ما كان بين ذكر وأنثى بشريين، صارا يحرثان الأرض، يبذران العدس والشعير والحنطة، ويربيان البقر شبهاً بمباقر هذه الأيام، ليتحفا الآلهة بالحليب شراباً، إلى جانب الطعام من الحبوب، التي درجت زراعتها، حصراً بسومر تلك الأيام؟ أم إن السومريين، في رأي آخر للآثاريين والمؤرخين، على أي درجة كانوا؟‏

ولكن بالنسبة لغزة -غزّة هاشم بن عبد المطلب. في موقعها هذا على شط البحر. لم يكن فيها من تخبط، ولا اختلاف في الأقوال. ذلك. أولاً، أنها تنسب لشخص معروف في قومه. اتخذ مقرّاً. على مثل ما اتخذ قومه مكة. وكان فيها. «إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين» وثانياً، أنه لم يعد من شك. ولا من اختلاف في القول، إن الفينيقيين قدموا. أو لنقل، بحسب ما قيل في الهجرات من الجنوب إلى الشمال، الفينيقيون هاجروا من الجزيرة العربية وامتدوا على شاطىء البحر، من هذه الجهة الشرقية: فلسطين، صيدا وبيروت إلى عمريت مقابل أرواد، امتداداً إلى أوغاريت-تل شمرة، وشمالاً إلى بيت البعل، في الجبل الأقرع، حيث أقيم فيما بعد مقام، للملك جعفر الطيار، شهيد مؤتة، أنا أدركت عائلات من جرد محافظة طرطوس يزورون ذلك المقام خريف كل عام.‏

ومن بيت البعل يصعد أو ينزل الخط المسماري من سومر لتكتب به أول أبجدية للعالم كأول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين! (سيلي)‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية