|
شؤون سياسية مكنت إسرائيل من تقسيم دول المنطقة الى ما سمته «معتدلين وممانعين»، يؤكد مدى إصرار اسرائيل على إضعاف دول المنطقة ومدى حجم التآمر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، ومدى خضوع البعض الى الابتزاز الاسرائيلي والأميركي إذا ما صحت مزاعم ليفني. ومن الطبيعي أن تمارس ليفني سياستها المعتادة في التضليل، فتطرقت الى السلام قائلة إن السلام مصلحة اسرائيلية متناسية ما خلفه العدوان الأخير على قطاع غزة الذي راح ضحيته آلاف الشهداء والجرحى وتدمير المنازل والمدارس والصناعة الفلسطينية بشكل منظم، مستخدمة بذلك شتى أنواع الأسلحة المحرمة دولياً ضاربة عرض الحائط بكل القرارات والقوانين الدولية وهذا يقود الى التوتر وعدم الاستقرار لأن السلام لا يمكن تحقيقه بالقوة العسكرية والأسلحة المحرمة دولياً. كما أن ليفني لم تنس شكر من ساعدها من الكتّاب المأجورين ووسائل إعلامهم ولا سيما العربية منها في تبرير العدوان على غزة، حيث هاجم هؤلاء الكتّاب في مقالاتهم المقاومة الوطنية الفلسطينية وحملوها مسؤولية العدوان ومن ثمّ كانت عوناً لليفني في استخدام هذه المقالات لتضليل الرأي العام العربي والدولي. ما ساقته ليفني في كلمتها الأخيرة يؤكد تورط من سمتهم المعتدلين في العدوان على الشعب الفلسطيني، مراهنين بذلك على إمكانية كسر إرادة المقاومة وجرها الى القبول بشروط الاستسلام التي ارتضوها لأنفسهم، وهذا يتطلب من الفصائل الفلسطينية نبذ الخلافات وتراشق الاتهامات والالتفاف حول مقاومتهم التي كسرت نظرية الردع الاسرائيلي وذلك لحماية الانتصار الذي تحقق في غزة والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الى ديارهم. |
|