|
ثقافة في يوم مولده، وبين أفراد أسرته الكريمة، انتقل إلى جوار ربه الأديب الشاعر والمفكر العربي عبد الرحمن الشرقاوي، إذ وافته المنية وهو في السابعة والخمسين من عمره، في منزله بالقاهرة، صباح 10/11/1987،بعد أن أضاف إلى المكتبة العربي مؤلفات قيمة، لاتزال محط اهتمام القراء. كان رحيله المباغت وهو في ذروة العطاء خسارة فادحة للثقافة العربية التقدمية، ولاسيما أنه حارب الخرافة والتزمت والجمود الفكري، وتزييف الحقائق التاريخية، وتشويه سير رموز أعلامنا الكبار، من خلال مؤلفاته المتنوعة، ومقالاته الصحفية المعمقة، فضلاً عن أنه كان مخلصاً لانتماءاته القومية وقضايا أمته العربية في التحرر والانعتاق من القيود، وكانت حرية الإنسان العربي الجديد، قضيته الأولى وهاجسه الذي ظل يلازمه طوال حياته. ولد الشرقاوي عام 1920 في قرية «الدالتون» بدلتا مصر محافظة «المنوفية» وأكمل دراسته الجامعية في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، واستهواه الأدب خلال دراسته. وكتب الشرقاوي خلال حياته: الشعر، والرواية، والقصة، والمسرحية، والدراسات التاريخية، وقد أثارت بعض أعماله التي نشرها في صحيفة الأهرام ومجلة روز اليوسف ردود أفعال متباينة بين التأييد والثناء وبين الاستنكار والسخط. وكان تقويمه الوحيد للفكر والإبداع، هل هو مع الإنسان أم ضد الإنسان والتطور والحضارة؟. يقول الأديب الراحل أحمد بهاء الدين: «حياة الشرقاوي تنقسم إلى ثلاث مراحل: مرحلة الشعر، وكان أول شعراء الموجة الحديثة في الوطن العربي، وذلك في الأربعينات من القرن الفائت، ومرحلة الروائي، ثم احتجب عن المشاركة في الحياة الثقافية لسنوات، انهمك خلاها في قراءة التاريخ القديم والتبحر في شؤون التراث وقضاياه المثيرة للجدل...» وقد ترك عبد الرحمن الشرقاوي العديد من المؤلفات نذكر منها: رواية «الأرض» التي تحولت إلى فيلم سينمائي شهير، ورواية «الجبل» وكتاب عن شخصية الخليفة الرابع تحت عنوان «علي إمام المتقين». |
|