تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سورية تدعو لإطلاق سراح السفينة فـوراً والعالم يدين عملية القرصنة.. الكيــان الإرهابــي يحتجــز ســفينة الأخــوة اللبنانيــة ويعتــدي علـى المتضامنيــن بالضـرب

سانا- الثورة
صفحة أولى
الجمعة 6-2-2009م
أدان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بشدة عملية القرصنة البحرية التي قامت بها اسرائيل ازاء سفينة الاخوة اللبنانية التي تحمل مواد اغاثة انسانية للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.

وقال المصدر في تصريح لوكالة سانا ان سورية اذ تحمل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامة السفينة وطاقمها وجميع ركابها تطالب المجتمع الدولي وجميع الهيئات المعنية بالشأن الانساني بادانة هذه القرصنة والتحرك الفوري لاطلاق سراح جميع المحتجزين والزام اسرائيل بالسماح بوصول المساعدات الانسانية التي على متن السفينة إلى الشعب الفلسطيني في غزة.‏

وكان الكيان الإرهابي الإسرائيلي قد واصل ارهاب الدولة الممنهج وقرصنته ضد المساعدات الانسانية لقطاع غزة باعتدائه على سفينة الاخوة اللبنانية وتدميره جميع المواد الطبية والغذائيةعلى متن السفينة اضافة الى تدمير جميع اجهزة الاتصال فيها والتعرض بالضرب لراكبيها.‏

فقد اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس سفينة الأخوة اللبنانية بعد أن حاصرتها وأطلقت النار عليها لدى وصولها إلى المياه الفلسطينية قبالة غزة.‏

وقالت مراسلة قناة الجزيرة الموجودة على متن السفينة إن عددا كبيرا من البوارج والسفن الإسرائيلية اعترضت السفينة وقام جنود إسرائيليون بمداهمة السفينة واعتدوا بالضرب على من بداخلها.‏

وأضافت المراسلة ان عدة سفن وبوارج إسرائيلية وجهت أسلحتها باتجاه ركاب سفينة الأخوة وان عددا كبيرا من الجنود داهموها وتعرضوا للموجودين على متنها. كما دمرت تلك القوات محتويات السفينة من مواد غذائية وطبية.‏

وقال مراسل الجزيرة ان سلطات الاحتلال تتعامل مع طاقم السفينة على انهم مهاجرون غير شرعيين مشيرا الى ان الحمولة التي كانت على متن السفينة سيتم انزالها في ميناء اشدود ومصادرتها‏

يشار الى انه على متن السفينة ثمانية أشخاص هم رجال دين وصحافيون وناشطون لبنانيون أبحروا على متن السفينة مساء الثلاثاء الماضي من مرفأ طرابلس شمال لبنان باتجاه قطاع غزة لإيصال حوالي ستين طناً من الاحتياجات الأساسية والمواد الغذائية ووحدات دم وأدوية لأهالي غزة، وليتحدوا الحصار المفروض على القطاع. وما إن وصلت السفينة قبالة شاطئ غزة حتى اعترضتها البحرية الإسرائيلية المعادية مانعة اياها من التقدم ومن ثم عمدت الى اطلاق النار بالقرب منها بعدما اصر الموجودون على متنها على التقدم صوب سواحل غزة ، السفينة عمدت الى المناورة عبر التوجه الى المياه الاقليمية المصرية ناحية العريش في محاولة للوصول من هناك الى سواحل غزة فطوقتها ثمانية عشر زورقاً إسرائيلياً، لمنعها من التقدم وطالبوهم بالعودة من حيث أتوا. مطران القدس السابق لطائفة الروم الكاثوليك هيلاريون كابوجي الذي يشارك في الرحلة والذي غادر القدس نهاية السبعينيات بعدما أمضى حوالي أربع سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي بتهمة دعم منظمة التحرير الفلسطينية ناشد العالم عبر المنار التضامن مع سفينة الأخوة لإيصال المساعدات إلى غزة ومساعدة أهلها.‏

ووصف كابوجي المهمة بانها وطنية اخلاقية انسانية ، وقال انه رغم التهديدات الاسرائيلية السافرة باستباحة دماء قبطان السفينة وركابها فنحن سنتحدى الإسرائيليين وسنتابع مسيرتنا ايا كانت العراقيل والصعوبات.‏

غير أن البحرية الإسرائيلية لم تكتف باعتراض مسار السفينة فداهمتها واقتادتها إلى ميناء أشدود شمال قطاع غزة، وهذا ما أعلنه وزير حرب العدو إيهود باراك.‏

من جهته قال منسق لجنة "المبادرة الوطنية لكسر الحصار عن غزة" معن بشور "تبلغنا من الموجودين على السفينة انهم وصلوا الى المياه الاقليمية الفلسطينية قبالة شواطىء غزة حيث اعترضتهم زوارق حربية اسرائيلية وداهم عناصرها سفينتهم بعد اطلاق النار عليها. بعد ذلك انقطع اتصالنا بهم".‏

وقال بشور ان قوات الاحتلال تحاول كسر ارادة المتضامنين مع غزة ومنعهم من الوصول اليها موضحا ان هذه السفينة لاتحمل سوى مواد تموينية وحليب اطفال وادوية لأهل غزة.‏

واضاف ان الاسرائيليين ظنوا ان ركاب السفينة سيعودون ادراجهم بمجرد ان يتلقوا تهديداً او تحوم حولهم بوارج حربية لكن بات واضحا ان الذين قاموا بهذه الرحلة مصممون على الاستمرار فيها من اجل ان تصل رسالتهم على الاقل إلى العالم بان هذا القطاع محاصر ومازال الحصار مستمرا من البر والبحر والجو وان هذا العدوان يكشف مرة اخرى عن عجز لايعالج بالوحشية.‏

وقد توالت ردود الأفعال المستنكرة لعملية القرصنة الإسرائيلية ضد سفينة الأخوة حيث أدان الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان اختطاف جنود الاحتلال الاسرائيلي السفينة واعتداءهم بالضرب على ركاب السفينة وحمَّل سليمان في تصريح أورده المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري اسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامة ركاب السفينة مؤكدا ضرورة رفع الحصار عن غزة وفقا لقرارات الامم المتحدة ذات الصلة والقوانين الانسانية المتعلقة بحقوق الانسان.‏

بدوره بحث رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مع السفيرة الاميركية في لبنان ميشيل سيسون موضوع سفينة الاخوة وطالب الولايات المتحدة الاميركية بالضغط على اسرائيل لاخلاء سبيل السفينة فورا محملا اسرائيل والادارة الاميركية مسؤولية سلامتهم.‏

وشدد بري على وجوب وضع حد لهذه الممارسات الاسرائيلية التي تتناقض مع كل الاعراف والقوانين الدولية.‏

كما طلب بري من وزير الخارجية فوزي صلوخ متابعة قضية السفينة واثارتها مع المحافل والجهات الدولية.‏

وفي اتصال اجراه بري بالمنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز أدان بشدة الممارسات الاسرائيلية والقرصنة التي قامت بها باختطافها للسفينة اللبنانية.‏

كما طالب صلوخ في اتصال هاتفي بسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الموجودين في لبنان بالتدخل الفوري والضغط على اسرائيل للمحافظة على السفينة وسلامة ركابها وبذل الجهود للافراج عنها واتمام مهمتها الانسانية بايصال المساعدات التي تحملها إلى غزة.‏

بدوره ندد النائب اللبناني اسامة سعد رئيس التنظيم الشعبي الناصري في صيدا باعتراض واحتجاز اسرائيل للسفينة بالقوة مطالبا المجتمع الدولي ومؤسساته بالتدخل الفوري لحماية رواد ركاب سفينة الاخوة اللبنانية من الغطرسة الاسرائيلية المتمادية واطلاق سراحهم. وطالب جميل حايك رئيس المكتب السياسي لحركة أمل أمس المؤسسات الانسانية العالمية المعنية بحقوق الانسان بالتحرك الفوري لوقف الانتهاك الاسرائيلي الجديد للقانون الدولي والانساني بخطف سفينة الاخوة اللبنانية.‏

من جهة أخرى أكد تجمع العلماء المسلمين في لبنان أن الكيان الاسرائيلي أثبت مجدداً خروجه على القانون الدولي والقيم الانسانية واضاف جريمة القرصنة الى سجله الاجرامي بعد خطفه سفينة الاخوة اللبنانية التي تحمل مساعدات انسانية وأشخاصا متضامنين مع غزة.‏

من جانبه استنكر رئيس حزب الحوار الوطني اللبناني فؤاد مخزومي بشدة تعرض قوات الاحتلال الاسرائيلي للسفينة التي تنقل تضامن الشعب اللبناني إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر وقال ان هذه السفينة ترمز إلى معنىحضاري وهي تقل رسل محبة وسلام من لبنان إلى اهلنا في فلسطين.‏

وطالب مخزومي المجتمع الدولي بالتحرك ووقف القرصنة الاسرائيلية التي تضيف إلى سجل اسرائيل الاسود المزيد من الخروقات للقوانين والاعراف الدولية.‏

من جهته ادان النائب السابق بهاء الدين عيتاني قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي باعتراض سفينة الاخوة مطالبا جميع القوى المحبة للسلام في المنطقة والعالم وتحديدا المجتمع الدولي ومؤسساته وفي مقدمتها الامم المتحدة باتخاذ تحرك واسع لايقاف التهديدات واعمال القرصنة وممارسة الضغط على الكيان الاسرائيلي لوقف اعتداءاته والافراج عن السفينة ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداءات على السفينة.‏

بدوره ادان رئيس تجمع الاصلاح والتقدم خالد الداعوق القرصنة الاجرامية التي قامت بها زوارق العدو الاسرائيلي باعتراض السفينة.‏

واستنكر الداعوق صمت المجتمع الدولي حيال هذه الانتهاكات التي جرت في المياه الدولية. بدوره اوضح نبيل حلاق المنسق الاعلامي للجنة المبادرة الوطنية لكسر الحصار عن غزة التي اطلقت السفينة ان هذا الاعتداء السافر هو دلالة واضحة على النهج العدواني الاسرائيلي ضد ابسط الحقوق الانسانية.‏

واشار حلاق إلى ان رئيس اللجنة معن بشور وعددا من المسؤولين اللبنانيين يقومون بالاتصالات الحثيثة بالمحافل الدولية والجهات المعنية بحقوق الانسان لحماية السفينة ومن على متنها وتأمين وصولها بسلام إلى غزة لايصال المساعدات الانسانية لاهالي غزة المحاصرين. من جهته وصف الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان تعرض اسرائيل لسفينة الاخوة والاعتداء عليها بانه عمل ارهابي بامتياز يخالف ابسط قواعد القانون الدولي ويعكس طبيعة الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة بوصفه حصارا قاتلا يستهدف حياة مليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع.‏

في السياق ذاته أدان المؤتمر الشعبي اللبناني بشدة القرصنة الاسرائيلية واعتداء البوارج الحربية على سفينة الاخوة اللبنانية لكسر الحصار عن غزة واقتياد السفينة إلى ميناء اشدود على الساحل الفلسطيني.‏

من جهته اكد امجد الشوا عضو اللجنة الدولية لفك الحصار عن قطاع غزة. ان القرصنة البحرية التي قامت بها قوات الاحتلال الاسرائيلي لسفينة الاخوة اللبنانية دليل جديد يضاف إلى سجل اسرائيل الاسود في العدوان والاجرام والارهاب.‏

وفي القاهرة ادانت جامعة الدول العربية اعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلي على السفينة وقالت ان هذه الاعتداءات تأتي استمرارا للسياسات الاجرامية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وعمل من اعمال القرصنة.‏

وحمَّلت الجامعة في بيان لها أمس اسرائيل مسؤولية الحفاظ على طاقم السفينة والركاب وطالبت الامم المتحدة والمجتمع الدولي بالعمل الجدي لضمان التزام امن السفينة وركابها وتطبيق احكام القانون الدولي ازاء اسرائيل وتصرفاتها المنافية لكافة الاعراف وعلى رأسها الاعراف الانسانية.‏

كما أدانت الحكومة الفلسطينية المقالة بقطاع غزة بشدة عملية القرصنة البحرية التي قامت بها قوات الاحتلال الاسرائيلي.‏

وأضاف ان هذا التصرف لا يدل على نوايا جدية لدى الاحتلال في التوصل إلى تهدئة حقيقية. وفي باريس اعربت فرنسا عن اسفها لاعتراض اسرائيل السفينة.‏

وقال مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية فريدريك ديزانيو ان فرنسا تدخلت لدى اسرائيل بناء على طلب من السلطات اللبنانية للسماح للسفينة بالوصول إلى غزة لايصال المساعدات لكنها تبلغت من المسؤولين الاسرائيليين بانهم سيطلبون من السفينة اللبنانية العودة من حيث أتت.‏

في السياق ذاته حملت الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة مسؤولية اي طارىء يتعرض له طاقم سفينة الأخوة اللبنانية التي تحمل مساعدات لأهالي غزة المحاصرين.‏

وقالت الأحزاب في بيان أصدرته بعد اجتماعها مساء أمس اننا نطالب الأمين العام للأمم المتحدة بتحمل مسؤوليته في المسارعة لحماية القوانين الدولية كون القرصنة حصلت في المياه الدولية ووضع حد لانتهاكات اسرائيل بهذا الشكل الفاضح والسافر لسفينة مساعدات انسانية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية