تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طــرائف من الإعلانات الصحفيــة

استراحة
الجمعة 6-2-2009م
اعداد: ياسر حمزة

مع انتشار الصحف والمجلات وكثرة أعداد المثقفين والملمين بالقراءة والكتابة، تنتشر من وقت لآخر ظاهرة الإعلانات التي أصبحت تطارد متلقيها، عبر الصحف وشاشات التلفزة،

حتى وصلت إلى الشوارع العامة والطرقات والهاتف النقال الذي تحول إلى وسيلة إعلانية مجانية، فضلاً عن استخدامات الإنترنت، تعكس هذا كله، أهمية الإعلانات لكل من الإعلام والمنتج، حتى أن الأداة التي يستخدمها الأخير، أصبحت وسيلة مباشرة بينه وبين المستهلك ليطلعه على السلع الجديدة ومميزاتها.‏‏

ونظراً لما تمثله الإعلانات من قوة تأثير وجذب للجميع، صغاراً وكباراً، فقد تميزت في معظمها بطرافتها وأسلوبها التوجيهي الساخر، ويبدو ذلك واضحا في العديد من الإعلانات التي انتشرت في فترة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي.‏‏

ومنذ ما يزيد على مئتي عام، كان هناك شخص يتولى هذه المهمة الشاقة يركب دابته وينادي بين الناس في الشوارع والأزقة: إن الوالي قرر زيادة الضرائب أو رفعها أو أن الشخص الفلاني اتهم بسرقة ما، أو أن هناك اجتماعاً للقضاة مع الحاكم، كل هذا حدث في زمن لم تكن الطباعة قد ظهرت بعد، وتطور الأمر فأصبح لكل حارة منادٍ خاص بها توكل له مهمة الإعلان عن البضائع أو القرارات، ومن أشهر الجمل التي كان يرددها المنادي (والحاضر يعلم الغائب).‏‏

ومع اختراع الطباعة والنهضة الصناعية الكبرى التي حدثت في العالم بصفة عامة تغير شكل ومسار الإعلان، فلم يعد هناك المنادي كما كان من قبل، بل ظهرت الصحف كنتيجة طبيعية لاختراع الطباعة، فاتخذ الوالي محمد علي باشا من صحيفة الوقائع المصرية التي صدرت في أول الأمر باللغتين التركية والعربية صحيفة رسمية واعتبرها جريدة الحكومة الرسمية، ووقتها، أصدر محمد علي أمره بتهيئة الوسائل لنشر هذه الجريدة، وكتب إلى المديرين ورؤساء الدواوين يطلب خلاصة خصوصية عن الوقائع التي تحصل في الجهات وإرسالها إلى قلم الوقائع الذي صدر سنة 1244هـ لطبعها وتوزيعها على الذوات الملكية والجهادية.‏‏

ومع ظهور الصحف والمجلات المتنوعة أصبحت الإعلانات صناعة مستقلة وتكتب عادة بنوع الخط نفسه ولكن بحجم أصغر وتحدد بإطار من لون الخط نفسه ليستطيع القارئ تمييزها عن مجمل أخبار الصفحة وكان معظمها إعلانات تجارية وعقارية ومزادات.‏‏

وبتصفح المتلقي إحدى المجلات القديمة، سيجد تنوعاً كبيراً في مجالات الإعلانات المنشورة منها الإعلانات الاجتماعية كتهنئة الملك بعيد الميلاد أو الزواج أو عيد الجلوس على العرش، ومنها أيضا إعلانات المبيدات الحشرية التي لا يزال بعضها مستخدماً حتى اليوم.‏‏

وكانت إعلانات المبيدات تتميز بطرافتها في إقناع الجمهور بشراء السلعة، كما ظهر نوع من الإعلانات اختصت به الصحف والمجلات نفسها وهو الإعلان عن أهمية الإعلان في زيادة الربح وسرعة بيع المنتجات والسلع، كما كانت إعلانات الصحف والمجلات تتضمن إعلاناً أو أكثر عن العدد المقبل الذي تنبه إلى أنه يضم مفاجأة لقرائه كزيادة عدد الصور الملونة، أو زيادة عدد المقالات، أو وجود مقال لكاتب كبير، وهكذا.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية