تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكدت ضرورة العمل لتحقيق العدالة والسلام والتنمية والتعاون.. دول مجموعة بريكس: نعارض عسكرة الأزمة في سورية وبيان جنيف يجب أن يكون أساساً لتسوية الأزمة

دوربان
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الخميس 28-3-2013
باتت مجموعة «بريكس» اليوم مثارَ اهتمامِ المجتمع الدولي ولاسيما في ظل تعاظم وزنها على الساحة الدولية، على مدى خمسِ سنوات مضت منذ عقد قمةِ دول «بريكس» الأولى بيكاتيرينبرغ في روسيا تخطت مصالحُ المجموعة إطار الساحة الاقتصادية

ودخلت الميدان السياسي والجيوستراتيجي حتى باتَت المجموعة أكثر جاذبية لأعضاء جدد أبدوا رغبتهم في الانضمام إليها.‏

وفي الدورة الخامسة لقمة «بريكس» تضمن جدول أعمالها عددا كبيرا من القضايا الاقتصادية والسياسية، الاقتصادية مثل تأسيس مصرف تنمية مشترك ومجلس أعمال، إلى جانب الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قمة لم تكن فيها الملفات الاقتصادية أقل شأنا من تلك السياسية، ولعل مجموعة «بريكس» أصبحت اليوم قوة قادرة على إيجاد مفتاح لأحد هذه الابواب.‏

وفي كلمة افتتاح أعمال القمة أكد جاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا أن قمة دول مجموعة البريكس تحظى باهتمام عالمي لما تشكله من حضور على المستوى الدولي وقال "إننا نتطلع إلى مزيد من التعاون لتحقيق النمو في دولنا واستثمار جهود شعوبنا التي تكافح من أجل حياة أفضل".‏

وقد أكد قادة دول مجموعة بريكس التي تضم روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا رفضهم لعسكرة الأزمة في سورية ووجوب أن يكون بيان جنيف أساسا لتسوية الأزمة.‏

وقال قادة دول المجموعة في بيان صدر في ختام قمتهم التي عقدت أمس بمدينة دوربان في جنوب افريقيا واورده موقع روسيا اليوم :" نعرب عن قلقنا العميق من تدهور الوضع الأمني والإنساني في سورية وندين الانتهاكات المتكررة و المتزايدة لحقوق الإنسان والقانون الانساني الدولي نتيجة العنف المستمر" مضيفين أن "القرارات التي اتخذت في اللقاء الأممي حول سورية بجنيف العام الماضي يجب أن تكون أساسا لتسوية الأزمة".‏

وأضاف القادة "نؤكد على رفضنا للعسكرة اللاحقة للنزاع في سورية ولا يمكن تأمين عملية سياسية انتقالية يقودها السوريون إلا عبر حوار وطني واسع يتجاوب مع الاماني المشروعة لكل فئات المجتمع السوري و يحترم استقلال ووحدة أراضي وسيادة البلاد الأمر المثبت في بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الشأن".‏

إلى جانب ذلك تضمن البيان التأكيد على دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الابراهيمي إضافة إلى دعوة "موجهة إلى كل الأطراف" لضمان إمكانية تقديم المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين بشكل فوري وآمن وكامل من دون أي عوائق و كذلك ضمان امن موظفي المنظمات الإنسانية.‏

زوما: نحظى باهتمام عالمي لما نشكله من حضور‏

وأعلن زوما أن المجموعة قررت "تأسيس مصرف للتنمية تابع لدولها تبلغ تكلفة تمويله وبنيته التحتية أكثر من أربعة مليارات دولار" مؤكدا أن قرار المجموعة هذا يمتد إلى ما هو "أبعد من تقوية التعاون بين دول البريكس".‏

وأوضح زوما أن "إطلاق مجلس الأعمال التابع لبريكس يهدف إلى الجمع بين قادة المجموعة والصناعيين وتنسيق أعمالها وجهودها إلى جانب الاعتراف بدور الأكاديميين في تعزيز الحوار بين دول البريكس".‏

وشدد زوما على ضرورة التصدي للتحديات المتعلقة بـ "الثقافة والتدريب وتعزيز المهارات والبيئة".‏

وأشار الرئيس الجنوب افريقي إلى أن "أجهزة الإعلام العالمية وتقانة المعلومات هي واحدة من أهم حاملي التفاهم بين أمم العالم في العصر الحديث لأنها سريعة ولذلك فإن دول مجموعة بريكس حصلت على الانتباه العالمي الذي تستحقه".‏

شي جين: التمسك بالعدالة الدولية والسلام‏

من جانبه أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ وجوب التمسك بالعدالة الدولية والسلام وقال إن "في العالم تحديات وتهديدات مختلفة ونحن نتطلع بأمل إلى تحقيق سلام دائم وجعل الناس يتمتعون بحياة سعيدة".‏

وشدد الرئيس الصيني على أن ما يحتاجه العالم هو "السلام والتنمية والتعاون وليس الحرب والعنف" وقال إننا "عندما نسعى لتحقيق هذه الأهداف فإن علينا الأخذ بعين الاعتبار اهتمامات وهموم الدول الأخرى وأن نبقى ملتزمين بالمساواة والعدالة والديمقراطية وحقوق كل الشعوب في الاستقلال والسيادة والتعاون واحترام الاختلاف والتنوع الدولي الموجود على الساحة".‏

وأضاف شي جين إن "جميع الدول الأعضاء متساوية بغض النظر عن أنظمة بلدانها أو الطريقة التي يتم بها الإصلاح إذ يجب أن يكون النظام العالمي أكثر عدالة وسلاما عالميا للجميع وبناء شراكات دولية سليمة من أجل رفاهية كل الشعوب" مؤكدا أن "العالم ليس غابة ولا يجب أن يسوده قانون الغاب".‏

وأوضح الرئيس الصيني أن "الصين تتعاون مع كل البلدان الأخرى وتعمل على التنسيق معها اقتصاديا على أساس عالمي من النمو" للتكامل والتعاون بينها من جهة ومع البلدان الأخرى من جهة ثانية وتشكيل رابطة قوية متينة لهذه الشراكة".‏

وقال الرئيس الصيني "يجب علينا أن نتعاون اقتصاديا ونساعد على استخدام المصادر بشكل جيد ومنسق لجميع البلدان والتعاون على نطاق واسع على الصعيد الدولي من أجل تسريع النمو داعيا إلى أن "يتم التعاون بشكل وثيق بين بلدان بريكس الخمسة وتبادل المعلومات والتصنيع والتنظيم والعصرنة والتحديث وتحقيق التنمية لدولها والتقدم في العلاقات المالية والاقتصادية مع الدول الأخرى وتحويل المشاريع إلى عمل فعلي على أرض الواقع وتسريع الزخم للسير نحو الأهداف الاقتصادية وتقديم صورة إيجابية لدول البريكس في مجال التعاون الدولي".‏

وقال شي جين "يجب ألا يضللنا أي اتجاه آخر وألا نغفل عن التزاماتنا.. لدينا اهتمام" مؤكدا أن "الصين ستعمل لتحقيق أهداف المجموعة وقد زادت الدخل القومي فيها وحدثت الصناعة بحيث استفاد من ذلك أكثر من مليار مواطن صيني".‏

وأشار الرئيس الصيني إلى أن "الصين بلد اشتراكي حديث عصري ومتقدم بشكل منسجم وسيستمر في تقدمه التقني والاقتصادي وتطوره الاجتماعي رغم كل التحديات السياسية والثقافية التي تواجه عملية التحديث" مبينا أن "المجموعة تتطلع نحو التعاون لبناء البنية التحتية للتنمية عبر شبكة مالية متعاونة وتبادلات فيها عدالة وتكامل وتعمل معا على البحث عن السلام والتنمية والتعاون".‏

بوتين: يجب أن يكون هناك تفاعل‏

واجتماعات مع الامم المتحدة لمواجهة الارهاب‏

بدوره أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته أن العمل مع دول البريكس هو إحدى أولويات السياسة الروسية داعيا دول البريكس إلى استخدام مواردها من اجل تعزيز مكانتها الدولية لأنها تعد مكونا هاما في المجال العالمي.‏

كما دعا الرئيس الروسي إلى ضرورة احداث التفاعل مع الأمم المتحدة والعمل على عقد اجتماع مشترك لبحث سبل مواجهة الإرهاب في العالم مشيرا إلى أن روسيا تدعم المشاريع المشتركة لدول البريكس وتطورها.‏

واقترح بوتين على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقد اجتماع مشترك لبحث التعاون بين دول المجموعة والمنظمات الدولية لتحقيق الأهداف المشتركة مؤكدا وجوب "أن يكون هناك تفاعل بين المجموعة والأمم المتحدة وأجهزتها".‏

وأضاف بوتين.. "أما بالنسبة لمواجهة تحديات الإرهاب فإن روسيا تقترح أن تعمل المجموعة في أول اجتماع معاد للاحتكارات والذي سيعقد في موسكو على توسيع الأمن الدولي واستخدام إمكانيات دول المجموعة لتنفيذ مثل هذه المبادرات والاستمرار في العمل على إيجاد توجه مشترك بين دول بريكس".‏

وشدد الرئيس الروسي على أن توسيع الحوار في مختلف المجالات سيعطي دفعا قويا لدول المجموعة موجها التحية لدول بريكس لدعمها المواقف الروسية على المستوى العالمي.‏

وأعلن بوتين أن القيادة الروسية ستمنح كل دعم ممكن للتعاون العملي التجاري بين دول المجموعة على غرار مجلس أعمال تعزيز المشاريع المتعددة الأطراف مبينا أنه كما "دعمت دول البريكس المبادرة الروسية في التعدين والصناعات الجوية والإلكترونية والطاقة والصناعات الحديدية الفولاذية والموارد المعدنية فإن روسيا ستقدم كل دعم ممكن للمجموعة".‏

سينغ: العمل لإصلاح المؤسسات الدولية‏

سياسياً واقتصادياً خاصة مجلس الأمن‏

من جهته أكد رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ في كلمته أن دول بريكس عملت على معالجة التحديات أمام تطور تعاونها المشترك والاتفاق على تشكيل بنك تنمية البريكس الذي فتح الأبواب الواسعة لإمكانيات جديدة من التعاون.‏

وأضاف سينغ إن "الهند تعمل على تعزيز السلام والاستقرار والأمن للمجتمع الدولي" مبينا أن "هناك أفكارا متبادلة بين الخبراء والمستشارين تعززت باستكشاف مناطق أخرى للتعاون ومعالجة التحديات المشتركة".‏

ولفت سينغ إلى أن القمم الخمس للمجموعة بينت أن منبرها أصبح اكثر تكاملاً وانسجاماً وقال نحن "نستفيد من اختلافاتنا وتشابهاتنا وهذا كله يصب في قوتنا المشتركة عندما نتطلع إلى المستقبل والتقدم الذي أحرزناه .‏

وقدم سينغ جملة مقترحات تتعلق بالتحديات أمام مجموعة بريكس أبرزها.. الاستجابة لتحديات الاقتصاد العالمي والتنمية واقتناص الفرص الكبرى واستغلال موارد القوة لتحقيق المنفعة المتبادلة.... والعمل على التطوير الاقتصادي بقاعدة واسعة وشمولية أكثر بشكل أخلاقي ودبلوماسي لجعل الاقتصاد العالمي أكثر ديمومة وفائدة واستقراراً.. وإصلاح المؤسسات الدولية في المجالات الاقتصادية والسياسية لتعكس الحقائق الأكثر كفاءة ومعالجة التحديات القائمة وخاصة إصلاح مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.‏

كما دعا رئيس الوزراء الهندي دول المجموعة إلى تعزيز قدراتها المشتركة للمساهمة في "مواجهة التحديات وتعزيز السلام العالمي والاستقرار والأمن".‏

روسيف: نحن اقوياء بما يكفي لكي‏

نحقق وجوداً قوياً على الساحة الدولية‏

لا يمكن ان نسمح للبلدان المتقدمة أن تتقدم على حسابنا‏

من جانبها أكدت رئيسة البرازيل ديلما روسيف في كلمتها ان دول البريكس تشكل جزءا كبيرا من سكان العالم وهي قوية بما يكفي كي تحقق وجودا قويا على الساحة الدولية.‏

وشددت روسيف على انه لا يمكن ان تسمح دول البريكس للبلدان المتقدمة ان تتقدم على حسابها مشيرة إلى أن تحقيق النمو الاقتصادي وحماية البيئة ومواجهة التحديات الكبرى هدفنا للمرحلة المقبلة.‏

ولفتت رئيسة البرازيل إلى أن اوجه التشابه بين دول المجموعة تدفعها لمزيد من التكامل والتعاون داعية إلى تحقيق التنمية بين دولها على كافة.‏

وأوضحت رئيسة البرازيل أن على دول البريكس "تأسيس تعاون بين بنوكها وإقامة اتصالات جيدة لمنع الأزمات من التفاقم وتعزيز البنية الاقتصادية والمالية العالمية وتطوير مبادرات التواصل وأن يكون لنا موقف من التحديات الموجودة والتغيرات الكاسحة التي تجتاح العالم".‏

ولفتت رئيسة البرازيل إلى أنه وفقا للأرقام الدولية فإن "أعلى مستوى للنمو موجود في إفريقيا وهذا يقدم فرصة عظيمة على المستوى العالمي ويسهم في إغلاق فجوة عدم المساواة بين الشمال والجنوب".‏

واختتمت روسيف بالقول "نعلم جميعا أن المساعدة الاقتصادية تستخدم كأداة سياسية للضغط على البلدان الأخرى ونحن نريد أن نجسد القوة الاقتصادية بين افريقيا وجنوبها وبين دول البريكس لجعلها دولا مشاركة وفاعلة في تحقيق العدالة الاجتماعية والتعاون".‏

**‏

وقع مع زوما شراكة استراتيجية‏

الرئيس بوتين: «بريكس» ستدافع عن مصالح أفريقيا والدول ذات الاقتصاد الانتقالي‏

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان دول مجموعة بريكس ستدافع بصورة مشتركة عن مصالح أفريقيا وغيرها من الدول ذات الاقتصاد الانتقالي كما انها تدعو لرفع دورها وتأثيرها في النظام العالمي للادارة وخاصة في المنظمات المالية والاقتصادية الدولية لافتا إلى ان روسيا تخطط لبذل جهود اضافية لتخفيف أعباء الديون على الدول الافريقية.‏

ونقل موقع روسيا اليوم عن الرئيس بوتين قوله أثناء لقاء زعماء دول مجموعة بريكس مع رؤساء الدول الافريقية أمس: نخطط لبذل جهود اضافية لتخفيف أعباء الديون وقد تم توقيع الاتفاقيات الحكومية المناسبة في هذا الشأن وفق خطة الدين مقابل التنمية مع كل من تنزانيا وزيمبابوي وموزامبيق بقيمة اجمالية تبلغ 6ر263 مليون دولار.‏

وأوضح بوتين ان روسيا مازالت تقدم وعلى مدار عشرات السنين المساعدات المباشرة إلى القارة الافريقية حيث انهت ما يزيد على 20 مليار دولار من الديون على هذه الدول وبهذا المعدل تحتل موسكو عن جدارة المرتبة الأولى بهذا الشأن في قائمة الدول أعضاء مجموعة الثمانية الكبار.‏

ولفت الرئيس الروسي إلى أن الشركات الروسية تنفذ مشروعات استثمارية مع كل دول شمال أفريقيا و11 دولة تقع إلى الجنوب من الصحراء الكبرى مضيفا ان المعاهد والجامعات الروسية تقوم بتدريس نحو 8 آلاف من الطلاب الافارقة نصفهم بمنح حكومية.‏

في سياق متصل اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والجنوب افريقي جاكوب زوما على تعميق التعاون بين البلدين في المجال العسكري ووقعا اعلاناً مشتركاً لاقامة الشراكة الاستراتيجية بينهما.‏

وينص على عدم مشاركة البلدين في اي احلاف عسكرية سياسية أو نزاعات مسلحة موجهة ضد دول اخرى كما يقضي بالعمل على زيادة التعاون الاقتصادي الوثيق بين البلدين بهدف توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية وتعميق وتنويع التعاون في المجالات التي تتمتع بالاولوية مثل التعاون التجاري والمصرفي والاستثماري وفي مجال صناعة الطائرات والميتالورجيا التعدين.‏

**‏

ريابكوف: شركاء روسيا في مجموعة «بريكس» يؤيدون وجهة نظرها‏

حول سبل حل الأزمة في سورية‏

موسكو- سانا:‏

اكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي ان قادة الدول الاعضاء في مجموعة بريكس يشاركون روسيا وجهة نظرها حول سبل حل الازمة في سورية وانعكس ذلك في البيان الختامي الصادر عن قمتهم التي عقدت في ديربان بجنوب افريقيا أمس.‏

ونقل موقع روسيا اليوم عن ريابكوف قوله لقد اكد جميع الاعضاء على حيوية البيان الختامي لمؤتمر جنيف الصادر عن مجموعة العمل بشأن سورية موضحا ان الموقف الذي تضمنه البيان الختامي قريب جدا من الموقف الروسي ويدل ذلك على ان شركاء روسيا في بريكس يؤيدون وجهات النظر الروسية الخاصة بتسوية الاوضاع في سورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية