|
استراحة ولكن عود الثقاب كما نعرفه لم يظهر في أول أشكاله إلا عام 1827م على يد الصيدلي البريطاني جون ووكر الذي أنتج أعواداً طول الواحد منها نحو 8 سنتمترات، ومغطاة عند طرفها بمادة كبريتيد الإثمد وكلورات البوتاس والصمغ. ويشتعل هذا النوع من الأعواد عند حكه على ورق رملي خشن يشبه ورق الصقل،
ليصدر عنه لهب وشرارات تتناثر أينما كان من حوله. بعد ذلك بسنوات قليلة نجح الفرنسي شارل ساوريا، وهو طالب كيمياء، في إنتاج أول عود ثقاب يشتعل بمجرد احتكاكه بأي سطح؛ لأن رأسه مغطى بالفوسفور. وبسرعة وصل هذا الابتكار إلى أمريكا حيث سجله الترو دي فيليبس عام 1836م، وراح ينتج أعواد الثقاب يدوياً ويبيعها من خلال تجواله على المنازل والأسواق. وهنا وقعت الكارثة. لم يعلم المستهلكون الأوائل ولا فيليبس نفسه بأن الأبخرة الناتجة عن احتراق الفوسفور بالغة الخطورة؛ إذ تؤدي إلى مرض النخر (أي تحلل عظام الفك، ومن ثم الموت). توفي الكثيرون، وغالبيتهم من العمال نتيجة تعرضهم للغازات الفوسفورية.. واستمرت الأزمة حتى العام 1910م عندما فرضت الحكومة الأمريكية ضرائب باهظة على أعواد الثقاب الفوسفورية، مما كاد يودي بهذه الصناعة إلى التوقف والانقراض. ولكن بموازاة هذا العود السام، كان هناك اختراع وتطوير لأعواد ثقاب الأمان التي اكتشفها السويدي غوستاف إي باش عام 1844م. وفي هذا النوع يتشكل رأس العود من كلورات البوتاس التي تشتعل عند احتكاكها بسطح ذي طبيعة محددة يوضع عادة على جانب صندوق الأعواد، ويحتوي هذا السطح على مركبات الفوسفور والرمل. وطوّر المحامي الأمريكي جوسيا بيوزي هذا الابتكار بصناعة العود نفسه من الورق المقوّى بالشمع بدلاً من الخشب عام 1892م. ولكن الأعواد الورقية لم تلق رواجاً حتى الحرب العالمية الأولى. تركزت صناعة عود الثقاب في السويد لسنوات عديدة، بعدما أسس إيفر كريجر شركة أعواد الثقاب السويدية التي نمت حتى أنشأت مصانع لها في نحو 40 دولة. ولكن الأزمة الاقتصادية عام 1929م، دفعت بكريجر إلى الانتحار. واحتاجت الشركة إلى بضع سنوات لتقوم من كبوتها، وتعيد سيطرتها على صناعة اللهب الصغير في العالم. صناعة عانت منافسة خطرة من ولاّعة الغاز بدءاً من منتصف القرن العشرين، ولكنها ما زالت قائمة ونشطة بما يكفي |
|