تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حروب الإبادة.. شعار إسرائيل الدائم

شؤون سياسية
الجمعة 6-2-2009م
غالب حسن محمد

لم تكن الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة حرب الإبادة الأولى، بل سبقتها حروب إبادة أخرى لا حصر لها ابتداء

من مجازر كفر قاسم ودير ياسين وإبادة الأسرى المصريين عام 1967 ومذابح صبرا وشاتيلا وقانا وجنين وغزة الأولى سنة 2006 والثانية في كانون 2008 ولن تكون هذه الحرب الأخيرة.‏

ويجب ألا يخفى علينا أن دم ألوف العرب الذين استشهدوا حتى الآن كان استشهادهم على أيدي العصابات الصهيونية التي قدمت من شتات الأرض ويريدون أن يقيموا مملكة مزعومة على أطلال العروبة ودمائها واتخاذ الإبادة الجماعية للأطفال والشيوخ والنساء وخيرة شباب هذه الأمة سبيلاً لتحقيق حلمهم. لقد مضى عهد الضحك على الشعوب بمقولات لا أساس لها من الصحة من أمثلة ريغان وبيغن وبوش وغيرهم من أن 99% من أوراق اللعبة بيد أميركا وغيرها من الأقوال التي لم تعد تنطلي على أحد، ولكن الصحيح الذي يجب أن تعرفه الشعوب في المنطقة هو أن 99% من أسلحة المحرقة أميركية.‏

إن العصابة الصهيونية تخطط ليس لإبادة الفلسطينيين فقط بل لإبادة كل العرب وإقامة مملكة بني إسرائيل على أرض فلسطين المقدسة.‏

وإن الفتاوى الدينية اليهودية بجواز قتل الأطفال العرب هي من سمات هذا الكيان العنصري، وقد كان آخرها ما أفتى به الحاخامات الصهاينة أثناء محرقة غزة في كانون الثاني عام 2009 وتم تنفيذها بقتل وجرح 1500 طفل في العدوان الجهنمي الأخير على يد ضباط وجنود الاحتلال، وقد اكتشف أحد الأطباء المصريين وفاة طفلة في الثامنة من عمرها نتيجة تصويب السلاح على رأسها من مسافة قصيرة أدى إلى تهتك في مخ الطفلة، وغيرها من الأطفال الذين تمت مداهمة مساكنهم وقتلهم مع أسرهم وبدم بارد.‏

من المعروف أن الكيان الصهيوني لم يكتف بإحاطة ما يملكه من سلاح نووي بالغموض بل أعلن تملكه ما يقرب من مئتين وعشرين رأساً نووياً قادرة على إفناء الدول العربية مجتمعة بينما تحرم أي دولة عربية من امتلاك أي طاقة نووية ولو لتوليد الكهرباء وإلا تم تدميرها كما حدث في العراق، وما يحاك لإيران، بل استعملت إسرائيل القنابل الفوسفورية والقنابل التي تحوي اليورانيوم المنضب لإبادة شعب غزة وتهديدها بين الحين والآخر باستعمال السلاح النووي كالتهديد بضرب مصر بالسلاح النووي عقب انكسار جيشها في حرب 1973 أو بضرب السد العالي أو ضرب غزة بقنبلة نووية.‏

إن تعمد تجاهل وازدراء الأمم المتحدة والشرعية الدولية يعتبره الصهاينة داخلاً في سلسلة مخططهم في إقامة اسرائيل الكبرى وقد استفاد هذا الكيان من هذه المنظمة الهزلية بمقدار ما تضرر منها العرب، فقرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة 181 لعام 1947 أعطى لليهود 14 ألف كيلو متر مربع من مساحة فلسطين وأعطى أصحاب الأرض 12 ألف كيلو متر مربع، فاستولى اليهود على مساحة أرض فلسطين ما عدا ستة آلاف كيلو متر هي غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، ثم أعادوا احتلالها عام 1967، كما أن إسرائيل مارست كل أنواع الاستهتار بالقرارات الدولية والمنظمة الهزيلة في شأن حقوق الإنسان واستخدام كافة الأسلحة المحرمة دولياً إضافة إلى احتفاظها بترسانة نووية مرعبة للمنطقة.‏

إن الصهاينة لا يقلون تطرفاً عن قادة النازية ولا فرق بين ليكود وكاديما وعمل وشاس..وغيرها من المسميات، كما أنه لا فرق بين بوش الأب وبوش الابن وغيره من رؤساء الولايات المتحدة لا يفوتنا هنا أن الرئيس الأميركي ترومان أول من اعترف بهذا الكيان كدولة نيابة عن أميركا، كما لا يفوتنا ما نادى به الرئيس ريغان بمبادلة الأرض مقابل السلام، وما نادى به بوش من إقامة دولتين فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع دولة يهودية بينما نقف ونحن نحلم بتحقيق هذه الشعارات والنداءات متجاهلين بذلك سيطرة اللوبي الصهيوني على صناع القرار وعلى المؤسسات الأميركية، بالإضافة إلى مجلس النواب والشيوخ. في مقابل ذلك نرى الانقسام العربي سيد الموقف أمام رغبة العدو الصهيوني في الانقضاض على كل ما هو عربي وإبادة الجنس العربي وليس الفلسطيني فحسب.‏

فهل نستمر على هذا الطريق أو نعد القوة حتى لا نصبح تحت رحمة قنابلهم النووية والتي لن يترددوا في استخدامها من أول لحظة تسمح لهم الظروف بذلك.‏

لقد بدأت رحلة الإبادة، فهل ننتظرهم حتى ينفذوها كاملة أو نتكاتف لنصرة أهلنا واخوتنا في غزة وفلسطين، والوقوف في وجه المخططات الرامية إلى الضغط على الفلسطينيين للتنازل عن حق العودة وأن تكون الدولة الفلسطينية على 20% من مساحة فلسطين وبدون القدس ومنزوعة السلاح لسهولة الانقضاض عليها وإفناء شعبها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية