تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مقارنة ظالمة

رؤية
الخميس 28-3-2013
وفاء صبيح

بعض الفنانين يمثلون مرجعيات لابناء جيلهم، وفي أحيان أخرى يكونون مرجعيات للرأي العام،في حال كان الجو عنده سديميا والرؤية معطلة.

وايمان البحر درويش الذي يرتكزعلى إبداعه،كما على تاريخ جده الموسيقي،يمكنه ان يكون إحدى تلك المرجعيات، وماقاله عن العمل الغنائي الفردي ومزالقه صحيح الى درجات كثيرة، فمعظم اغاني ثورة 25 يناير لم ترق الى مفهوم الثورة، وان المقارنة بينها وبين ثورة يوليو ظالمة، فقد أطلقت على عجل وبمبادرات فردية ماافقدها الجودة والتأثير في النفوس.‏

إيمان تقدم قليلا في رؤيته لواقع الفن الجديد، الذي بدأت جدران حصره وتسويره ترتفع، فيما كان يدعم رسميا وشعبيا في الخمسينيات من القرن الماضي، الأمر الذي يفتح أبواب الأسئلة والحذر والخوف أيضا من مستقبل فني يكون بنكهة واحدة وبلون واحد وفكر واحد أوحد لايقبل الاختلاف ويعتبره «رجسا من عمل الشيطان».‏

أول الأسئلة يبدأ عن هوية الفن الجديد، بل هوية الإنتاج الثقافي بعمومه، وهل سيكون بمقدور هذه الهوية ان تكون هوية جامعة مانعة لجميع الأطراف والفرقاء،طالما أنهم جميعا تحت علم واحد؟ أليس ما نراه من سد الأبواب أمام الاختلاف يمثل إرهاصا أوليا لولادة هوية جديدة تختلف كليا عن الهويات السابقة التي كفلت لنا التمايز بعيدا عن التشنج والتعصب.‏

من مصرالى الجزائر التي انتفضت فيها النسوة احتجاجا على تزايد ارتداء العباءات السوداء الآتية من خلف الحدود. النسوة قدرن ان الامر حرية شخصية، ورغم ذلك ارتدين لباسهن الرسمي»الحايك» والذي يغطي الجسم كاملا من الرأس الى القدمين، فقط ليقلن أنهن ضد استيراد الأسود، وان الحايك الأبيض المحلي هو الأصل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية